أن تفكر.. هل هذا يعني أنك قد تبتعد عن المسلك الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف؟.. سؤال ربما يدور في خلد كثير من الناس الآن.. هل إن فكر الإنسان تخلى عن دينه؟..
هذه الأسئلة ومن على شكلها، ما هي إلا مجرد زوبعة في فنجان، حتى لا يمكن أن تراها العين ، لأنه ببساطة الدين الإسلامي هو دين العلم والعقل معًا.. جاء لينير العقول والقلوب معًا.. فلم يأت نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بأي إعجاز قد يخالف العقل والمنطق على الإطلاق، وإنما كان كل كلامه وأفعاله وأوامره ونواهيه تلامس العقل والفكر، ومن ثم فإن أي إنسان شغل باله ونفسه بمجموعة من الأفكار فإنما هو يطبق عقيدة الإسلام ذاتها، لأنه دين لم يتبع أي خرافات أو أمور يعجز العقل البشري عن إدراكها.. قال تعالى: «وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ » (العنكبوت: 50 - 51).
دين العقل
لو لم يكن الإسلام دين العقل، ما تبعه ملايين الناس مع اختلاف أجناسهم وبيئتهم وأفكارهم.. فكيف بدين واحد أن يجمع بين العرب والمصريين من أصول (الفراعنة)، وأيضًا الأوروبيين، والآسيويين، وحتى في أدغال إفريقيا وحوض نهر الأمازون.. لا يمكن أن يجمع بين هذه الأجناس المختلفة جملة وتفصيلا في كل شيء، عقيدة واحدة، إلا إذا كانت تلامس العقل، وتبتعد عن أي (خرافة) كانت.
فإلى من يسأل هل الأفكار الدين؟.. نقول له: الإسلام يحوي كل الأفكار، ويجمع بين الأنظمة، ويوفق بين جميع العادات والتقاليد، ويوحد الجميع تحت هدف واحد لا مثيل له: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
اقرأ أيضا:
الجمعة عيد المسلمين.. ماذا عن" الصدقة" وآداب هذا اليوم؟تحدي القرآن
القرآن الذي أنزل من عند رب العالمين على قلب خير البشر، نزل ليخاطب العقل البشري، فليس من الممكن أن تجد إنسانًا آمن واعتقد في هذا الدين، إلا بعد أن أيقن أن أفكاره ومنهجه إنما هي منهج البشرية.. ورسول هذا الدين ذاته كان بشريا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.. بينما الآخرين الذين امتنعوا عن التصديق وتاهت عقولهم، فإنما هم من يندم على ذلك، قال تعالى: «لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ » (الملك: 10).
فكان البرهان والحجة والدليل هم مبادئ الإسلام التي ثبت عليها ونادى بها، بل أنه تحدى أهل الظن أن يأتوا بمثل ما فيه من حكمة وصدق، قال تعالى: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ » (الأنعام: 148).. إذن الإسلام دين العقل ومن لم يتفكر في خلق الله خسر الكثير والكثير.