رائحة الفم الكريهة أمر مزعج يعاني منه ملايين البشر لأسباب مختلفة وتزداد هذه المعاناة عندما يكرس الأمر نوعا من النفور في الأوساط الاجتماعية بشكل يدعو الكثيرين للجوء الي المستحضرات الطبية وأحيانا للوصفات الطبية للتخلص من هذه المشكلة ويصادفهم النجاح أحيانا وقد تستمر المشكلة بشكل مزمن

 ورغم معاناة الملايين من هذه المشكلة الإ أن أغلب الدراسات أخفقت في الوصول لحل حاسم لهذه المشكلة فربما يتحدث البعض عن دور النظام الغذائي خصوصا مع تناول الأطعمة ذات الطابع الخاص مثل البصل والتوم وربما تكون بسبب مشاكل في الأسنان وربما تكون بسبب نقص تناول الخضروات والألياف

رائحة الفم الكريهة أسبابها وطرق علاجها 

البروفيسورة البريطانية  آنا ميدلتون مدير عيادة  “لندن هايجينست” لصحة الأسنان  حصرت بعض الأسباب التي قد تكون وراء رائحة الفم الكريهة وكيفية التغلب عليها .

ميدلتون أكد أن مشاكل اللثة قد تكون سببا في هذه الرائحة الكريهة حيث يعاني أغلب البالغين في المملكة المتحدة من أمراض اللثة بدرجة ما. وعلاماته هي نزيف اللثة عند تفريش الأسنان أو رائحة الفم الكريهة أو وجود مذاق سيء في الفم. تنتج أمراض اللثة عن تراكم الجير على الأسنان واللثة.

اظهار أخبار متعلقة

وتسبب البكتيريا الموجودة على الجير في تشكُل السموم ما يهيج اللثة. والمرحلة الأولى من أمراض اللثة تعرف باسم التهاب اللثة، وإذا لم تعالج، تطور حالة تعرف باسم التهاب دواعم السن. وهذا يؤثر على الأنسجة التي تبقي الأسنان في مكانها.

الأكاديمية البريطانية شددت علي ضرورة  علاج التهاب دواعم السن، فإن العظم في الفكين قد يتلف ويمكن أن تصبح الأسنان رخوة وتسقط في النهاية بسهولة منبهة إلي ضرورة  زيارة طبيب الأسنان للحصول على جلسة تنظيف وترتيب خطة لنظافة الفم تلائم احتياجاتك.

الماء ورائحة الفم الكريهة 

كذلك من الأسباب التي حددتها الخبيرة البريطانية عدم تناول  قدر كاف من الماء: نظرا لإمكانية وقوفه وراء  الجفاف  ما ينتج عنه من رائحة سيئة لأن البكتيريا التي تعيش في الفم تميل لأن تتضاعف إذا ما جف الفم. وهذا يؤدي إلى نقص كمية اللعاب الذي يعد بمثابة عازل للفم.

إذ أن احتساء الماء بشكل كاف وبحسب الطبيبة البريطانية يؤدي  إلى تقليل رائحة الفم السيئة نظرا لأن المرء يعمل على إزاحة جزيئات الطعام في فترات ما بين تفريش الأسنان الروتينية، وبالتالي يجب احتساء لترين ماء على الأقل في اليوم.

اظهار أخبار متعلقة

ثالث الأسباب التي تقف وراء رائحة الفم الكريهة كما تؤكد مديرة عيادة "لندن هايجينست"يتمثل في الإجهاد خصوصا في الأوقات العصيبة، فقد يجد المرء نفسه مشغولا لدرجة أنه ينسى تناول ما يكفي من الطعام أو احتساء الماء، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى جفاف الفم والنفس السيء. وقد يتنفس المرء أيضا من فمه وليس الأنف وهو سبب آخر لجفاف الفم. وهناك صلة بين الإجهاد وأمراض اللثة وبالتالي يجب الحفاظ على رطوبة الفم وإدارة الإجهاد باليوجا وتمارين التنفس

أما المصابون بمرض السكري فهم أكثر الناس تقبلا للإصابة بمرض رائحة الفم الكريهة كون الإصابة بالسكري، لا تتيح للجسم القدرة علي انتاج ما يكفي من الإنسولين أو لا يمكن استخدامه بشكل جيد. يساعد الإنسولين في تكسير الجلوكوز لتزويد الجسم بالطاقة وفي حالة عدم  تمكن الجسم من الحصول على طاقته من الجلوكوز، فإنه يبدأ في حرق الدهون بدلاً من ذلك، وإنتاج الكيتونات، التي يمكن أن تجعل رائحة النفس كريهة.

رائحة الفم وارتفاع مستويات السكر 

من المهم الإشارة في هذا السياق إلي  ارتفاع مستويات السكر في الدم يزيد من نسبة الجلوكوز في اللعاب، مما يوفر الغذاء للبكتيريا في الفم وبالتالي يتيح لها الفرصة للنمو والوقوف وراء الرائحة الكريهة للفم بشكل يفرض مراجعة الأطباء والمتخصصين في هذا الأمر .