أخبار

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟

الجمعة عيد المسلمين.. ماذا عن" الصدقة" وآداب هذا اليوم؟

فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. قصة عجيبة لرجل نجا من النار بسببها

5 أشياء حافظ عليها لإحياء ليلة الجمعة.. يكشفها الدكتور عمرو خالد

تعرف على وقت ساعة الإجابة من يوم الجمعة

من صعوبة النوم إلى تساقط الشعر.. أبرز علامات متلازمة تكيس المبايض

وجبة غداء يستغرق إعدادها 5 دقائق تخفض ضغط الدم وتحمي من أمراض القلب والسرطان

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

المنهج الوقائي في الإسلام.. خطبة الجمعة غدا

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 17 ديسمبر 2020 - 08:40 م
تسهيلا على الدعاة وطلبي العلم ننشر مضمون خطبة الجمعة غدا ليعم النفع..

أولا: أهمية قانون الأخذ بالأسباب وقيمته في الإسلام
إنّ من أهمّ ما يميز هذه الأُمّة عظمة المنهج الذي جاء به الرسول الحبيب r من لدن ربه الكريم Y، ومن بين ملامح هذا المنهج القويم: الدعوة إلى الأخذ بالأسباب في الحياة. والمُلاحَظ أنّه حين عملت الأُمّة بفقه الأخذ بالأسباب صار لها الريادة والتقدّم في كافة مناحي الحياة (علميًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وحضاريًّا…..) لكن حين تخلّت أُمّتنا عن الأخذ بالأسباب ابتليت بالكثير من الأمراض المادية والمعنوية في فكرها وثقافتها واقتصادها … إلى آخر ذلك.
إنَّ الأخذ بالأسباب فريضة شرعها الله تعالى علينا، فقال تعالى: )فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ( [آل عمران: 159]. وأمر بالمشـي والأخذ بأسباب الرزق في السعي والحركة، فقال Y: )هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا  فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ( [الملك: 15].
كما أنّ الأخذ بالأسباب هو سنّة الأنبياء والمرسلين على ما كان مِن تأييد الله تعالى لهم؛ كحال نوح حين صنع السفينة، والعذراء مريم تُحرّك جِذع النّخلة فيأتيها فضل الله، وموسى يضرب البحر بالعصا فينجيه الله ومن معه من فرعون، ورسولنا r يخطّط يوم الهجرة وينجو مع الأخذ بالأسباب.
ولا ننسى الإشارة إلى أنّ الأخذ بالأسباب فطرة في المخلوقات من حولنا، من طيور وحشـرات وحيوانات، كحال النمل والنحل في تأمين عالمهما من الضياع.. ولنا في السابقين والمخلوقات من حولنا عبرة وآية. والسّعيد من اتّعظ بغيره وتعلّم قبل المهلكة.

ثانيًا: الأخذ بالأسباب للوقاية من الأمراض والأوبئة:
يُعدّ الأخذ بأسباب الوقاية من الأمراض -ماديا ومعنويا- هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض المعدية وغير المعدية.

ومن أسباب الوقاية المعنوية:
العودة إلى الله تعالى والاعتراف بربوبيته وعظمته سبحانه.
التخلِّي عن الذنوب والفواحش التي أوردتنا المهالك والأزمات، كالغش والزِّنا واللواط والعادة السرية ومواقعة الزوجة أثناء فترة الحيض.
التحلي بالصفات الحميدة من الحب والود والأُلفة والعدل والنجدة.
ومن أسباب وعوامل الوقاية المادية المحسوسة:
النظافة والطهارة الدائمة: فنظافة الإنسان وسيلة مهمة للنجاة من الأمراض والأوبئة، كما شهدت بذلك آيات القرآن وأحاديث الرسول والدراسات العلمية المعاصرة، قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4]، ولتعظيم شأن الطهارة عظّم الله من ثواب المتطهرين ببلوغهم محبة الله تعالى، فقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ  الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. وقد ثبت في الحديث عن أبي هريرةَ t، أنَّ رسولَ الله r قال: "أرأيتُم لَو أن نَهَرًا ببابِ أحَدِكُم يَغتَسِلُ مِنه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ  مَرّاتٍ، هَل يَبقَى مِن دَرَنِه شيء؟ ". أظُنُّه قال: قالوا: لا يَبقَى مِن دَرَنِه شَىءٌ. قالَ: "فذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمسِ، يَمحو اللهُ بهِنَّ الخَطايا".
ولقد عني الإسلام بأمر النظافة عناية فائقة، ووجَّه الأنظار إليها، واعتبرها من صميم رسالة الإسلام، فأوجب نظافة البدن والثياب والأمكنة والطرق والبيوت، ونظافة كل شيء، حتى جعل النظافة جزءًا من الإيمان.
الحجر الصحي: فقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله t قال: (كان في وفد ثقيف رجلٌ مجذوم قدم ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه صلى الله عليه وسلم أن ارجع فقد بايعناك) ولنا أن نتساءل: لماذا؟ للحجر، حتى لا يأتي فتنتقل عدواه إلى بقية الناس.
الأخذ بالاحتياط في المجالسة والسلام والتقبيل وخلافه؛ فقد ثبت في صحيح البخاري عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أنه سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ t، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ» من أجل ألا تنتقل العدوى إلى الصحيح، وهذا هو أساس في الأخذ بالحذر والحيطة.
عدم السفر أو الانتقال إلى بلد ينتشـر فيها الطاعون والوباء: فقد ورد في الصحيحين حديث عن الطاعون قال فيه عليه الصلاة والسلام: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ  تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا».
التنزه عن فعل ما يزيد القاذورات أو الأوبئة كقضاء الحاجة في المياه الراكدة ففي حديث مسلم في صحيحه: ((لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم  الذي لا يجري ثم يغتسل فيه)) أو إلقاء القمامة في الشوارع والطرقات مما يساعد على انتشار الأوبئة وتيسير انتقالها بين الناس ولذا حذر النبيّ r من ذلك أشد التحذير؛ ففي الحديث عن أبي هريرة t، أنَّ رسولَ الله r قال:" اتَّقُوا اللاعِنَينِ" قالوا: وما اللاَّعِنانِ يا رسولَ الله؟ قال: "الذي  يَتَخَلَّى في طريقِ النَّاسِ أو ظِلِّهم"..

ثالثًا: سؤال الله العافية وشكر نعمائه:
إنّ العافية والصحة نعمةٌ من نعم الله يجب أن نشكر الله عليها، وقد كان النبيّ r يسأل ربه دائمًا العافية في دينه ودنياه وبدنه وسمعه وبصره؛ فقد ثبت في سنن ابن ماجه من حديث أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا  وَالْآخِرَةِ" ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "سَلْ رَبَّكَ  الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ،  فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي  الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ".
وقد ثبت أيضًا أن النبي r لَمْ يَكُنْ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسـِي وَحِينَ يُصْبِحُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ  فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي  دِينِي وَدُنْيَايَ، أَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي))..
وكان يطلب العافية في بدنه، ففي الحديث أنه كان يدعو ربه فيقول: «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَـرِي…". فأنت -أخي المسلم- إذا نِمْتَ آخر الليل في فراشك، واستلقيتَ على سريرك، بين أبنائك وبناتك، تذكّر الآتي:  
تذكّر أولا: كم أنت في نعمة حُرِم منها غيرُك في بلده أو خارج بلده.
وتذكر ثانيا: كم هي عظيمة تلك النعم التي تحيط أبداننا وأجسامنا؛ فكم من جهاز يسير في جسدك، وكم هي عروقك ومفاصلك وعظامك وأسنانك، وأجهزتك السمعية والبصـرية والتنفسية والهضمية والعظمية والدموية والتناسلية، وها هي تعمل بلا تعطّل، فتعرّف نعمة الله عليك، واشكر نعمته ليل نهار.
وتذكر ثالثًا: كم هم المتألّمون في المستشفيات يصيحون من الأمراض ويصـرخون ويئنُّون وأنت في عافية في بدنك وسمعك وبصرك..
وحتى تكون شاكرًا على وجه الحقيقة لنعمة الله عليك فعليك بالآتي:
استخدام جوارحك في مرضات الله تعالى لا في معصيته؛ فإن الذي أعطَى قادر على أن يسلُب، ولا يُنال ما عند الله إلا بطاعته سبحانه Y.
اعلم أنّ صحتك هذه أمانة في عنقك يجب أن تستخدمها في طاعة الله، كما ينبغي العلم بأنّ صحة المجتمع كله أمانة في عنقك فتسعى في حمايته ووقايته من انتشار الأمراض باتباع وسائل الوقاية ووسائل العلاج وعدم بث الشائعات التي تُقْلِق الخلق وتقودهم لليأس من رحمة الله تعالى.
العمل على نشر التوعية بأهمية العافية وأسباب الوقاية من الأمراض والأوبئة ومساعدة أهل بيتك على تحقيق ذلك عمليًّا من باب التعبّد ومن باب الأخذ بالأسباب في صرف الأوبئة والأمراض عن النفس والأهل والمجتمع.
نسأل الله تعالى أن يعافينا  من كل بلاء ووباء"..


الكلمات المفتاحية

المنهج الوقائي اللإسلام دين الوقاية خطبة الجمعة غدا

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تسهيلا على الدعاة وطلبي العلم ننشر مضمون خطبة الجمعة غدا ليعم النفع..