أخبار

"لقمان الحكيم" يخلّص سيده من رهان بهذه الحيلة

هل يجوز لي الاستمتاع بزوجتي أثناء الحيض؟

كيف تنال الحسنيين: متاع الدنيا وجنة الآخرة؟

الأحلام والإيمان بالغيب المطلق.. هل من علاقة؟ ..الطب النفسي يجيبك

سنة نبوية مهجورة .. من أحياها أعد الله له نزلا في الجنة ..عليك بالوقار والسكينة

ما الصلة بين الدورة الشهرية للمرأة والقمر؟.. دراسة تكشف تفاصيل مثيرة

صلى بالناس إماما وهو جنب .. فما حكم الصلاة؟

5 أطعمة تحد من الشهية وتعطي شعورًا بالشبع

كيف يكون عملك صالحًا متقبلاً عند الله؟.. تعرف على أهم الوسائل

حب من طرف واحد لأستاذي الجامعي الشاب متزوج .. ماذا أفعل؟

ماذا تعرف عن صحف إبراهيم؟

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 - 01:28 م





يقول الله تعالى في سورة الأعلى: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (سورة الأعلى : 18،19) .

ومعلوم أن الكتب التي نزلت على الأنبياء السابقين كانت في تشريعاتهم متناسبة مع الأقوام الذين أُرْسِلَ إليهم الرسل، ولا يُكَلِّف قوم بغير ما جاء به رسولهم، فهي تشريعات خاصة وتاريخية أي قاصرة على زمانها تنسخها الشريعة التي تأتي بعدها، وكان خاتمة الكتب القرآن الكريم الذي نزل على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم ، فليس بعدهما كتاب ولا رسول، والأمة الإسلامية ليست مُكَلَّفة بما جاء في الكتب السابقة لأمرين أولهما أنها خاصة بأقوامهم.

وثانيهما أنها ليست مقطوعة الصحة، وقد أخبر القرآن الكريم عن تحريفها في أكثر من آية، بل عن اختلاق جماعة لكلام وادعاء نِسْبَته إلى رَسُولِهِم ليكونَ وحيًا له القداسة عندهم.

مع العلم بأن أصول العقائد والأخلاق التي لا تتغير بتغيُّر الأزمان والأقوام واحدة في كل ما جاء به الرسل السابقون، والمُخالفة هي في التشريعات العملية التي تتناسب مع هؤلاء الأقوام، والقرآن جاء مُقررًا للصواب ومُصصحًا لما دخله التحريف منها، تاركًا التشريعات لمن نزلت عليهم، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) (سورة المائدة : 48).

ملة إبراهيم 


وأما صحف إبراهيم لا يوجد خبر صحيح عما فيها، ولا عن وجودها الآن، وقد أمر الله رسوله محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباع ملة إبراهيم كما قال تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (سورة النحل: 123) والظاهر أن الاتباع هو في عقيدة التوحيد والعقائد الأساسية كما يفهم من وصفه بقوله: (حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِيِنَ) ومع ذلك إذا كان الاتباع في بعض ما جاء من التشريع فهو صحيح ما دام لم يأت في الإسلام ما يخالفه على رأي من قال بذلك من علماء الأصول.

ومما أخذناه من شريعة إبراهيم الخِتان. ولا حاجة إلى معرفة ما نزل على إبراهيم من صحف. ففي قرآننا كلُّ خير (الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دَينًا) (سورة المائدة : 3).


ومع ذلك ذكر المفسرون بعض ما في هذه الصحف، ففي القرطبي ج 2 ص 24: روى الأجُرِّي من حديث أبي ذر قال: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم؟ قال “كانت أمثالاً كلها، أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر.

 وكان فيها أمثال: وعلى العاقل أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، يفكر فيه في صنع الله عز وجل إليه، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب. وعلى العاقل ألا يكون ظاعنًا إلا في ثلاث: تزوُّد لمعاد، ومرمَّة لمَعَاش، ولذة في غير محرم. وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه. مُقبلاً على شأنه، حافظًا للسانه. ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه”.

قال: قلت يا رسول الله فما كانت صُحُف موسى؟ قال كانت عِبرًا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لم أيقن بالقدر كيف ينصب. وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدًا ثم هو لا يعمل”.

قال: قلت يا رسول الله فهل في أيدينا شيء مما كان في يدي إبراهيم وموسى مما أنزل الله عليك؟ قال “نعم، اقرأ يا أبا ذر (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدَّنْيَا . والآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى . إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) وابن جرير الطبري اختار أن الذي في صحف إبراهيم وموسى هو (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى..) ووافقه ابن كثير في هذا الاختيار، وأورد عن النسائي عن ابن عباس أن سورة (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى) كلها في صحف إبراهيم وموسى.

وكلها روايات لا يلزمنا اعتقاد ما فيها، وقرآننا هو خير كتاب نأخذ منه هدايتنا، فهو للتي هي أقوم.

الكلمات المفتاحية

صحف إبراهيم قصص الأنبياء كتب الأنبياء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يقول الله تعالى في سورة الأعلى: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (سورة الأعلى : 18،19) .