أخبار

يقولون المرأة وراء كل مصيبة ويستدلون بأن حواء هي التى أغوت آدم.. فما الصواب؟

٣ وصفات مجربة لإزالة الهم والغم والحزن وتفريج الكروب.. يكشفها عمرو خالد

عبيدة بن الحارث.. ماذا تعرف عن أول شهداء بدر؟

هل يجوز الكلام أثناء الطواف حول الكعبة؟

لهذه الأسباب..طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟

قصص رائعة في بر الوالدين.. لا تفوتك

ذكاء الشافعي.. ماذا قال عن تحريم سماع المزمار؟

انتبه.. هذه العلامات على اللسان مؤشر خطر

رقم قياسي.. بطل شطرنج نيجيري يلعب 60 ساعة متواصلة

عجائب الكرم لا تنتهي .. ثمانية أبواب في منزل واحد لإعطاء السائل

6 وسائل تعينك على الاتقان في حياتك.. تعرف عليها

بقلم | محمد جمال حليم | السبت 03 اكتوبر 2020 - 06:00 م
لا يمكن اعتبار إتقان العمل شيئًا هامشيًا يمكن التخلي عنه، لكنه من الأمور العظيمة والمسلم الصحيح هو الذي يبحث دائمًا عن وسائل الترقية في الجوانب الحياتية مجتمعة، تعبديًّا بالمفهوم البسيط وحياتيًّا في كل مجال.. والسؤال كيف نحقق الإتقان في حياتنا؟
وسائل تحقيق الاتقان:
يمكن تحقيق الاتقان في حياتنا بعدة وسائل منها:
1.     زيادة المراقبة لله تعالى في جميع الأعمال والتصرفات، واستحضار عظمته، يقول الله تعالى مبيّنًا أنه عليم خبير، يسمع ويرى، ويعلم خافية الأعين ويراقب العبد، ومن ثمّ ينبغي للعبد أن يستحضر هذا المعنى فيجدّ ويجتهد في كل حركاته وأعماله، قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7]. وصدق الرسول الكريم حين قال -كما في الحديث المتفق عليه- لما سأله جبريل عن الإحسان قال: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»..
2.     الترتيب ومراعاة الأولويات في كل الأمور، والتوازن في الحياة العامّة والخاصّة: وقد ثبت أن النبي ضبط لهؤلاء النفر الثلاثة الذين وفدوا إلى بيته يسألون عن عبادته، وقالوا ما قالوا، حتى نصحهم وأمرهم بالتوازن والإتقان ومراعاة الأولويات، ولا ننسى –بالتأكيد- ما نصح به سلمان أبا الدرداء بقوله له: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ»... [رواه البخاري في صحيحه].
3.     استشعار المسؤولية عن الأمة في الدنيا واستشعار السؤال يوم القيامة أمام الله، قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]. فالله هو الذي يرى، وهو الذي سيحاسب، وهو الذي سنقف بين يديه جميعًا فرادى لا معنا شيء من الدنيا مهما علت قيمته، ولن ينفعنا حينها أحد مهما كان؛ قال عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام: 94]. ويقول أيضًا سبحانه: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24] ويقول عزّ مِن قائل جلّ في عُلاه: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 95] فلنستحضر كل هذه الآيات العظيمة، ولنستشعر حجم المسؤولية التي سنحاسب عليها يوم القيامة -نسأل الله تعالى أن يخفف عنا وأن يعفو عنا وعنكم جميعًا يا رب العالمين-.
4.     مما يساعد أيضًا على زيادة الإتقان تذكّر قصص الصالحين المتقنين وكيف أن الله تعالى أكرمهم بعفوه وعطائه وعظيم ثوابه، اقرأ إن شئت وتأمّل في قصة الصديق يوم أن ذهب للمرأة العمياء ليكنس لها بيتها، ويطبخ لها، ويصلح من أمرها، وهي لا تعرفه... وهذا عمر الفاروق العظيم، الذي كان يحمل الطعام إلى امرأة لها أطفال في أقصى المدينة، فلما أكلت وأطفالها، قالت له: يرحمك الله، كنت أوْلى بهذا الأمر –تقصد الخلافة والإمارة- من عمر بن الخطاب، وهي لا تعرف أنّه أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب!!.. وهذه الفتاة الصالحة التي نصحت أمها بألا تخلط اللبن بالماء، حتى وإن كان الحاكم والإمام لا يراها وأمها؛ فيكفي أن الله يراها، وأتقنت عملها، فكافأها الله تعالى بأن أنبت من ذريتها خليفة عادلاً حكم الأرض بالخير وفعل الخير في الغير، فكان نتيجة إتقانها، وثمرة أمانتها -إنه عمر بن عبدالعزيز-!!. إن القراءة في مثل هذه النماذج لتجعلنا نستحث الهمّة للتخلق بأخلاقهم، فلنتشبه، فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم؛ إنّ التشبّه بالكرام فلاحُ!
5.     القراءة عن عالم النحل والنمل والعنكبوت (خاصـة): لننظر كيف تتقن مخلوقات الله تعالى عملها ووظائفها في الحياة، فخلية النحل لا يُمكّن فيها إلا للعاملين المجدّين المُتقِنين، يقول د. عائض القرني: ففي عالم النَّحْل "لطفُ اللهِ يسري، وخيرُه يجرِي، وعنايتُه تلاحقُ تلكم الحشرة الضئيلة المسكينة، تنطلقُ من خليّتها بتسخيرٍ من الباري، تلتمسُ رزقهَا، لا تقعُ إلا على الطيبِ النقيِّ الطاهرِ، تمصُّ الرحيقَ، تهيمُ بالورودِ، تعشقُ الزَّهْر، تعودُ محمَّلةً بشرابٍ مختلفٍ ألوانُه فيه شفاءٌ للناسِ، تعودُ إلى خليتِها لا إلى خَلِيَّة أُخرى، لا تضلُّ طريقَها، ولا تحارُ في سُبلِها"، وأمّا عَالِـم النّمل: ما أرْوع انضباطه وإتقانه لأعماله، بل وتجده يتفنن في تخزين غذائه بما يعطيه القدرة على مقاومة أعباء الحياة، والعنكبوت: يرسم وينسج خيوطه بإتقان وبفنّ رائع للغاية... إنّ الإنسان وهو المخلُوق المكرّم من ربه تعالى، ينبغِي أن يكون أكرم خلُقًا وقيمًا من المخلوقات الأخرى؛ فقيمتنا ليست في الإنسانية فقط؛ بل فيما نحسنه من أعمال ومهام؛ فكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «وقيمة كل امرئ ما كان يحسنه».
6.     دوْر المؤَسّسات التربويّة والتعليميّة والرسمية في تنشئة أجيال الأمة على الإتقان نظريا وتطبيقيًّا، وذلك بزرع الرغبة في قلوبهم نحو الإتقان، والعمل على تكريم ومكافأة المتقنين، مكافأة مادية أو معنوية، كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه الكرام، ولا يكون هذا إلا إذا كان الناصح والمربي قدوة في هذا السلوك، ورحم الله من قال: إذا كنت إمامي فكن أمامي!! وكيف يستقيم الظل والعوْد أعْوج!! ولا بُدّ من وضع خطط واضحة ذات أهداف واضحة يتم تجنيد كل وسائل المجتمع لخدمة ذلك.

الكلمات المفتاحية

لاتقان في العمل كيف نحقق الإتقان وسائل تحقيق الاتقان مراقبة الله

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يمكن اعتبار إتقان العمل شيئًا هامشيًا يمكن التخلي عنه، لكنه من الأمور العظيمة والمسلم الصحيح هو الذي يبحث دائمًا عن وسائل الترقية في الجوانب الحيات