أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

العجب يأكل الحسنات.. كيف أتخلص منه؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 23 اغسطس 2020 - 07:40 م
 العُجب داء يأكل الحسنات وهو من أشد الأدواء التي تفتك بقلب العبد، وإن كثرت حسناته.
ينشأ نتيجة جهل العبد بحاله، وذنوبه، وعيوبه، وأيضًا جهله بعظمة ربه سبحانه، وما يستحقه من العبودية، يقول ابن القيم في مدارج السالكين: رضاء العبد بطاعته، دليل على حسن ظنه بنفسه، وجهله بحقوق العبودية، وعدم علمه بما يستحقه الرب جل جلاله، ويليق أن يعامل به.
أسباب العجب:
والحاصل أن جهل الإنسان بنفسه، وصفاتها، وآفاتها، وعيوب عمله، وجهله بربه وحقوقه، وما ينبغي أن يعامل به، يتولد منهما رضاه بطاعته، وإحسان ظنه بها، ويتولد من ذلك من العجب، والكبر، والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنى، وشرب الخمر، والفرار من الزحف، ونحوها. فالرضى بالطاعة من رعونات النفس، وحماقتها. اهـ من مدارج السالكين.
علاج العجب:
وعلاج العجب يحصل باستشعار نعمة الله، ومنّته على العبد بالطاعة، وأن يجعل العبد نصب عينيه عيوب نفسها، وآفاتها، وتقصيرها.
قال ابن القيم: فمن أراد الله به خيرًا، فتح له باب الذل، والانكسار، ودوام اللجأ إلى الله تعالى، والافتقار إليه، ورؤية عيوب نفسه، وجهلها، وعدوانها، ومشاهدة فضل ربه، وإحسانه، ورحمته، وجوده، وبره، وغناه، وحمده.
فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين، لا يمكنه أن يسير إلا بهما، فمتى فاته واحد منهما، فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه.
قال شيخ الإسلام: العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنّة، ومطالعة عيب النفس والعمل.
وهذا معنى قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحديث الصحيح من حديث بريدة -رضي الله تعالى عنه-: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، فجمع في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي) مشاهدة المنّة، ومطالعة عيب النفس والعمل.
فضل التواضع:
وأولياء الله حقًّا لا يرون أنفسهم شيئًا تواضعًا منهم، وإخباتًا لله؛ بخلاف حال الحمقى المعجبين بأنفسهم.قال ابن القيم: ومن خصائص عائشة -رضي الله عنها: إن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحيًا يتلى في محاريب المسلمين، وصلواتهم إلى يوم القيامة.
وشهد لها بأنها من الطيبات.
ووعدها المغفرة والرزق الكريم.
وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك، كان خيرًا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرًّا لها، ولا عائبًا لها، ولا خافضًا من شأنها، بل رفعها الله بذلك، وأعلى قدرها، وأعظم شأنها، وصار لها ذكرًا بالطيب، والبراءة بين أهل الأرض والسماء، فيا لها من منقبة ما أجلها.
وتأمل هذا التشريف، والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها، واستصغارها لنفسها، حيث قالت: ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيّ بوحي يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئني الله بها.
أثر الشبطان:
وينبغي للعبد أن يستعيذ بالله أن يكون عند نفسه عظيمًا، وهو عند الله حقير. اهـ من جلاء الأفهام.
ثم إن من الوهم الكبير الظن بأن أولياء الله لا يبتلون في الدنيا، بل العكس هو الصحيح؛ فأولياء الله هم أشد الناس بلاء، كما جاء في الحديث: عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دِينه؛ فإن كان دينه صلبًا، اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دِينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة. أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الحاكم.
قال ابن القيم: ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته، أو نقصت ثوابه، وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به لتمام الأجر، وعلو المنزلة.
ومعلوم أن وجود هذا خير للمؤمن من عدمه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لا يقضي الله للمؤمن قضاء، إلا كان خيرًا له، وليس ذلك إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له.
فهذا الابتلاء والامتحان من تمام نصره، وعزه، وعافيته؛ ولهذا كان أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأقرب إليهم، فالأقرب .اهـ. من إغاثة اللهفان.
وليس للعجب كفارة خاصة سوى التوبة منه، والإقلاع عنه.(إسلام ويب)

الكلمات المفتاحية

العجب الكبر الحسنات الشيطان التواضع

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled العُجب داء يأكل الحسنات وهو من أشد الأدواء التي تفتك بقلب العبد، وإن كثرت حسناته.