أخبار

من لزم هذا الأمر فى يومه .. رزقه الله من حيث لا يحتسب

العادات العشر الداعمة للعلاقات .. تعرف عليها

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخراك

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الصلاة على رسولنا المصطفى يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها

فضائل التبكير إلى صلاة الجمعة.. أعظمها رقم (6)

أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعة

احرص على هذا الأمر في صلاة الجمعة يقربك من الجنة!

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

"إنا كفيناك المستهزئين".. كيف رفع الله ذكر نبيه ووقاه حقد أعدائه؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 30 اكتوبر 2020 - 09:06 ص



خلق الله الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولى العزم الخمسة، نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً- صلوات الله عليهم جميعا- واصطفى من أولى العزم الخمسة الخليلين الحبيبين إبراهيم ومحمداً واصطفى محمداً على جميع خلقه، فشرح له صدره ورفع له ذكره وأعلى له قدره ووضع عنه وزره، وزكاه ربه في كل شئ.

لذلك يقول أمير الشعراء أحمد شوقي، واصفا هذه الدقة الإلهية في رفع قدر نبيه صلى الله عليه وسلم على سائر خلقه والأنبياء جميعا:

ارسلت بالتوراة موسى مرشدا.....وابن البتول فعلم الانجيلا

وفجرت ينبوع البيان محمدا......فسقى الحديث وناول التنزيلا

وهو ما تناوله ربنا سبحانه وتعالى في محكم تنزيله:{الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ} ، فرفع ذكر نبيه ووقاه وفاحة المستهزئين بقوله تعالى:( {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} ).

فمن تعرض للاستهزاء قد يُضْعُف فجاءت هذه السورة كسلوان للنبي صلى الله عيه وسلم من أذى المشركين لا سيما الاستهزاء، فالمشركون مع قوتهم المادية وضعف المسلمين إلا أنهم لجئوا إلى الاستهزاء وذلك لإفلاسهم من الحجة، فكلما أفلس الكافرون والظالمون من الحجة والبرهان؛ لجئوا إلى السخرية والاستهزاء.

اختبار لصدق الإيمان

والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم اختبار لصدق إيماننا وعمق محبتنا وامتحان لولائنا لله ورسوله وبراءتنا من أعداء الله والمستهزئين برسوله صلى الله عليه وسلم وإلَّ فقدا كفى الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المستهزئين حياً وميتاً.

والذين استهزءوا بالرسول صلى الله عليه وسلم {كَانُوا هُمُ الخَاسِرِينَ} ، ووبال استهزائهم عائد عليهم {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} .

وقد أعز الله نبيه صلى الله عليه وسلم فانظر الفرق الشاسع وتدبَّر نصر الله تعالى لنبيِّه ومن اقتفى أثره {فَاصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.

كيف زكى الله نبينا صلى الله عليه وسلم:

زكاه في عقله فقال سبحانه: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} النجم 2

وزكاه في صدقه فقال سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} النجم 3

وزكاه في فؤاده فقال سبحانه: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} النجم11

وزكاه في بصره فقال سبحانه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} النجم17، وزكاه في

صدره فقال سبحانه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} الشرح1

وزكاه في ذكره فقال سبحانه {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (4) سورة الشرح ، وزكاه في طهره فقال سبحانه: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ} (2) سورة الشرح

وزكاه فى حلمه فقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة، وزكاه كله فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم

وضم الله عز وجل اسم النبي إلى اسمه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: والله ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غير محمد فقال جل وعلا: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر.


القسم بالنبي 


بل لم يقسم الله جل وعلا لنبي من أنبيائه بصفة الرسالة إلا لحبيبنا المصطفى فقال جل وعلا: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (3) سورة يــس

بل وأقسم الله بالضحى: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} (1، 2) سورة الضحى أنه ما أهمل محمداً وما قلاه بعدما اختاره واصطفاه واجتباه وأن ما أعده له في الآخرة خير له من كل ما أعطاه في دنياه، وقد جمع الله له الكرامة والسعادة في الدارين مع الزيادة فقال جل في علاه: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ *وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} سورة الضحى .

وخاطب الله جميع الأنبياء والمرسلين بأسمائهم مجردة إلا المصطفى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } (35) سورة البقرة.

{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا} (48) سورة هود

{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (104، 105) سورة الصافات

{ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ } (11، 12) سورة طـه

{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } (55) سورة آل عمران

أما المصطفى فنادى عليه ربه بقوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (45، 46) سورة الأحزاب ،

وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ } (41) سورة المائدة

وما ذكر الله اسم النبي إلا مقروناً بالرسالة فقال سبحانه: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ } (144) سورة آل عمران.

وتدبر معي هذه الكرامة فإن الله جل وعلا قد خاطب حبيبة فأخبره بالعفو عنه قبل الفعل الذي فعله قال سبحانه: {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ} (43) سورة التوبة. عفا الله عنك فقدم الله العفو عن حبيبه ثم أخبره بفعلته بعد ذلك.

وخصه تبارك وتعالى الشفاعة العظمى في الآخرة وهى المقام المحمود الذي ذكره الله في قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (79) سورة الإسراء.

الوسيلة أعلى منزلة في الجنة 


وخصه الله جل وعلا بالوسيلة، والوسيلة هي أعلى منزلة في الجنة كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي قال: “إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على مرة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي”

وخصه الله بالكوثر هل تعلمون ما الكوثر؟ حوض أو نهر في الجنة ماءه أشد بياضاً من الثلج، وأحلى مذاقا من اللبن بالعسل، وطينه- أو طيبه، كالمسك الأذفر وعدد آنيته بعدد نجوم السماء من شرب منه شربة بيد الحبيب المصطفى، لا يظمأ بعدها أبداً حتى يسعد بالنظر إلى وجه الله في الجنة: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (1:3) سورة الكوثر .


وفى الصحيحين من حديث أنس واللفظ للبخاري أن الحبيب النبي قال:” بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه( شاطئاه) قباب الدر المجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال جبريل: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك عز وجل” يقول الحبيب : فإذا طيبه- أو طينه- مسك أذفر”

وفى رواية مسلم من حديث أنس قال المصطفى “حوضي أشد بياضاً من الثلج وأحلى من اللبن بالعسل عدد آنيته أكثر من نجوم السماء وإني لأرد الناس عنه يوم القيامة- أي: من غير المؤمنين، كما يرد الرجل إبله عن حوضه” فقالوا: وهل تعرفنا يومئذ يا رسول الله؟ فقال المصطفى :” نعم إن لكم يومئذ سيما” أي: علامة ” تأتوني أو تردون على غراً محجلين من أثر الوضوء”

وأخذ الله الميثاق على جميع النبيين والمرسلين إن بعث فيهم محمد أن يؤمنوا به وأن ينصروه قال جل وعلا: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (81) سورة آل عمران.

ويبين النبي صلى اللله عليه وسلم مكانته عند ربه فيقول كما في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة: ” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أول من ينشق عنه القبر وأنا أول شافع وأول مشفع”.

وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة أنه قال: ” فضلت على الأنبياء بست – أي بست خصال—فضلت على الأنبياء بست: أوتيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون”.

وفى الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: لما أتى للنبي ليلة الإسراء بالبراق استصعب البراق على النبي – أي: انتفض البراق، ولم يتمكن النبي أول الأمر من ركوبه، فقال جبريل للبراق: بمحمد تفعل هذا- فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله من محمد فارفض البراق عرقاً.

وأول من يفتح باب الجنة يوم القيامة هو نبينا، إن الله حرم الجنة على أي مخلوق أن يدخلها قبل الحبيب محمد :

في صحيح مسلم من حديث أنس أن النبي قال: ” آتى باب الجنة فأستفتح فيقول لي خازن الجنان: من أنت، فأقول: محمد، فيقول الخازن: بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك”.

ومنّ الله على النبي صلى الله عليه وسلم بجمال الصورة واستواء البدن ووضاءة الوجه، وقوة الفكر والعقل ودقة الفهم وسلامة القلب وكرم النسب وشرف الأصل.

كان النبي صلى الله عليه وسلم كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير، إن تكلم كأن نوراً يخرج من بين ثناياه، وما أحلى وأرق وأجمل ما وصفته به أم معبد الخزاعية حين قالت لزوجها، وهى تصف له رسول الله : قالت: إنه رجل ظاهر الوضاءة، مليح الوجه، حسن الخلق ، أبهى الناس وأجملهم من بعيد، وأحلى الناس وأحسنهم من قريب، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً.

ثم زين الله هذا الخلق البشرى بكل سمات الكمال الخلقي في بشر زين الله هذا الخلق بالحلم والعلم والرحمة والإنابة والتواضع، والزهد، والكرم، والحياء، والمروءة، والشجاعة، والرجولة، والعفة، والعفو، والسخاء، والدين، والعبودية.

بل وجمع له كل الصفات الحميدة وأثنى عليه فى آية واحدة محكمة جامعة مانعة، فقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم

وعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فقلت: حدثني عن صفة رسول الله في التوراة، فقال عبد الله بن عمرو: والله إنه لموصوف في التوراة ببعض ما وصف به في القرآن قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (45) سورة الأحزاب. وفى التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه حتى يفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا. رواه البخاري.

ومن أحلى وأرق ما وصفه به خادمه أنس والحديث في الصحيحين: خدمت رسول الله عشر سنين فوالله ما قال لي: أف قط ولا قال لشئ صنعته: لم صنعته؟ ولا لشئ تركته: لم تركته؟.

يقول أنس: وكان أحسن الناس خلقاً ثم قال: ووالله ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الكلمات المفتاحية

إنا كفيناك المستهزئين الوسيلة أعلى منزلة في الجنة القسم بالنبي في القرآن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled خلق الله الخلق واصطفى من الخلق الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولى العزم الخمسة، نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً- صلوات الله عل