كشف أب لثلاثة أبناء كيف أنه تخلص من أكثر من 100 كيلو جرام من وزنه بعد أن عاني أثناء النوم من صعوبة في التنفس، حتى إنه توقف عن التنفس أكثر من 150 مرة في ليلة واحدة، مما جعله يشعر بالرعب من موته أثناء نومه.

كان السائق كيدريك باريت (46 عامًا) من أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية يعاني دائمًا من زيادة وزنه، وقد تم تصنيفه على أنه يعاني من السمنة المفرطة منذ سن التاسعة. ونتيجة وزنه، تعرض للتنمر من قبل زملائه في المدرسة.

وكان كيدريك نشيطًا في حياته المبكرة في لعب كرة السلة وكرة القدم، ولكن على الرغم من ذلك، كان يأكل كل شيء، بما في ذلك الشوكولاتة ورقائق البطاطس والبيتزا والمشروبات الغازية. نتيجة لذلك، زاد وزنه إلى أكثر من 200 كيلو جرام.

وعند التوجه إلى المطاعم مع عائلته، غالبًا ما واجه كيدريك ما عانى من الإحراج نتيدة عدم قدرته على التكيف مع المقاعد المتوفرة.

وتسبب وزن كيدريك في سلسلة من المشاكل الصحية بما في ذلك انقطاع التنفس أثناء النوم - وهي حالة يتوقف فيها المريض عن التنفس للحظات في الليل.


وخشي كيدريك أنه في إحدى الليالي، قد لا يستيقظ أبدًا تاركًا زوجته شونتيل ( 42 عامًا)، وأولاده كريستوفر ( 23 عامًا)، وكيدريك جونيور ( 19 عامًا)، وزاكاري ( 16 عامًا)، بمفردهم.
أكد أخصائي النوم، أن كيدريك توقف عن التنفس حتى 150 مرة في الليلة وبدأ في استخدام جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر لتنظيم مجرى الهواء أثناء نومه.

ومع حاجته إلى الحفاظ على صحته من أجل العمل، أدرك كيدريك أن الوقت قد حان لتغيير نمط حياته.

في أغسطس 2018، خضع كيدريك لستة أشهر من التقييمات والاستشارات النفسية فيما يتعلق بإمكانية إجراء عملية تكميم المعدة. استمرت الجراحة في 26 أبريل 2019، مما أدى إلى تقليل حجم معدة كيدريك بنسبة 85 في المائة إلى حجم البويضة.

ومنذ الجراحة تغيرت حياة كيدريك بشكل كبير. لقد تمكن من خسارة ما يقرب من 220 رطلاً ويزن الآن 242 رطلاً.

لم يعد يعاني من توقف التنفس أثناء النوم، وبات قادرًا الآن على المشاركة في الأنشطة التي منعه وزنه من القيام بها لسنوات مثل ركوب الدراجات والمشي وممارسة الرياضة مع أبنائه.


قال كيدريك: "لقد استغرق الأمر مني سنوات عديدة لأدرك أنني كنت أغش نفسي وعائلتي من أجل نوعية حياة أفضل". لقد أصبت بإدمان على الطعام وأصبح علاجًا لي مع تقدمي في السن. إذا واصلت مسيرتي في الطريق، فسوف يدفنونني في وقت مبكر جدًا. الآن بعد أن فكرت في الأمر، كان الأمر أنانيًا جدًا بالنسبة لي".
أضاف: "لم أستطع حتى إخبار زوجتي بحجم خصري عندما أرادت شراء هدايا لي لأنني كنت أشعر بالخجل من ذلك. قبل الجراحة، كنت آخذ أطفالي إلى المنتزهات الترفيهية وكنت أتجول فقط لأنني لم أتمكن من ركوب الألعاب".

تابع: "كانت القشة الأخيرة عندما اكتشفت أنه إذا كنت مصابًا بمرض السكر واحتجت إلى الأنسولين، فلن أتمكن من الحصول على بطاقتي الطبية اللازمة للحصول على رخصة القيادة الخاصة بي للعمل"، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل".

وزاد: "كنت في نهاية المعركة الخاسرة وأموت موتًا مؤلمًا بطيئًا. لقد قررت أن هذا يكفي واضطررت إلى استعادة صحتي بأي وسيلة ضرورية. لقد وصلت إلى النقطة التي أصبت فيها بانقطاع التنفس أثناء النوم وذهبت للنوم كل ليلة مع الخوف من عدم الاستيقاظ".

ومضى قائلاً: "كان أكبر شيء يمنعني من إجراء الجراحة هو الموت على طاولة الجراحة ولكن في نهاية المطاف في أغسطس 2018، ذهبت إلإلى المستشفى وناقشت خيارات جراحة فقدان الوزن".

واعتبر أن "الأشياء الصغيرة هي التي تصنع الفارق في حياتي الآن وقد تمكنت حتى من ركوب قطار الملاهي مع أطفالي. يمكنني القيام بالعديد من الأشياء التي لا يمكنني القيام بها كشخص سمين. يمكنني الآن الطيران على متن طائرة بدون موسع حزام الأمان. يمكنني أن أركب سيارتي دون أن أضع مقعدي ويجعل الشخص الذي يركب في المقعد الخلفي غير مريح. أصبح التمرين جزءًا رئيسيًا من حياتي. أنا أركض وأركب الدراجات وأمشي مع عائلتي".



على الرغم من نجاحه المذهل في إنقاص الوزن، يعترف كيدريك بأن مقاومة الإغراء بتناول الطعام هي أحيانًا صراع، وهو ممتن لدعم زوجته وأبنائه الذين ساعدوه في إبقائه على المسار الصحيح.
وقال: "لن أكذب وأقول لم تكن هناك أوقات ربما أكلت فيها أكثر قليلاً مما كان ينبغي أن أتناوله، لكنني أعلم أنني يجب أن أظل على المسار الصحيح حتى لا أعود أبدًا إلى ما كنت عليه قال كيدريك".

واعتبر أن "أكبر مشكلة هي أنني لا أستطيع ارتداء أي من الملابس التي كنت أرتديها بعد الآن. كلهم يشبهون العباءات لكن تكلفة الملابس الجديدة ثمن يستحق الدفع".

وأكمل: "أكثر التعليقات المجاملة التي تلقيتها هي من أشخاص يخبرونني بمدى فخرهم بي لاستعادة صحتي وترتيب حياتي. هذا الإطراء يفوق كل تحياتك على ما يرام ووسيم. أشعر بالرضا عن نفسي الآن. انا فخور بنفسي. كل إنجازاتي ونجاحاتي حتى الآن جعلتني رجلاً أفضل".