الوضوء لغة  مشتق من الوضاءة أي الحسن والبهاء، واصطلاحا  هو:طهارة مائية تخص أعضاء معينة على صفة مخصوصة بنية التعبد، الأفعال المخصوصة هي: النية، وإيصال الماء إلى أعضاء مخصوصة. كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم في سنته الشريفة

والوضوء عند علماء الفقه هو أول مقصد للطهارة؛ لأنه مطلوب أساسي للصلاة، وهو من أهم شروط الصلاة وفي الصحيحين "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ

الوضوء .. النية أهم أركانه 

للوضوء عديد من الأركان منها  "النية عند غسل الوجه، وغسل الوجه، ثم غسل اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس أو جزء منه ثم غسل الرجلين"، وهذه الأركان بمعنى: الأسس التي لا يصح الوضوء إلا بها، وهناك أفعال أخرى مشروعة للوضوء، منها ما هو فرض عند بعض العلماء كالترتيب، أو الترتيب والموالاة عند البعض، ومنها ما هو واجب عند البعض، كما أن للوضوء شروط وسنن وأحكام أخرى محلها كتب الفقه.

للوضوء عدد من الفرائض لا يتم صحيحا الإ بها وفي مقدمتها النية  لأن الوضوء عمل والنية واجبة فيه عند جمهور الفقهاء فلا يصح إلا بها وهل هي شرط من شروط صحة الوضوء أو ركن من أركانه؟ لا فرق، فهي واجبة على كل لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"  ووقت النية في الوضوء:عند غسل اليدين ثلاث وينوي الإنسان.

اظهار أخبار متعلقة

وهناك عديد من فروض الوضوء منها غسل الوجه من منابت شعر الرأس المعتاد إلى ما انحدر من اللحية طولا ومن الأذن إلى الأذن عرضا ومنه: المضمضة والاستنشاق عند القائلين بالوجوب كالمالكية، فلا يجوز ترك بعض الوجه مثل: مابين اللحية إلى الأذن، أو ترك الاستنشاق والاكتفاء بمجرد وضع الماء على الأنف وهذا كله داخل في حد الوجه المأمور بغسله في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾. سورة المائدة آية: (6)

الوضوء .. هذه سننه

في المقابل هناك عديد من  سنن الوضوء وهي : التي يطلب فعلها إضافة إلى أركان الوضوء. وهي: المندوبات والمؤكدات لكن السنن المؤكدة يراد بها عند بعض العلماء "واجبات الوضوء" مثل التسمية، وغسل الكفين. ولها تفاصيل واسعة في كتب الفقه. وأهم سنن الوضوء.

من ضمن غسل اليدين من أطراف الأصابع إلى نهاية المرفقين و مسح الرأس كله أو بعضه و غسل الرجلين إلى الكعبين فضلا عن الترتيب والموالاة غسل الكفين قبل إدخالهما في الإناء المضمضة وهي: إدارة الماء في الفم (غسل الفم). وهي واجبة عند المالكية والاستياك وهو: استعمال السواك عند غسل الفم فضلا عن  التسمية. وهي: سنة مؤكدة وعند بعض العلماء كالمالكية واجبة.

اظهار أخبار متعلقة

ومن سنن الوضوء كذلك الاستنشاق، وهو: جذب الماء في الأنف. وهو واجب عند المالكية و الاستنثار: وهو إخراج الماء من الأنف مسح الأذنين ظاهرا وباطنا، فضلا عن غسل اليدين ثلاث مرات والوجه ثلاثا واليدين، وباقي الأفعال في كل ثلاثا ثلاثا. ما عدى شعر الرأس والأذنين.

وعن فضل الوضوء  ورد عن النبي في حديث عمر بن الخطاب من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال : أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه . اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنة يدخلها من أيها شاء  ...

في هذا الحديثِ يرغِّبُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الوضوءِ، ويُبينُ أثرَه في مغفرة الذنوبِ، ويُصوِّرُ هذا الأثر بصورةِ المحسوسِ ليستقرَّ في النفس، وينشرحَ له الصدرُ، فيُصورُ المؤمن وما اكتسبَ من ذنوب بلسانِه وشفتيه وأنفه وحواجِبه وعينيْه بمَن يحمل تحتَ جلدِ وجهه أجرامًا خبيثةً .

الوضوء وأبواب الجنة الثمانية

ومن فضائل الوضوء أن الذنوب تخرجُ مع ماء غسلِ الوجه للوضوء، ويصور ما اكتسب من ذنوب بيديه وأصابعه وأظافره بمَن يحملُ تحت جلد يديه أجرامًا خبيثةً تخرج مع ماء غسيل اليدين في الوضوء، ويصوِّر ما اكتسب من ذنوب برجليه بمَن يحمل تحت جلد رجليه أجرامًا خبيثةً تخرج مع آخر ما يتساقط من ماء غسيل رجليه في الوضوءِ، وهو بهذا التصوير يحثُّ على إسباغ الوضوء وإحسانه ليتم إخراج الخبائث، ويتأكد من محوِ الذنوب» فتح المنعم).

ومن البديهي التأكيد  أن إسباغ الوضوء لا يعني الإسراف في الماء أو الزيادة في غسل أعضاء الوضوء على الثلاث عند استيعاب الماء لأعضاء الوضوء ؛ فإن ذلك مكروه ، وإسراف في استعمال الماء