تقول الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي: «الحب هو ذكاء المسافة ألا تقترب كثيرًا فتلغي اللهفة ، ولا تبتعد طويلاً فتُنسى »، كن ذكيًا في علاقتك بمن تحب، وإياك أن تخطو خطوة واحدة تجاه نسف شخصية من تحب، بحجة أنه يحبك، وخصوصًا الرجل، بحجة أنه رجل وهي امرأة..
بالعكس، الحب هو أن تمنح من تحب شخصيته كاملة، وتمنحه الحرية الكاملة في الاختيار والتصرف.. طالما كان إنسانًا عاقلا متزنا، وبالتأكيد يحبك، فمؤكد أنه لن يقع في خطأ يحرجك أو ينسف هذه العلاقة بينكما..
تعلم من النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كيف أحب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كان يتركها تفعل ما تريد، أحيانًا يوجهها، وأحيانًا يبتسم ويضحك، وأحيانًا يلاطفها، لكنه أبدًا لم يفارقها أو يخاصمها يومًا، وإنما كان دائما يترك الباب مفتوحًا، لأنه يعلم أنها تحبه كما يحبها وربما أكثر.
الحب عطاء
الرجل خصوصًا في علاقته بمن يحب، يتصور أنه لابد أن يأخذ كل ما يريد أو يشاء، وقتما يريد، وهي أنانية، لا يجب على الرجل أن يقع فيها، بل بالعكس تمامًا، في علاقة حبك امنح قدر ما تستطيع، واعطي قدر ما تستطيع، وطالما كنت ترى من يحبك يبادلك نفس الشعور، فليكن هذا كافيًا بالنسبة لك.
أما بالنسبة للمرأة، فهي أيضًا تقع في فخ أن المحب لابد أن يكون معطاءً دون حدود، نعم لابد أن معطاءً، لكن كيف لا يكون بحدود؟.. عليها أن ترضى بالقليل طالما هذه استطاعته، وتفرح وتبادله نفس المشاعر، طالما كانت عطاءه اهتمام، عليها أيضًا برد هذا الاهتمام باهتمام أكبر، وإن كان يكفي الرجل المحب ابتسامة ترضي غروره، وتوصل له أنها تحبه فوق كل عبارات الغزل وأكبر من كل مطبات الحياة.
الإخلاص
الإخلاص في الحب، ليس فقط عدم الخيانة، وإنما أيضًا الوقوف على كل ما يحبه، وعدم نسيان كل ما يرضيه، وتذكر مواقفه، وأيامه التي ينتظرها، كيوم مولده مثلًا، وأيضًا تذكر هدية ما يحبها أو سبق وتمناها.
يروى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أثناء فتح مكة، وهو حدث عظيم جدًا لاشك، ورغم ذلك، ترك كل شيء، وجلس يحادث امرأة عجوزًا، فلما عاد إلى المنزل، سألته أم المؤمنين عائشة، من هذه المرأة التي تركت كل شيء لأجلها، فقال إنها إحدى صديقات خديجة، كنا نتذكر الأيام الخوالي.. هكذا هو الحب، أن تحب ما يحبه حبيبم وتفعله ولو بعد مماته، كنوع من الإخلاص والوفاء له.
اقرأ أيضا:
كيف يكون عملك صالحًا متقبلاً عند الله؟.. تعرف على أهم الوسائل