لا يتوقف النوم السيئ والإصابة بالأرق والتوتر، على عدم شعور الجسم بالراحة فقط، وإنما هناك أضرار كثيرة للنوم السيء على صحة الإنسان أيضا، من أبرزها فقدان التركيز واضطرابات الجهاز العصبي ودورة الدم، وآثار أخرى قد لا تخطر على البال.


يقول تقرير نشرته إذاعة صوت ألمانيا "دويتش فيله" إن كثير من الدراسات ربطت بين النوم السيء وزيادة في وزن الانسان، وكان يُعتقد أن ذلك ناجم عن اضرابات في المنظومة الهرمونية تتسبب في شعور دائم أو متقطع بالجوع وهو ما يؤدي حتما إلى تناول كميات أكبر من الأطعمة تؤدي إلى السمنة وحتى إلى الإصابة بمرض السكري.

وأشار التقرير إلى أن جميع هذه الدراسات تعتمد وكما ذُكر على فرضية الخلل الهرموني الناجم عن قلة أو عن قلة جودة النوم بشكل متواصل، علما أن الأطباء يفرقون بين النوم السيء والأرق، بأن الأول له علاقة بجودة النوم والثاني بإيجاد صعوبات جمة في الخلود إلى النوم.

نظام المكافأة في الدماغ

وتوصل أطباء من جامعة كولونيا الألمانية إلى أن النوم السيء أو حتى الأرق يحفزان نظام المكافأة في الدماغ بما في ذلك الحاجة إلى تناول السكريات على سبيل المثال.

ويعرف علماء الأعصاب نظام المكافأة في الدماغ، بأنه مجموعة من الهياكل والمسارات العصبية تكون مسؤولة عن الإدراك، بما في ذلك التعلم التعاوني، أي التحفيز والمكافأة والمشاعر الإيجابية، ولا سيما العواطف التي تنطوي على المتعة.

وانطلق الأطباء في دراستهم على الفرضية الأولى المعتمدة على الاضطرابات الهرمونية وأخضعوا قسما من المشاركين في دراستهم إلى عملية مسح للدماغ، في خطوة أوصلتهم إلى نتائج غير متوقعة.

وقسم الأطباء الأفراد الذين أجروا عليهم الدراسة إلى مجموعتين. حصلت كل مجموعة على وجبة عشاء في يومين مختلفين بفارق عدة أيام. وبينما ذهب كل شخص من المجوعة الأولى إلى بيته للنوم، بقي رجال المجموعة الثانية في المختبر حيث حصلوا على منشطات تمنعهم من النوم.

وفي اليوم التالي تم فحص نشاط الدماغ لدى كل المشاركين في الدراسة عبر تصوير بالرنين المغناطيسي، وثم فحص مستوى الإفرازات الهرمونية في أجسامهم.

وفي المرحلة الأخيرة كان عليهم الإجابة على مجموعة أسئلة من بينها ميولاتهم الغذائية وما إذا كانوا يرغبون في شراء أطعمة جاهزة أو أشياء أخرى لا علاقة لها بالأكل. وأخيرا كان عليهم تصنيف مدى شعورهم بالجوع.

اقرأ أيضا:

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟

دهشة من النتائج 

وعبر الأطباء عن دهشتهم للنتائج المستخلصة، حيث المجموعة التي قضت الليلة دون نوم، لم تظهر تحاليل الدم لديهم أي اضطرابات هرمونية تذكر، ومع ذلك كانوا جميعهم يرغبون في شراء أطعمة. والسر في ذلك رفعت عنه الغطاء صور الرنين المغناطيسي التي أظهرت نشاطا واضحا لنظام المكافأة في الدماغ.

وقال الأطباء إن الأطعمة اللذيذة تعد من "الجوائز" التي يتعطش نظام المكافأة لها لإشباع الجهاز النطاقي الذي يعتبره الأطباء مسؤولا عن الوظائف الانفعالية في جسم الإنسان ولهذا يطلقون عليه أيضا اسم المخ الانفعالي.