أخبار

هل سنتذكر في الجنة ما مر بنا في الدنيا من مواقف حزينة ومؤلمة؟

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

موسى والعبد الصالح.. من هو وما قصته؟

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 03 ديسمبر 2020 - 06:40 م
تحتل القصص في القرآن مكان كبيرة فلقد أكثر الله تعالى من ذكر قصص الأنبياء والصالحين حتى قصص الظالمين للعبرة والاتعاظ، لكن من القصص التي لها وضعية خاص  قصة موسى والعبد الصالح الذي يقال عنه الخضر.
وقفتنا مع قصة موسى والعبد الصالح في هذا السطور لها مغزى..  فمن هو العبد الصالح  وهل هو نبي أو ولي من أولياء الله الصالحين أو عالم من العلماء أم ماذا ؟
تساؤلات مشروعة:
    هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما و حكمة و رحمة من نبي مرسل ؟
    أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام !!
     ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾
    ولماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما ورحمة !!
     الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ،، قصة نبي الله موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص ،،، لماذا ؟
    لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب ، و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي ، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض .. علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم ...
 ﴿ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾
    هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها ..
         سؤال :
     لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟
     لماذا يموت الأطفال؟
الخضر  والقدر:
      البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر -- المتكلم لعله يرشدنا ..
    ﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾ 
   أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم ..
     فقال النبي البشر ( موسى ) :
    ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)
 يرد القدر المتكلم ( الخضر ) :
 ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
   ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾
   فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها ..
    يرد موسى بكل فضول البشر :
    ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾
   هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر ؟
    يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب .. تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب ..
معاناة -- ألم -- رعب --  خوف -- تضرع ..
   جعل موسى البشري يقول :
 ﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾ 
 عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟
 أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟
 أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟
    يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟
    يارب أنستحق هذه المهانة ؟
 ﴿ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
 ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟
  ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر ..
 يمضي الرجلان .. ويقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام .. ويمضي .. فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي .. ويعاتب بلهجة أشد ..
 ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾
 تحول من إمراً إلى نكراً
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه .. لكنه بشر مثلنا .. ويعيش نفس حيرتنا .. يؤكد له الخضر مرة أخرى :
 ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل .. فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى ..
و هنا ينفجر موسى .. فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة القدر ..
    ﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ً﴾؛   هنا تتجلى حكمة الله عز وجل والتي لن تفهم بعضها حتى يوم قيام الساعة ..
 الشر نسبي .. ومفهومنا كبشر عن الشر قاصر .. لأننا لا نرى الصور الكاملة ..
 القدر ثلاث أنواع: 
     النوع الأول
 شرا تراه فتحسبه شرا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا
 فما بدا شرا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا هو النوع الأول  وهذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه .
     النوع الثاني
مثل قتل الغلام .. شرا تراه فتحسبه شرا .. لكنه في الحقيقة خير .. لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك .. فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا ..
 هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث ؟
 هل أخبرها الخضر ؟
 الجواب قطعا لا ..
 بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي ..
وبالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول .. وأن الأول كان سيكون سيئا
 ﴿ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾
 فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم ،، ولم تستطع تفسيره أبدا ،، ولن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم قيام الساعة ..
 نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك !!
أما هي فلم و لن تعرف ..
    النوع الثالث
من القدر و هو الأهم
-- هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله عز وجل الخفي ..
-- الخير الذي يسوقه لك الله و لم تراه و لن تراه ولن تعلمه ..
   هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم ؟
قطعا لا ..
هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه ؟
 طبعاً لا ..
هل شاهدوا لطف الله الخفي ؟
 الجواب قطعا لا ..
  هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟
 طبعاً لا ..
 فلنعد سويا إلى كلمة الخضر ( القدر المتكلم ) الاولى :
 ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
 لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله عز وجل ،،  الصورة أكبر من عقلك ،، أستعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما ،، ثق في ربك فإن قدرك كله خير ،، وقل في نفسك ،، أنا لا أفهم أقدار الله ،، لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها ،، لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا ،، إذا وصلت لهذه المرحلة :
 ستصل لأعلى مراحل
 الإيمان -- الطمأنينة --
 وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله ،، خيرا بدت أم شرا ..
ويحمد الله في كل حال ..
حينها فقط سينطبق عليك كلام الله :
 ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾
 حتى يقول : ﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾
 ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمئنة لا حسابا ولا عذابا.
وبعد فهذه الوقفة وان كانت مختلفة عما يسوقه كثير من المفسرين فهي جهد بشري مشروع ولا نحكم به فهو اجتهاد وإن رآه  البعض سائغا.

الكلمات المفتاحية

قصة موسى والخضر قصة موسى ولعبد الصالح قصص القرآن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تحتل القصص في القرآن مكان كبيرة فلقد أكثر الله تعالى من ذكر قصص الأنبياء والصالحين حتى قصص الظالمين للعبرة والاتعاظ، لكن من القصص التي لها وضعية خاص