أخبار

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

حتى تنال البركة وتأخذ الأجر.. ابتعد عن هذه الأشياء عند الطعام

من لزم هذا الأمر فى يومه .. رزقه الله من حيث لا يحتسب

العادات العشر الداعمة للعلاقات .. تعرف عليها

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

اجبروا بخواطر موتاكم.. بهذه الأشياء

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 07 ديسمبر 2020 - 07:40 م
سمعنا كثيرًا من الأحاديث التي تحث على جبر خواطر الآخرين، وتدعو للترفق بالناس وتلبية حوائجهم وإدخال السرور على قلوبهم.. لكن هل سمعت يومًا أن بإمكانك أن تجبر بخاطر من سبقنا إلى الله وانتقل عن دنيانا؟
الكلام عن جبر خواطر الأموات ليس جديدا فلقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث  بحسن صلة أمواتنا يقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ..وعَدَّ منها: "ولد صالح يدعو له").. والسؤال كيف نجبر بخواطر من مات؟
يلمح الداعية الإسلامي د. عادل هندي إلى أنه  قد تجبر بخاطر حيٍّ لتنال منه إكرامًا أو محبّة أو قُربًا بشكل مّا، لكن كيف هو حال أمواتنا؟ لماذا لا نذكرهم ونتذكّرهم -وخاصة أهل الفضل منهم- أين نحن من جبر خواطرهم وهم أحوج ما يكونون إلى الدعاء وذِكْر شأنهم.. اجبر بخاطر ميت.

كيف نجبر بخواطر الأموات؟
وعن صور جبر خواطر الأموات يضيف في منشور له على صفحته الرسمية على الفيس بوك  إلى أن ذلك ممكن بما يلي:
- الدعاء له والاستغفار.
- التصدّق عنه.
- ذِكْر محاسنه.
- إكْرام من يحبّ من أهل الدنيا.
- زيارة أقاربه والتودد إلى أصدقائه.
- استكمال معروفه الذي صنع.
- هبة ثواب خير له.
- سقيا الماء عنه وهبة ثواب ذلك إليه.
- كفالة يتيم أو طالب علم.
ويوصي" هندي" بعدم التكاسل فهم أحوج ما يكون للصلة والبر بهم بعد موتهم قائلا: اجبروا بخاطر موتاكم .. ولا تتكاسلوا؛ فسيأتي يومٌ نحتاج فيه جميعًا إلى من يجبر بخواطرنا، ولن ينفعنا لا مال ولا ولد ولا منصب ولا علم ولا شهرة ولا غير ذلك .. إلا رحمة ربنا ثم تذكر الصالحين لنا بالدعاء وطلب الغفران.. فيا تُرَى: هل سيتذكّرنا أحد ويدعو لنا ويستغفر لنا؟

جبر الخواطر فضيلة:
وجبر الخواطر بصفة عامة  يعني، فيما يعنيه، تثبيت الآخر ورفع همته وتهوين مصيبته وإقالة عثرته والأخذ بيده حتى يقف على قدمه، وهو خلق إسلامي عظيم يدل على سمو نفس وعظمة قلب وسلامة صدر ورجاحة عقل ونبل محتد وكرامة أصل، وأصالة معدن وشهامة مقدرة ورجولة مباركة، وهو اصطلاح محدث عُبر عنه قديمًا بأوصاف وصفات تترادف مع ما يُطيِّب القلوب ويسكنها ويتعامل مع الآخرين بذوق عال بلا تجريح ولا استخفاف، فهو أدب إسلامي رفيع، لا يتخلق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.
فهو إذًا ليس خُلقًا بعينه منفصلًا، لكنه يشتمل على عدد من الأخلاق؛ فهو وفاء بالعهد، رحمة في القلب، إحساس بالآخر، وإيجابية وانفعال مع المواقف، إجابة للداعي وإظهار الاهتمام به لاسيما إن كان قليل البضاعة رث الهيئة وضيع الحال، بُغية رضا الله تعالى..

جبر الخواطر في القرآن الكريم:
ولقد حوت آيات الكتاب الكريم على عدد غير قليل من الإشارات القرآنية التي تشير إلى هذا الخلق العظيم، الذي يعم نفعه المجتمع كله، بصور متعددة؛ منها ما جاء في صورة النهي عن إلحاق الضرر المعنوي بالآخرين في مثل قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) ، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل: أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال، فوجّه الله نبيه ومصطفاه باتباع هذا الخلق النبيل؛ فكما كنتَ يتيمًا يا محمد، فآويتك، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل طيِّبْ خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به. بل عاتب الله نبيه حينما انشغل عن إجابة الأعمى وانصرف عنه بغيره، وهو ما قد يوغر صدره ويجد في نفسه، كما ورد في تفسير القرطبي لقول الله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)، : "فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان".. نعم عاتبه تطييبًا وجبرًا لقلب هذا الأعمى.
وجاء أيضًا تطييب الخواطر وجبرها في القرآن في صورة التسلية والبشارة لمن أصابه مكروه؛ ورد في أسباب نزول قول الحق سبحانه: (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ..) :"أنه لما سمع زيد بن الأرقم – وكان غلامًا صغيرًا- قول عبد الله بن أُبي لأصحابه، وكان بمعزل عن جيش المسلمين ولم يأبهوا لذلك الغلام، فقال عبد الله المنافق لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، (فأبلغ زيدٌ عمَه، وأبلغ العمُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، كلمة خطيرة جدًا.. وهنا تغير الحال وبدأ التحقيق في الواقعة، فأرسل النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن أبي، فجاء، وحلف، وجحد..!!
 هنا وقع زيد بن الأرقم في حرج شديد، وظهر كأنه يريد الوقيعة بنقل ما ليس حقيقة، وأصابه من الهم والحسرة ما أصابه؛ فمن يصدقه وهو غلام ويكذِّب أكابر القوم لا سيما وقد حلف عبد الله بن أبي وجحد القول؟!..
ووسط هذه الحالة النفسية المتردية التى أصابت الغلام الصغير؛ أمست الحاجة ملحة لتسلية قلبه وإظهار براءته وجبر خاطره، وهو الصادق..
يقول زيد: فوقع عليّ من الهم ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أسير قد خفقت برأسي من الهم؛ إذ أتاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرك  أذني، وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا، فصدّق الله أُذُن الغلام، وأنزل تصديقه في كتابه، وأنزل آيات إلى يوم الدين تتلى، شاهدة على البر والوفاء.
فما أحوجنا لتفعيل هذا الخلق العظيم والعمل به جبر بخواطر الأحياء والأموات.

الكلمات المفتاحية

جبر الخواطر كيف تجبر بخواطر الأموات؟ جبر الخواطر في القرآن الكريم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled سمعنا كثيرًا من الأحاديث التي تحث على جبر خواطر الآخرين، وتدعو للترفق بالناس وتلبية حوائجهم وإدخال السرور على قلوبهم.. لكن هل سمعت يومًا أن بإمكانك أ