عزيزي المسلم، أحياناً أن تعيش على أمل تجمله بالقليل من الخيال، وأحلام يجعلونك تعيش في هدوء .. أرحم وأفضل كثيرًا من أن تصل لواقع لا يشبه أي أمل في أي شيء !.. فتصبح طوال الوقت كأنك (لا طُولت واقع ولا خيال )!!.


أحياناً كثيرة يكون من أكبر النعم على الإنسان أن أحلامه لا تتحقق.. لكنه لا يشعر بذلك إلا بعد وقت طويل، وكأنه لا يفهم أو لم يسمع أبدًا عن قوله تعالى: «وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ »..


أحدهم يروى أنه كان يتمنى دخول كلية الطب، إلا أن مجموعه لم يسعفه لدخولها، فاستشعر أن الله غاضب عليه، وأن مستقبله ضاع تمامًا، وحينها وبعد أن اظلمت الدنيا أمام عينيه، قرر دخول كلية الهندسة، وهو لا يريدها، ولكن اكتشف نفسه فيها بعد قليل من الوقت.. وسنة وراء سنة تميز فيها، والآن هو واحدا من أهم مهندسي مهنته في مصر.. فقط عليك ألا تفقد الثقة في الله عز وجل مؤكد سيختار لك الأفضل.

الأمر كله خير

عزيزي المؤمن، ثق بأن كل اختيارات الله عز وجل لك كلها خير، لأنه ببساطة يعلم المستقبل وما تخفي الأمور، لكنك تنظر تح قدميك، وتتصور أن الدنيا توقفت، وأنك خسرت كل شيء، لكن الله يدخر لك ما هو أجمل..


هذا شاب تقدم لخطبة فتاة أحبها حبًا شديدًا، وتمنى الزواج منها، لكنه رفض، فاسودت الدنيا بين عينيه، وتصور أن حياته انتهت، بعد قليل من الوقت، ينجح في عمله، ويرزقه الله بالزوجة الصالحة.. حينها فقط يتذكر أن الله لم يتخل عنه، وإنما كان يدخر له الأجمل.

اقرأ أيضا:

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تريث قليلاً

عزيزي المسلم، تريث قليلا قبل الحكم على ما وصلت إليه، فليس كل الأمر بهذا السوء الذي تتصوره، لعل الله عز وجل -إن لم يكن بالتأكيد- يخبئ لك أفضل مما تتخيل وتتمنى، قال تعالى: «لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» (النور:11).


وهذا سيدنا الخضر عليه السلام يفاجئ سيدنا موسى عليه السلام بقتل طفل صغير، إلا أن الخضر يخبره بأن قتله أفضل من أن يعيش ويسيء لوالديه الطيبين، وهذه أمور غيبية لا يعلمها إلا الله عز وجل، فكانت النتيجة أن أبدلهما الله خيرا منه، قال تعالى: «وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا» (الكهف:80-81).