عزيزي المسلم، عندما يزيد الله مالك ويبارك لك فيه.. لا ترفع مستوى معيشتك فقط.. وإنما أرفع مستوى عطائك أيضًا، فكيف بنا يصل الأمر حد أن يكون أحد الفقراء أكثر عطاءً من آخر غني يمسك على نفسه، وهو يملك الكثير!.
للأسف ينسى هذا الغني الذي رزقه الله عز وجل من وفير خيراته، ومع ذلك يمتنع عن الصدقات والزكاة، أنه بذلك إنما يضع نفسه في نفس المكانة التي فيها قارون وليعاذ بالله، بل وربما تنطبق عليه الآية الكريمة، قال تعالى: «وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » (آل عمران: 180).
قاوم شح نفسك
بالأساس النفس أمارة بالسوء، وما أن يزيد رزق الإنسان، إلا وتجدها تأمره بأن يمسك عليه ماله، لذلك عليه أن يقاومها، وليعلم أن من يفعل ذلك إنما من المقربين من الله عز وجل، قال تعالى: «وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون » (الحشر: 9)، كما روى مسلم في صحيحه مِن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم».. وما كان يدفع الشرع الحنيف إلى أن يحذر من الشح إلا لأنه يعارض الإيمان بالله عز وجل، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدًا، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا».
اقرأ أيضا:
اسم الله "العدل".. كيف تقتدي به لتكون عادلاً مع نفسك ومع الناس؟لكل بخيل هذا جزاؤك
البخيل من أشد الناس كرهًا عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك أعد الله عز وجل له عقابًا شديدًا يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلِهزمئيه - يعني شدقيه - ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) (آل عمران: 180)».
