أخبار

عجائب الكرم لا تنتهي .. ثمانية أبواب في منزل واحد لإعطاء السائل

حتى لا تندموا بعد فوات الأوان.. لا تصدِّقوا آباءكم وأمهاتكم حين يقولون لكم: "شكراً"

10 خطوات تمكن الآباء من تربية أبنائهم وإقامة علاقات قوية معهم على الرغم من الطلاق

كيف تميز الحق من الباطل حتى لا يختلطا عليك؟

آيات قرآنية تحصنك من السحر والجن

عند ضيق الرزق والكرب.. دعاء الفرج وقضاء الحاجة وتيسير كل عسير

لا تحرم نفسك متعة الرجوع إلى الله بالاستغناء عن هذه الفضيلة

تنفق على زوجها وأولادها هل بذلك تسقط قوامته؟

دراسة: الأسبرين يساعد جهاز المناعة على مطاردة وتدمير خلايا سرطان الأمعاء

أفضل وقت في اليوم لممارسة الرياضة لمن يعانون من السمنة المفرطة

عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.. لا بما يعاملوك به.. فهذا دليل إيمانك

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 23 نوفمبر 2020 - 07:40 م
حينما يشتد البلاء بالإنسان وتظلم الدنيا أمام عينه تظهر معادن الناس، وفي هذه اللحظات يتبين له صديقه من عدوه يظهر له الصادق من المدّعي.. فالشدائد بيئة خصبة وحَكَمٌ عَدلٌ ولسان بيّن يميز بين الغث والثمين.. لكن لا ينبغي مع هذا أن يتناسى المسلم أخلاق النبوة الراشدة ويعامل الناس بمعاملاتهم ويضمر في نفسه الشر له.
الأخلاق هي معيار إيمانك وكلما حسنت أخلاقك علا إيمانك وارتفع قدرك عند الله تعالى، ومن حسن الخلق ألا تعام بالناس بما يعاملوك به من سيئ الأخلاق ورديء الطباع لكنك ترتقي بنفسك ودينك وترتفع عن هذه الدنايا وتعامل الله فيهم ترجو ثوابه وتخشى عقابه وهذه هي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"، وفي الحديث : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج).

المعاملة  بالمثل:
على أنه ينبغي أن يعلم أنه تجوز معاملة الناس بالمثل، ولكن الأولى هو الصبر والصفح ومجازاة المسيء بالإحسان، وذلك لقوله تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.... (الشورى:40)، ولقوله تعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (فصلت:34-35)، وفي الحديث: صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك. رواه أحمد وصححه الألباني.
فالإحسان إلى الناس ومساعدتهم ونفعهم أمر عظيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

راقب  الله فقط في معاملاتك ودع البشر:
فعلى المسلم دائما أن يضع الله أمام عينه ولا يحاول أن يصرف نظره عنه ويحسن إلى الناس الذين يحسنون إليه فقط ويسيء لمن أساء لكن المؤمن دائما غايته الله ورضاه وفي سبيل هذا تهون المصائب وتقل الصعاب، من هنا فإن ينبغي ؟ان نعامل الناس بما نحب أن يعاملونا به لا بما يعاملوننا به.. وتتجاوز وتعذر وتصبر وتتحمل وتجاهد نفسك فكل هذا يرقي درجتك ويعلي قيمتك ويرتفع إيمانك وتطهر باطنك من الحقد والحسد والسحناء والضغينة فتقابل الجميع بقلب سليم ووجه طليق وهذا إمارة الإيمان.
الحلم  عند الجهل.. من أخلاق الرسول:
وبالتأمل لما كان عليه النبي صلى لله عليه وسلم من اخلاق نجد انه كان لا يعامل الناس بمعاملاتهم لكن يعفو ويصفح ويتجاوز بل إن حلمه على من يجهل عليه كان دليلا على صدق نبوته ففي الحديث الطويل: عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : إن الله تبارك وتعالى لما أراد هدي زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة : ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين نظرت إليه إلا شيئين لم أخبرهما منه : هل يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فكنت ألطف به لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله قال زيد بن سعنة : فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما من الحجرات ، ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلته كالبدوي ، فقال : يا رسول الله إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام ، وكنت حدثتهم إن أسلموا آتاهم الرزق رغدا ، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث ، فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا ، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت ، فنظر إلى رجل إلى جانبه أراه عليا رضي الله عنه ، فقال : يا رسول الله ما بقي منه شيء . قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت : يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ؟ فقال : " لا يا يهودي ، ولكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ، ولا أسمي حائط بني فلان " فقلت : نعم ، فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاها الرجل ، فقال : اعدل عليهم وأعنهم بها ، فقال زيد بن سعنة : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ، ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له : ألا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتم يا بني عبد المطلب سيئ القضاء مطل ، ولقد كان لي بمخالطتكم علم . ونظرت إلى عمر ، فإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ، ثم رماني ببصره ، فقال : يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أسمع وتصنع به ما أرى ، فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم ، ثم قال : " يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا أن تأمرني بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعة ، اذهب به يا عمر فاعطه حقه ، وزده عشرين صاعا من تمر " فقلت : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ قال : أمرني رسول [ ص: 794 ] الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أزيدك مكان ما نقمتك ، قلت : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا ، من أنت ؟ قلت : زيد بن سعنة . قال : الحبر ؟ قلت : الحبر . قال : فما دعاك أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فعلت ، وقلت له ما قلت ؟ قلت له : يا عمر ، لم يكن له من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نظرت إليه إلا اثنين لم أخبرهما منه : هل يسبق حلمه جهله ، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ؟ فقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ، وأشهدك أن شطر مالي - فإني أكثرهم مالا - صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال عمر رضي الله عنه : أو على بعضهم ، فإنك لا تسعهم . قلت : أو على بعضهم ، فرجع زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . وآمن به وصدقه وبايعه ، وشهد معه مشاهد كثيرة ، ثم توفي زيد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ورحم الله زيدا .

فضائل  حسن الخلق:
وقد ورد في فضل حسن الخلق أحاديث كثيرة منها الأخلاق الحسنة من أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا))، كما أن مكارم الأخلاق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق))، أيضا الأخلاق الحسنة تضاعف الأجر والثواب: قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار))، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عزَّ وجلَّ لكرم ضريبته وحسن خلقه)).

اقرأ أيضا:

حتى لا تندموا بعد فوات الأوان.. لا تصدِّقوا آباءكم وأمهاتكم حين يقولون لكم: "شكراً"

اقرأ أيضا:

كيف تميز الحق من الباطل حتى لا يختلطا عليك؟



الكلمات المفتاحية

فضائل حسن الخلق راقب الله فقط في معاملاتك ودع البشر المعاملة بالمثل أخلاق الرسول

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حينما يشتد البلاء بالإنسان وتظلم الدنيا أمام عينه تظهر معادن الناس، وفي هذه اللحظات يتبين له صديقه من عدوه يظهر له الصادق من المدّعي.. فالشدائد بيئة خ