في زماننا هذا، كثرت الخلافات بين الناس، بل قل إن شئت القطيعة بين الناس، وسار من يبحث عن إرضاء الناس، كأنه (غريب عن البشر)، على الرغم من أن الإسلام الذي يتبعه غالبية الناس في أمتنا العربية، لا ينادي بالقطيعة، بل من أولى اهتماماته ضرورة التقارب بين الناس، والحب والمودة،، لكن لكي يحدث ذلك على الإنسان أن يغير من طباعه، وأن يعي تمامًا أن التعامل الحاد لا يمكن أن يكسب قلوب الناس، وأن الصوت العالي إنما يزيد الهوة بينه وبين الغير، وأن شدة الطباع لا تورث إلا البغض والكره..

بل أن الرسالة المحمدية ذاتها لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبع فيها الغلظة ربما لم كانت لتنجح بهذا الشكل، قال تعالى يحذر نبيه من الغلظة: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران 159).

الحب بالسلام

سبحان الله، من أشهر الأمور بين الناس، ومن اعتدنا عليه منذ الصغر (السلام عليكم)، ورغم أن الله سبحانه وتعالى فرض السلام على الناس ليسود الحب والمودة، إلا أن كثير من الناس لا يعون ذلك للأسف، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».. هل هناك أيسر من ذلك؟؟ بالتأكيد لا..

ومع ذلك، كثير من الناس لا يلقي السلام على الناس، كأنه لا يدري السِحر وراء هذه الجملة العظيمة، وما تفعله في قلوب الناس، فقد تأسر قلوب أحدهم، فقط بهذه الجملة، ومع ذلك، تترد كثيرًا في قولها.. لماذا؟.. بالتأكيد لأن الشيطان يمنعك، فلا تتبع الشيطان، واتبع ما جاء خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، يحبك الناس، بل ويتبعونك في كل أمورك ومواقفك.

اقرأ أيضا:

الاستغفار حياة جديدة تعرف على فوائده على الروح والبدن

المعاملات الطيبة

أيضًا من الأمور المؤكدة لكسب ود واحترام الناس، المعاملات الطيبة، لا يمكن أن تجد أحدهم يبتسم في وجه الناس، ولا أحد يحبه أو يوقره، فالابتسامة صدقة، وربما أمر من الله عز وجل، وسمة من سمات رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم، علينا أن نتبعه فيها، فعن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه يقول: «ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي».


أيضًا هناك فعل بسيط، من الممكن أن تلجأ إليه، وهو أن تنادي الناس بأحب الأسماء إليهم، فإن ذلك، إنما يفتح عليك باب قلوبهم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم، كأن يقول لخالد ابن الوليد (سيف من سيوف الله).


أيضًا لا تمتنع عن السؤال عن أحوال جيرانك وأقاربك وأحبابك وأصحابك، فإن السؤال إنما يفتح باب المودة، أيضًا إذا زهدت فيما عند الناس أحبك الناس.. إذن باختصار سر على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبك الناس، بينما من تتبع عورات الناس وأسرار الناس، رغب عنه الناس وكرهوه، فاحذر أن تكون واحدًا منهم.