أخبار

من لزم هذا الأمر فى يومه .. رزقه الله من حيث لا يحتسب

العادات العشر الداعمة للعلاقات .. تعرف عليها

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخراك

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الصلاة على رسولنا المصطفى يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها

فضائل التبكير إلى صلاة الجمعة.. أعظمها رقم (6)

أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعة

احرص على هذا الأمر في صلاة الجمعة يقربك من الجنة!

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

الصدق وسيلتك لرضا الله.. كيف نحصله؟

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 04 ديسمبر 2020 - 09:42 م
 إنها وسيلة البناء الحقيقي للإنسان، وسيلة لطريق الجنة، بسبب الصدق يتحرّك القلب نحو الخير، ومن علامة صحة الإيمان أن يتمثل العبد الصدق منهاجا وطريقا في الحياة، فالصدق أمان وطمأنينة للعبد ولمن جاوره، وبالصدق يُرفع ذِكر العبد، حتى إنّ قومًا لما صدقوا ربّهم ذُكروا في الكتاب المجيد كحال كعب بن مالك -رضي الله عنه- يوم تبوك، أمَّا من سلك طريق الكذب فقد نُكت في قلبه نكات سوداء تُظلِم حياته بسببها، فضلا عن تدنيه في دركات المنازل في الدنيا والآخرة.
إنَّ المجتمعات التي تُبنَى على الكذب والخداع أمم منهارة قبل أن تبدأ في أي بناء، ولذا كان تأسيس المجتمع الإسلامي منذ بدايته قائمًا على محاربة الكذب والظنون والإشاعات والشكوك الهدّامة. يقول صلى الله عليه وسلّم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ».
كما أنَّ الناظر في نصوص هذا الدين يراه قد أكّد على الصدق في الأقوال والأفعال والهمم، وتتعدد صور الصدق المطلوب في الإسلام: فمنه الصدق في القول والمدح والإطراء، الصدق في التربية، الصدق في الوعد، الصدق في المزاح، الصدق في البيع والشراء، الصدق في المجالس والحوارات، الصدق في الشهادة والتزكية، الصدق في السلوك والفِعل، الصدق في الهمم والإنجاز والإتقان.
ومن بين ما يدلل على ذلك ما يأتي:
أولا: الصدق مع الله في طاعتك وتوبتك: فإنَّ بداية الصدق الحقيقي أن تكون صادقا مع الله، فما قيمة أن تصدق في الوعد والكلام مع الناس وقد كذبت الله تعالى في صلاتك وزكاتك وصلتك به سبحانه، فحريٌّ بالعقلاء أن يتحسسوا مواطن أقدامهم من ربهم سبحانه في الصلاة والقيام والقرآن والتصدّق والعمل الصالح. وأما صدق التوبة والعودة إليه سبحانه فهذا سيدنا كعب بن مالك -رضي الله عنه- يقول: ((فلما أنزل الله توبتي علمت أن هذا هو الصدق، فعزمت على أن لا أقع في أي شيء من الكذب بقية عمري)).
ثانيًا: الصدق عند البيع والشراء: يقول صلى الله عليه وسلّم ((البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا)).
ثالثًا: الصدق في الشهادة وقول الحق: ففي الحديث المتفق عليه ((ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فليَقُلْ خَيرًا أو ليَصمُتْ)).. فإما أن تصدق في قول الخير أو أن تصمت عن الباطل والسوء.
رابعًا: الصدق في التربية: فعن عبد اللَّه بن عامر، أنه قال: "دَعَتْني أُمِّي يومًا، ورسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قاعدٌ في بيتنا، فقالت: ها، تَعَالَ أُعطيك، فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ومَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطيه؟ قالت: أُعطيه تمرًا، فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَمَا إِنَّكِ لو لم تُعْطِيه شيئًا كُتِبتُ عليكِ كِذْبة". إنها التربية الصادقة للأبناء والبنات، ولننظر إلى اهتمام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بتربية الأطفال على الصدق.
خامسًا: الصدق في الوعود والحديث والعهود؛ فإن لم يعش المسلم بالصدق في كل هذا فقد صار أقرب إلى النفاق؛ ففي الحديث: "أربَعٌ مَن كُنَّ فيه كان مُنافِقًا خالِصًا، ومَن كان فيه خَصلَةٌ مِنهُنَّ كانَت فيه خَصلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حَتَّى يَدَعَها؟ إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وِإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإِذا وعَدَ أخلَفَ، وِإذا خاصَمَ فجَرَ".
سادسًا: الصدق في همّة الخير وصناعة المعروف: بحيث لا يتأخر المسلم عن فعل المعروف وصناعة الخير في الغير، كمثل قضاء مصالح الناس وتذليل الصعاب أمام المحتاجين والضعفاء، والعمل على بث الأمل وبناء الوطن بناء حقيقيًّا، ولا يكون ذلك من العبد إلا بهمة عالية؛ فكما ورد في الحديث: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا» وقد قرر ابن الجوزي بأنّ الراضي بالدّون دنيء.
ومن الصدق الذي عاش به الصالحون: صدق الوفاء بالعزيمة الصارمة: كصدق أنس بن النضر يوم أُحُد، حين قال: (لئن أشهدني الله مشهدا آخر ليرين الله ما أصنع) وكان قد تخلّف عن غزوة بدر، فدخل في أُحُد وفعل ما كان ينبغي فعله، حتى استشهد في أرض المعركة، ونزل فيه قول الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضـَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].
oصدقت همّة مصعب بن عمير فما غربت شمس المدينة في أول يوم قدم فيه سفيرا باسم الإسلام إلا دخل في الإسلام من كل بيت واحد.
oصدقت همّة الإمام البخاري فأنتج لنا الجامع الصحيح وأراح الأمّة عناء الجمع والاستيثاق من صحة الأحاديث المروية.
oصدقة همّة ابن حجر فأخرج الفتح شارحًا سنّة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
oصدقت همّة الكثيرين من أبناء الأمة فنصـروا دين الله ونشروا الخير بين الناس.
كيف نكتسب الصدق في حياتنا؟
مراقبة الله تعالى وتذكر أنّ الله عزّ وجلّ يسجّل على عباده كل شيء، ولا يغيب عن علمه شيء، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فاستحضار هذا المعنى كفيل في قلب العبد بأن يتردد ويتوقف قبل التحرك بالكذب بين الناس.
مرافقة أهل الصدق والبعد عن أهل الكذب؛ فالمرء على دين خليله، قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
تذكر حال وثواب الصادقين يوم القيامة، مع استحضار عقوبة الكاذبين في نياتهم وأفعالهم يوم القيامة؛ ففي الحديث: (وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابًا)
التنشئة الاجتماعية داخل البيوت على الصدق، وألا يسمح الأب أو الأم أن يحيا بالكذب مع أولادهم في أقوالهم أو سلوكياتهم المختلفة؛ فالابن الذي يرى والده يكذب وهو يتحدث مع آخر عبر الهاتف سيعتاد الكذب في حياته. فالحذر الحذر!!
استلهام التأييد الرباني من الله بأن يهديك لأحسن الأخلاق وأن يرزقك الصدق دائما وأن يجعلك مع الصادقين؛ كحال النبي صلى الله عليه وسلّم في طلبه من ربه بأن يهديه لأحسن الأخلاق، وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80].


الكلمات المفتاحية

الصدق أهمية الصدق وسائل تحقيق الصدق

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled إنها وسيلة البناء الحقيقي للإنسان، وسيلة لطريق الجنة، بسبب الصدق يتحرّك القلب نحو الخير، ومن علامة صحة الإيمان أن يتمثل العبد الصدق منهاجا وطريقا في