أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

خطبة الجمعة غدًا.. الحياء خلق الأنبياء والصالحين كيف نحققه؟

بقلم | التحرير | الخميس 15 اكتوبر 2020 - 08:40 م
                     
تماشيا مع ما ينفع المسلمين وخاصة الدعاة نقدم زادًا للدعاة يعينهم على البحث ويفتح لهم الطريق لاستلهام الدروس والحكم من خلال نشر الوعي وإمدادهم بزاد ثقافي كل أسبوع..


"الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله r، وبعـد: فلقد أرسل الله الرسل وأنزل عليهم الكتب؛ ليعملوا على إحياء قلوب وحياة الناس من جديد، فبعد بُعْد وغفلة، وبعد جهل وظلمة، يأتي نور النبوة والرسالة لينقي ويطهر الأفئدة، ويبني الحياة الفاضلة الكريمة، ولقد اجتمعت رسالات الأنبياء على إقرار أفضل الأخلاق وأسماها مكانة ومنزلة، وإن اختلفت الشرائع، لكن تبقى الأخلاق ثابتة لا تتغيّر. بل ويقرر سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، فيقول: «بُعِثْتُ  لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» وفي رواية أخرى: «بعثت لأتمم حسن  الأخلاق». واعلموا أيها الأخوة أن مقياس تحضر الأمم يكون بمدى تقدمها أخلاقيا وليس اقتصاديا أو ماليا أو عسكريا فقط؛ فكم من أمّة كانت قوية الاقتصاد، كثيرة الجند، غير أنها كانت بعيدة عن الأخلاق الفاضلة في مجتمعاتها، -فكانت مغتصبة للحرية، ومصادرة لحقوق الناس- غير أنها هلكت وفشلت وصارت في خبر كان. فأين الإمبراطورية الرومية والفارسية والاتحاد السوفيتي وأين فرعون وقارون وهامان ومن على شاكلتهم؟!.وصدق أمير الشعراء حين قال:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم  ذهبوا
ومن  هنا تأتي أهمية الحديث اليوم عن خلق من أخلاق الإسلام، نحن أحوج ما نكون إليه الآن  في زماننا.
حديثنا اليوم عن:
أعلى قيم الإسلام، وأغلى شعب الإيمان، وأرقى وأنقى صفات المؤمنين.
عن الخُلُق الذي لا يترتب عليه إلا كل خير؛ ففي البخاري عن عمران بن حصين: «الحَيَاءُ  لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ».
عمّا يرفع الله به المخلوق ويعلي مقامه بين بني الإنسان؛ فقد روى الترمذي في سننه عن أنس بن مالك: «وَمَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ». فمن تخلّق به تزيّن بزينة الإيمان، ومن تزيَّى به فقد تزيَّى بلباس الإحسان، وارتقى به أعلى الدرجات.
عن  الحياء والحفاظ على أعراض النّاس:  إنّه الحياء الممدوح، وهو المقصود في الإسلام؛ فهو الخُلُق الَّذِي يَحُثُّ عَلَى فِعْلِ الْجَمِيلِ، وَتَرْكِ الْقَبِيحِ، فَأَمَّا الضَّعْفُ وَالْعَجْزُ الَّذِي يُوجِبُ التَّقْصِيرَ فِي شَيْءٍ مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ أَوْ حُقُوقِ عِبَادِهِ، فَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْحَيَاءِ، إِنَّمَا هُوَ ضَعْفٌ وَخَوَرٌ، وَعَجْزٌ وَمَهَانَةٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي]. وإن  لكلِّ دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء.
 تعريف الحياء ومفهومه:
الحياء مشتق من الحيا وهو المطر، والمطر يحول الأرض الميتة إلى أرض فيها خير كبير، قال تعالى: {وَتَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ  اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى} [فصلت:39]، وكما يحيي ربنا الأرض الموات فإنه يحيي القلوب الميتة، لكن القلب الميت لا يحيا إلا بمادة الحياء، وهو زاد الإيمان.
قال ابن القيّم: الحياء (الّذي هو الاستحياء) مشتق من الحياة. "فالحيي حيّ، وغير الحيي ميت وهالِك".
قال الرّاغب: الحياء انقباض النّفس عن القبائح وتركها.
والحياء  الشرعي: ألا تستحيي من الحق، وقدم الحياء من الله عز وجل على الحياء من الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده  أو سمعه) فيؤثر الحياء من الله عز وجل على الحياء من الناس. فالحياء الشرعي لا يمنعك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما الذي يمنعك شيء آخر غير الحياء، وهو الجبن والخوف والهلع، فتركك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حياء من الناس ليس من الحياء في شيء، بل هو من الخور والهلع والجبن.
قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء.
وحقيقته: خُلُق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق.
أهمية الحياء في الإسلام:
يعدّ الحياء صفة لربّ العزّة جلّ وعلا... يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: [من وافق الله في صفة من  صفاته قادته تلك الصفة إلى الله عز وجل بزمامه، وأدخلته على ربه، وأدنته وقربته من  رحمته، وصيرته محبوباً له، فإن الله حيي يحب أهل الحياء، جميل يحب الجمال، رحيم  يحب الرحماء، كريم جواد يحب الجود، قوي يحب المؤمن القوي]. والحياء خلق نبوي كريم لأنبياء الله ومرسليه، وشعبة من شُعب الإيمان، وتلك منزلة للصديقين والصالحين، وبيان ذلك على النّحو التالي:
الحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو رأس المكارم: روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ  مِنَ الإِيمَانِ». وقد ذكر ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق أنّ أم المؤمنين عائشة قالت: "مكارم الأخلاق عشرة يقسمها الله لمن أحب، وعدّت منها: والحياء رأسها". وقال عبد الله بن مسعود: «الإيمان  عريان، وزينته التّقوى ولباسه الحياء».
الحياء صفة يحبها الله تعالى لعباده: روى ابن ماجة في سننه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِلْأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ: "إنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمَ، وَالْحَيَاءَ" والحديث صححه الألباني.
الحياء إحدى سنن الأنبياء والمرسلين: ففي شعب الإيمان للبيهقي من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ  سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: الْحِلْمُ، وَالْحَيَاءُ، وَالْحِجَامَةُ، وَالسِّوَاكُ،  وَالتَّعَطُّرُ، وَكَثْرَةُ الْأَزْوَاجِ".
إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله قيل لـعمر بن عبد العزيز: إذا ذهب الحياء ذهب نصف  الدين، قال: لا.إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله.
رسولنا محمد r وخُلُق الحيــاء:
يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فيما رواه الشيخان: (كان رسول الله r أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره  شيئاً عرفناه في وجهه).  
وقد رفع النبي r منزلة الحياء، وأخبر أن الحياء  خير كله، وأخبر r أن الحياء قرين الإيمان، وأنه منزلة من منازل الإيمان، بل أنكر على من وعظ أخاه في الحياء، وأخبر أن الحياء  لا يأتي إلا بخير.
وقد كان النبي r حييا عفيفًا في استخدام الكلمات -حتى المباحة- فها هو يتكلم فيقول عن العلاقة بين الرجل وزوجته: «إذا  جلس بين شعبها الأربع .... فقد وجب الغسل».
شكل الدنيا بلا حياء:
تعالَوْا بنا لنتخيل حياة النّاس بلا خُلُق الحياء، فبنظرة متأنية في رحاب مجتمعٍ منحلّ أخلاقيًّا، ومنجرف نحو السوء سلوكيًّا، نرى الآتي:
إذا فُقِد الحياء:
لقد ضاع الحياة وضاعت معه كل القيم، لقد عمل أعداء الأخلاق الفاضلة على نشر الفواحش والشهوات؛ لإضلال الناس وتنفيذ مخطط الشيطان، فكان شر جند لأشرّ مخلوق.
تكثر الفواحش علنًا ويجاهر بها الناس، ولا يتحرجون من ذكر ذلك أو نشره على الناس. وقد روى البخاري وابن ماجة والبيهقي من حديث أبي مسعود أنه قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ  مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ  فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» أي: إذا لم تستح من العيب ولم تخش العار ممّا تفعله فافعل ما تحدّثك به نفسك من  أغراضها حسنا كان أو قبيحا، ولفظه أمر، ومعناه توبيخ وتهديد، وفيه إشعار بأنّ  الذّي يردع الإنسان عن مواقعة السّوء هو الحياء، فإذا انخلع منه كان كالمأمور  بارتكاب كلّ ضلالة، وتعاطي كلّ سيّئة.
ضاعت الأمانات وخربت الذمم وكثر الظلم والبطش، ومن ثمّ: تكثر المصائب، وتحل الكوارث.
كثر الكذب والدّجل والنفاق، وكثر السحرة الذين يسحرون أعين النّاس، فيقلبوا الحقّ باطلا والباطل حقًّا.
كثر القتل وسفك الدم واغتصاب الحريات، فلا رقيب، ولا وازع من ضمير أو خوف من ربٍّ خالق جبار منتقم؛ لا سيّما أنّ القلوب إذا خلا منها الحياء، فلا مراقبة ولا خوف ولا رهبة من الله العليّ سبحانه.
أذِن الله بهلاك من فقده أو عمل على إفقاده لغيره: فقد ذكر ابن عبدالبر في الاستذكار: عن سلمان الفارسي قوله: «إِنَّ  اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا، نَزَعَ مِنْهُ  الْحَيَاءَ، فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ، لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا  مُمَقَّتًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا، نُزِعَتْ مِنْهُ  الْأَمَانَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ، لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا  خَائِنًا مُخَوَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا خَائِنًا مُخَوَّنًا، نُزِعَتْ  مِنْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا  رَجِيمًا مُلَعَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا، نُزِعَتْ  مِنْهُ رِبْقَةُ الْإِسْلَامِ». وهكذا من نُزِع منه الحياء فقد نُزِع منه كل خير، فتجد من ليس عنده حياء يتحدث بكلام خادش للحياء والطهارة والنقاء، تجده يتغزّل في النّساء ويتتبعهن، ويطلب ودّهن وتأييدهنّ!.
كانت الذلّة أمام النّاس، وكان من فقدَ الحياء حديث المجالِس، بينما في المقابل: الحيي يدافع الله عنه ويبرئه من كل منقصة:ففي النموذج الأول:  قصة امرأة العزيز أكبر الدليل على أنّ من فقد الحياء ناله من كلام الناس ما ناله، فها في تخلع لباس الحياء وتجري خلف يوسف عليه السلام، فيتحدث عنه نسوة المدينة، ثم يشهدن عليها بالانحراف وقتها: «ما علمنا عليه من سوء» وتنطق امرأة العزيز «أنا  راودته عن نفسه» تصغير للنفس وتحقير لشأنها؛ عند خلع الحياء، أما النموذج  الثاني: فامرأة طاهرة نقيّة يدافع عنها ربّها في حادثة سميت في التاريخ: بـ "حادثة الإفك" ويبرؤها من فوق سبع سماوات، بل ويقف لها مناصرون ومدافعون عنها كأبي أيوب الأنصاري وزوجه.
بعض صور الحياء:
عفّة اللسان عن قوْل السّوء والنطق به؛ فيمنع المؤمن حياؤه أن يتحدّث بالسوء في أعراض الناس وإن اعتدى الناس على عِرضه يومًا؛ فقد أذِن الله تعالى أن ينتصر للمظلوم لا سيما في دمه وعِرضِه، والتاريخ ينبئنا أنّ من اعتدى على عرض إنسان بلفظة سوء إلا ابتلاء الله بمثلها في الدنيا قبل الآخرة، وصدق رسول الله إذ  يقول: «مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ  المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ  يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ». فامسِك لسانك أيها المؤمن وسينتقم الله لك ممن اعتدى عليك في مال أو نفس أو عِرض أو دين.
عفّة اليدين عن الحرام: ومن الحرام الذي يمكن أن تقع فيه اليد: السرقة والرشوة والبطش والظلم والاعتداء، وكل ما سبق من المظالِم التي لا تفنى بفناء الأيام؛ بل يبقى أثرها وجزاؤها وعقوبتها على الإنسان؛ فمن اعتدى بيده على مال غيره فصادره أو سرقه، أو اقتطع بيده شيئًا ليس له، ومن ظلم وبطش واعتدى على الحرمات والحريات فله عقوبته وتلك منّة من الله تعالى يُصبِّر بها من ظُلِم.
عفّة القلب عن التعلّق بالحرام: كالعشق الحرام، والهيام في أشخاص الباطِل، قال تعالى: {وَلَكِنَّ  اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ  إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7]. والمعنى: حبّب إليكم أهل الإيمان، وكرَّه إليكم أهل الكفر والفسوق والعصيان.. فالحياء الحقيقي أن يصير قلبك عفيفًا عن عشق أهل الحرام ومتابعتهم والسير في ركابهم.
اتقاء الشبهات والشهوات والفواحش: فمن الحياء أن يتقي المرء كل شبهة، ويبتعد عن كل منقصة، وينصرف سريعًا عن أيّ فاحشة، ومتى وجد موطنًا يورّط صاحبه في الشبهة ينصرف عنه، ولا يختلط به ولا بمن وقع فيها، قال صلى الله عليه وسلّم: «إنّ الحلال  بيّن والحرام بيِّن، .... فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ،  وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ». ومن النماذج القرآنية العجيبة: نموذج ابنة الرجل الصالح تمشي وتتحدث على استحياء، قال تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ  أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص: 25]. والسؤال: هل تمشي نساء المسلمين ويتحدثن على استحياء أو حتى على حياء؟.
وسائل عمليّة تساعد على الحياء "من ارتكاب الذنوب والخطايا والاعتداء على الأعراض":
استح  من الله واعلم أنّه يراك ومطلع عليك. ]أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ  اللَّهَ يَرَى[ [العلق:14]. وفي سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ  الحَيَاءِ». قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي  وَالحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ  اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا  حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ  أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ  اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ» ومعنى ذلك: «ألا تأكل حرامًا، ولا تساهم في الحرام بقول أو فعل، ألا تدخل رأسك كلام سوء أو خرافة أو شائعة أو أكذوبة من أكاذيب الخلْق، وأن تتذكّر لقاء الله تعالى فتمتنع عن الحرام وتقترب من المباح الحلال».
  • استح  من نبيك يوم أن تقف على حوضه، فيقال للمذنب والعاصي: "سحقًا سحقًا".
  • استح  من ملائكة الله التي تتعاقب فيك ليل نهار، وتكتب وتدوِّن ونسجِّل ما تصنع. {أَمْ  يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا  لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف:80]. وكانت الملائكة تستحيي من عثمان بن عفان؛  لأنه كان حييا شديد الحياء، فما سمع رسولنا لاستحمامه في الطست صوت من شدة الحياء.
  • استح  من الرجل العظيم في قومك.
  • استح  من الأرض التي ستشهد يوم القيامة وتحدِّث أخبارها.
  • استح  من أعضاء جسدك "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا  يعملون".
  • مما  يساعد على الاستحياء: قراءة سير أهل الحياء وقصص التائبين؛ فإنها توقظ العقلاء  وأولي الألباب، فقصة الكفل التائب، وقصة الربيع بن خثيم...... الخ.
فوائد الحياء وثمراته:
هجر المعصية خجلاً من الله سبحانه وتعالى.
الإقبال على الطّاعة بوازع الحبّ لله عزّ وجلّ.
يبعد الإنسان عن فضائح الدّنيا والآخرة.
يكسو المرء الوقار فلا يفعل ما يخلّ بالمروءة والتّوقير ولا يؤذي من يستحقّ الإكرام.
لا يمنع من مواجهة أهل الباطل ومرتكبي الجرائم.
يعدّ صاحبها من المحبوبين من الله ومن النّاس.
نماذج لأهل الحياء:
 حياء سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقد قال: أيها الناس! استحيوا من الله، فوالله ما خرجت لحاجة -يعني: لقضاء حاجة- منذ أسلمت إلا وأنا مقنع رأسي حياء من الله عز وجل.
وانظر إلى حياء محمد بن سيرين قال: ما غشيت امرأة قط في يقظة ولا نوم حتى في المنام غير أم عبد الله، وإني لأرى المرأة في المنام، فأعلم أنها لا تحل لي فأصرف بصري. فهو متحكم في نفسه في المنام.
وأخيرًا:
معاشر المسلمين:
إنهم يحاولون قتل الحياء في المجتمع فلا تعطوهم الفرصة، واثبتوا على الحياء  واستشعروا عظمة ربكم، وأيقنوا أنّ الله مؤيد الحق وأهله، وخاذل الشرك وأهله،  وانتبهوا لما تبثه الفضائيات والشاشات على أنظار أبنائنا وبناتنا حياءً من الله،  واحفظوا أعراضكم، وجنبوا أسركم الشهوات والشبهات ولا تتساهلوا فيها؛ فالزمن زمن  صعب يحتاج إلى الرجال الأقوياء الأشدّاء. (الخطبة إعداد: الدكتور عادل هندي)
!!!

الكلمات المفتاحية

أبو بكر الصديق الحياء خطبة الجمعة صور الحياء أخلاق

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled تماشيا مع ما ينفع المسلمين وخاصة الدعاة نقدم زادًا للدعاة يعينهم على البحث ويفتح لهم الطريق لاستلهام الدروس والحكم من خلال نشر الوعي وإمدادهم بزاد ثقا