أظهرت دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة في بريطانيا، أن عقار ريديمسفير يقصر فترة التعافي من فيروس كورونا المستجد ويقلل من خطر الوفاة.

وجد الباحثون أن الدواء المضاد للفيروسات قلل من وقت الشفاء لمرضى الفيروس في المستشفى لمدة خمسة أيام على الأقل. كما قلل من خطر الوفاة من الفيروس بنسبة تصل إلى 30 في المائة.

ويتم تصنيع عقار ريديمسيفير من قبل شركة "جلعاد ساينس"، ومقرها كاليفورنيا، وهو الدواء الوحيد المعتمد للاستخدام في حالات الطوارئ بالولايات المتحدة لعلاج مرضى فيروس كورونا.

وقال الباحثون من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) التابع للمعاهد الوطنية للصحة ببريطانيا، إن النتائج لا تظهر فقط كيف يمكن أن يساعد ريمديسيفير في تحسين ظروف المرضى، ولكن أيضًا كيف يمكن أن يمنعهم من تطوير مضاعفات خطيرة.

خطوة أولى 

قال المؤلف الدكتور جون بيجل، المدير المساعد للبحوث السريرية في قسم علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في المعهد الوطني للصحة العقلية، لموقع "ديلي ميل"، إن "هذه الرسالة هي الخطوة الأولى".

وأضاف: "هذا تحسن كبير مقارنة بعدم العلاج .. لذا فهذه نتيجة مهمة للغاية، فهي تظهر أنه يمكننا علاج هذا، لكن العمل لم يتم. هذه فقط الخطوة الأولى".

وتم تطوير "ريديمسيفير" بواسطة "جلعاد ساينس" في الأصل لعلاج الإيبولا، الحمى النزفية القاتلة التي ظهرت في غرب إفريقيا في عام 2014.

ويعمل عن طريق منع إنزيم يساعد الفيروس التاجي على نسخ نفسه، وبالتالي ينتشر في جميع أنحاء الجسم.

وأظهرت الدراسات في النماذج الخلوية والحيوانية أن العقار منع نشاط متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (مرس)، وهما أبناء عمومة الفيروس الجديد.

وأوضح بيجيل، أن منع الفيروس من التكاثر يساعد المريض على "المضي قدمًا" ومحاربة العدوى لأنها ليست "متفشية".

وشملت الدراسة التي نشرت نتائجها النهائية نُشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين"، 1062 مريضًا بفيروس كورونا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا.

وخضع 541 مريضًا في دورة علاجية مدتها 29 يومًا من ريديمسيفير، وفي المقابل تم إعطاء 521 مريضًا علاجًا وهميًا.

اقرأ أيضا:

5 أطعمة تحد من الشهية وتعطي شعورًا بالشبع

مدة أقصر في التعافي 

ووجدت الدراسة أن المرضى الذين تناولوا الدواء قضوا وقتًا أقصر بنسبة 50 في المائة للتعافي من أولئك الذين يتناولون الدواء الوهمي.

وتعافى المرضى في مجموعة ريديمسيفير بمتوسط 10 أيام مقارنة بـ 15 يومًا لأولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي.

كما أنه قلل من مدة الإقامة في المستشفى بمتوسط 12 يومًا لمن يتعاطون الدواء مقارنة بـ 17 يومًا للمجموعة الضابطة.

وكانت التأثيرات أكثر وضوحًا في الأشخاص الذين يعانون من الحالات الشديدة، حيث يتعافى المرضى الذين تناولوا عقار ريديمسيفير بعد متوسط 11 يومًا والمرضى الذين عولجوا بدواء وهمي في متوسط 18 يومًا.

ومن بين أكثر من 900 مريض بفيروس كورونا يتلقون الأكسجين، تمكن أولئك في مجموعة ريديمسيفير من التنفس بمفردهم بعد 13 يومًا مقارنة بـ 21 يومًا لأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.

قال الفريق إن فائدة الريديمسيفير كانت أكبر عندما تم إعطاؤها في وقت مبكر من المرض، لكنها لا تزال تُرى لأولئك الذين تلقوها لاحقًا.

وأظهرت الدراسة أنه "لا تزال هناك فائدة، حتى للأشخاص الذين وصلوا متأخرين جدًا، بعد 10 أيام (من المرض)، ما زالوا يستفيدون من ريديمسيفير"، وفق بيجيل.

وتابع: "لا يزال الحصول على العلاج مبكرًا يمثل فائدة، ولكن كانت هناك فائدة واضحة لأولئك الذين جاءوا في غضون 10 أيام أو أكثر أيضًا".

أشارت النتائج أيضًا إلى فائدة البقاء على قيد الحياة حيث يموت 11.4 في المائة في مجموعة ريمديسيفير مقارنة بـ 15.2 في المائة في المجموعة الضابطة بحلول اليوم 29. وهو يحد من مخاطر الوفاة بحوالي 30 بالمائة.

 بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن أحداث سلبية أكثر خطورة في مجموعة الدواء الوهمي - 31.6 في المائة - مقارنة بـ 24.6 في المائة في مجموعة ريمديسيفير.

تتضمن مثل هذه الأحداث، التعرض لفشل تنفسي حاد والحاجة إلى التنبيب.

يقول بيجيل إن النتائج تشير إلى أن العلاج بريمديسيفير ربما منع بعض الحالات الخفيفة أو المتوسطة من التقدم إلى الحالات الشديدة.

وأضاف: "العلاج بريمديسيفير جعل الناس أفضل لكنه منع أيضًا نسبة معينة من الناس من التفاقم".