تجديد الإيمان من الطاعات التي يجب علي مسلم يسعي لإرضاء الله تحقيقها  لكلّ مؤمنٍ يرجو التقرّب من خالقه ونيل رضاه، مصداقا لقوله تعالي - -: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا"،

السنة نبوية كانت حاضرة وبقوة في حثا المؤمن علي تجديد الإيمان حيث  قال صلي الله عليه وسلم  "إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ تعالَى أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ)، ومن هنا علينا التأكيد أن  تجديد الإيمان  يحقق للمؤمن العديد من الفوائد فهو يقي  القلب من الملل وينجيه من الفتور، ويُعينه على السير إلى الله -عز وجل-، ويملأ قلب المؤمن بالله فلا يجد أمامه الا ربه متوكلا عليه واجيا عفوه.

تجديد الايمان وفوائد لا تنتهي 

طل هذه الفوائد التي يحقق تجديد الإيمان للمسلم تفرض عليه أن يبدأ كل يوم صفحة جديدة مع الله، ومع الناس، ومع النفس، والتجديد في الإسلام أتانا به رسول الله ﷺ ونبهنا إليه وأرشدنا إلى معناه ووسع مجاله، يقول ﷺ: «جددوا إيمانكم» وكان أحدهم يسأل كيف يجدد أحدنا إيمانه يا رسول الله؟ فيقول: «قل لا إله إلا الله»

ولعل أهم مناقب هذا الدين ومن هدي المصطفى ﷺ أن يعلم الكافة العالم والجاهل، الحضري والبدوي، يعلم الذكي والغبي بشيءٍ بسيط هو مفتاحٌ له لسعادة الدارين للدنيا والآخرة قولوا "لا إله إلا الله"، ابدأوا صفحةً جديدةً مع الله، استغفر الله سبحانه وتعالى إنه كان غفارا {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}.

اظهار أخبار متعلقة

إوبحسب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن فتح المسلم  صفحة جديدة مع الله أمر  ميسورا يقول فيها المؤمن كل صباح وهو يريد أن يفتح صفحةً جديدةً مع الله سبحانه وتعالى ومع النفس ومع الناس لا إله إلا الله يستطيعها كل أحد، هذه الصفحة الجديدة لم يُكتب فيها بعد ولا نريد أن يُكتب فيها شيءٌ من المعاصي ،ونريد أن نملأها بالطاعات حتى إذا ما نظر إليها الله سبحانه وتعالى وهو عليمٌ بالظاهر والباطن نظر إلينا بنظر الرحمة

رسولنا الكريم تطرق إلي مسألة  و معنى التجديد بالقول بحسب الدكتور جمعة «من الصلاة إلى الصلاة كفارةٌ لما بينهما، ومن رمضان إلى رمضان كفارةٌ لما بينهما، ومن العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما، ومن الحج إلى الحج كفارةٌ لما بينهما» إذًا فالصلوات الخمس كفارات وبدايات جديدات يراجع فيها المؤمن نفسه خمس مراتٍ في اليوم ،يفتح صفحةً جديدة مع الله سبحانه وتعالى وينسى ما كان من معصية بعد أن ندم عليها ويعزم توبةً نصوحةً مع الله مستمرة {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

تجديد الإيمان والتقرب إلي الله بالرجاء

جمهور الفقهاء حدوا عديدا من الخطوات التي يمكن للمسلم خلالها من تجديد دينه منها التوبة والرجوع إلى الله -سبحانه-، قال الله -تعالى-: "وَالَّذينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تابوا مِن بَعدِها وَآمَنوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِها لَغَفورٌ رَحيمٌ" وكذلك التواضع لله تواضُع المؤمن في هيئته وكلامه وأسلوبه؛ يدلّ على تواضع قلبه وخشيته لله -سبحانه-، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ألا تسمَعون، ألا تسمَعون، إنَّ البذاذةَ منَ الإيمانِ، إنَّ البذاذةَ منَ الإيمان "

اقرأ أيضا:

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنةمحبة الله -عز وجل- وخشيته، تبدو حاضرةوبقوة ضمن سبل تجديد الإيمان والتقرّب إليه بالرجاء وحسن الظن به والتوكل عليه، والرضا بقضائه، والمداومة على شكره وذكره، والتأدّب معه -سبحانه وتعالى- بالصدق واليقين والثقة به، والحرص على عدم هجر كتابه الكريم، والاستقامة على طريق الهِداية.

من المهم هنا التشديد علي ضرورة محاسبة النفس، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّـهَ".فاالتوجّه إلى الله -عزّ وجلّ- بالدعاء بتجديد الإيمان بقلب المؤمن، والحرص على الابتعاد عن الفِتن والشهوات التي تُضعِف الإيمان في القلب.وكذلك صلاة الأرحام وتقديم يد العون والصدقة للفقر اء والمساكين والدعاء للوالدين احياء وأموات وزيارة المقابر للاتعاظ باعتبار ذلك منظومة كاملة لتجديد الإيمان وفتح صفحة جديدة مع الله

.