(آاااااااااااااااااخ لو أمطرت السماء يومًا سعادة وأموال).. ربما كثير منا ردد بينه وبين نفسه هذه الجملة، وربما قالها على الملأ.. لكن هل من الممكن أن تمطر السماء ذهبًا وفضة، وسعادة ومال؟.. بالتأكيد كشيء مادي ملموس لا يمكن حدوث ذلك، لكن هل هناك بديل؟.. نعم هناك بديل.. كلمات إن حافظت عليها أمطر الله عليك السعادة الكاملة.. والمال الوفير.. والرضا التام.. وهي كلمات الاستغفار.. والمواظبة عليها، ولما لا، وهو القائل سبحانه وتعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» ( نوح 12).. انظر لعظيم العطاء من الله عز وجل.. فقط بمجرد أن تردد بضع كلمات من الاستغفار.. ومع ذلك ترى كثير منا يستصعب الأمر، ويعيش ربما حياته كلها لا يعرف طريقًا إلى الاستغفار؟.

شبيك لبيك

يقول أحد الحكماء، إنه لو علم الناس فضل وعظيم وأهمية الاستغفار، خصوصًا ما جاء في الآية السابقة، لعلموا أنها (فانوس سحري)، فقط بمجرد دعكه يخرج لك من يقول (شبيك لبيك)، وينفذ كل أحلامك ويهبك سعادة لا مثيل لها، وفرجًا من كرب مهما كان، بل أنها قد تحقق أحلاما طويت وأمنيات نسيتها يومًا ما.


فقط اختر الوقت المناسب واستغفر، واسأل الله عز وجل المغفرة، ستجده غفورًا رحيمًا، قال تعالى: «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ » (آل عمران: 17)، وقوله أيضًا: « وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » (الذاريات: 18)، فلا تيأس مهما كثرت ذنوبك، وادنو منه سبحانه واقترب ولا تخجل في البكاء بين يديه وسؤاله التوبة والمغفرة، قال تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ » (آل عمران: 135).

اقرأ أيضا:

كيف تنال الحسنيين: متاع الدنيا وجنة الآخرة؟

اعتياد الذنوب

البعض منا للأسف منا اعتاد الذنوب، ثم يتصور أنه مهما فعل لن يغفر الله له، وهو أمر محال، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده لو لم تذنِبوا فتستغفروا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنِبون فيستغفرون الله، فيغفر الله لهم»، ولما لا وهو وعد رباني بالأساس، قال تعالى: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا » (النساء: 110).. كأنه حث على أهمية الاستغفار والترغيب فيه، بأن أي أي إنسان يستغفر بنية طيبة، غفر له مهما كان ذنبه، وفتح الله عليه كامل الأرزاق، قال تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » (الزمر: 53).