أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

نقلق لنتائج امتحانات الدنيا ولها فرص أخرى.. فكيف ننسى امتحان الآخرة وهو بلا إعادة؟

بقلم | خالد يونس | الثلاثاء 04 اغسطس 2020 - 07:45 م

تعيش البيوت أجواء توتر وقلق كبير في فترات امتحانات الأبناء وانتظار نتائجها وما يترتب على هذه النتائج من استكمال مراحل دراسية أخرى أو الالتحاق بالوظائف رغم أن هذه الامتحانات لها فرص أخرى، ولكن في نفس الوقت قليل من الأسر والبيوت يهتمون بأخطر امتحان يمر به أبناؤهم بل ويمر به كل البشر، هو امتحان المصير والمستقبل الحقيقي وهو امتحان الآخرة الذي لا إعادة له ولا فرصة ثانية .

 ومع ظهور نتائج الامتحان وانقسام الطلبة إلى فرح مسرور، أبيض الوجه، يمدُّ شهادته إلى مَن قابَلَه ليقرأها، وينظر إلى نتيجته المسرور بها، وإلى حَزِنٍ قد علا وجهَه السواد، ويتتبَّع جوانب الطرق، ويسلك الضيِّق منها، يتمنَّى أنَّه لم يسمَعْ نتيجةً، وأنها لم تُذكَر له، وإنَّ في هذا المشهد من الفريقين لنموذجًا ورمزًا يُذكِّر بالحساب الأكبر، والنتائج العظمى، ولكن شتَّان بين الامتحانين، وفرق بين النتيجتين؛ فاختبار الطلبة في الدروس قد يدخله الغشُّ والخِداع، وقد يكون فيه دور آخر، وفرصة لإعادة الامتحان، أمَّا حساب الآخرة فهو من أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، مَنْ لا تخفى عليه خافية، لا يدخله زيف ولا غش ولا خداع، ولا اعتراض عليه ولا تمييز، ثم إنَّ نجاح الامتحان في هذه الدار قد يكونُ الدافع له حب الدنيا ومادَّتها، وما يُسمُّونه بتأمين المستقبل، فهذا عاجلٌ زائل.

أمَّا النجاح في الآخرة فسعادةٌ أبديَّة لا تَزُول، ولا تنقطع في عيشةٍ راضية، وجنَّة عالية، قُطوفها دانية، يُقال لهم: كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلَفْتم في الأيَّام الخالية؛ وذلك تفضلًا عليهم من الله، وامتنانًا وإحسانًا ، بحسب ما يقول الداعية عبد العزيز العقيل في "الألوكة".

الامتحان الأكبر 

ولكنْ من المأسوف له جدًّا أنَّنا نهتمُّ لامتحان الدنيا، ونحسب له أكبرَ حساب، أكثر من الاهتِمام لامتحان الآخِرة، ونحرص على نَجاح أولادنا في الدنيا أكثر من حرصنا على نجاحهم في الآخرة، ونحزن إذا تخلَّف الولد في دروسه في الدنيا، ولا نحزن ولا نهتمُّ إذا ضيَّع أوقاته بشيءٍ عن طاعة الله، نعاقبه عند تخلّفه عن الدارسة، و لا نعاقبه عند تخلُّفه عن الصلاة مع الجماعة، بل ربما آلَ الأمر بالكثير منَّا إلى أنَّه لا يعلم عن ولده هل صلَّى الصلاة المكتوبة ولو وحدَه أم لا؟!.

فيا عباد الله: حاسِبُوا أنفسَكم قبل أنْ تُحاسَبوا، فإنَّكم لم تُخلَقوا عبثًا، ولم تُترَكوا سدًى، وتفقَّدوا أحوالكم، وأحوال أولادكم، فإنَّكم مسؤولون عنهم ومُحاسَبون، انتَبِهوا لأنفسكم قبل فَوات الأوان، وقبلَ القدوم على الله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

 


واعلَموا أنكم في دار فناء لا دار بقاء، وأنَّ هذه الدار مزرعةٌ لدار القَرار، ولا بُدَّ من الابتلاء والامتحان؛ ليظهر الصادق في إيمانه، والمخلص في أعماله، فتفقَّدوا أحوالكم قبل العرض على الله، وأصلِحوا أنفسكم قبل القُدوم على الله، فغدًا لا ينفع الأعذار، ولا يفيد الهرج، فلا ينجي إلا الصدق مع الله، فلا تهملوا ما دُمتم في زمن الإمهال، ولا تغترُّوا بزخارف الدنيا، فما أضحكت إلاَّ وأبكت، وما صفا عيشُها إلا وتكدَّر، فاعمَلُوا لدار السرور واللذة، والنعيم المقيم الذي لا يفنى ولا يزول، فإنَّ العاقل مَن يُؤثِر الباقي على الفاني، ولا ينخَدِع بالزخارف والملذَّات الوقتيَّة، فانتَبِهوا لأنفُسكم يا عباد الله.

مساءلة ومحاسبة

يضيف الداعية عبد العزيز العقيل: اتَّقوا الله - تعالى - اتَّقوا يومًا تُرجَعون فيه إلى الله، واتَّقوا يومًا يُوضَع فيه الكتاب، وتلاقون فيه الحساب، وتُنشَر لكم فيه صَحائفُ أعمالكم، إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13-14].

فكلُّ إنسان يُعطَى كتابَه يقرؤه، وإن لم يكن قارئَا تظهر له ثمرات أعماله، ويكون شاهده من نفسه، فلا يستطيع إنكارَ ذنب ولا خطيئة؛ يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].

فلا سبيلَ له إلى الإنكار، ولا مفرَّ ولا مجير، بل يرجع إلى التحسُّر ومقْت نفسه.

 روى مسلمٌ عن أنس - رضِي الله عنه - قال: ((كنَّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك فقال: ((هل تَدرُون ممَّ أضحك؟))، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: ((من مخاطبة العبد ربَّه فيقول: يا رب، ألم تجرِني من الظلم؟ فيقول - سبحانه -: بلى، فيقول: إنِّي لا أجيز اليوم شاهدًا إلا مني فيقول -تعالى-: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا والكرام الكاتبين شهودًا)).

قال: فيختم على فيه، ويقول لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله، ثم يُخلَّى بينه وبين الكلام، فيقول: بعدًا لَكُنَّ وسُحقًا؛ فعنكن كنت أناضل.

فاتَّقوا الله يا عباد الله من ذلك اليوم العظيم، والهول الجسيم، من ذلك الموقف الذي ستُقدَّمون فيه للمساءلة والمحاسبة، وسيُوقَف كلٌّ بين يدي الله منفردًا، قد تخلَّى عنه أقرب قريب، وأصدق صديق، قد شُغِلَ كلٌّ بنفسه: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34-37].

 ذلك الموقف الذي ينشر فيه لكلِّ غادرٍ لواءً، فيُقال: هذه غدرة فلان ابن فلان، ولا تزول قدم امرئ فيه حتى يُسأل عن عمره فيمَ أفناه، وعن شَبابه فيمَ أبلاه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه.

قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 19-29].

 





الكلمات المفتاحية

الامتحانات الدراسية الدنيا الآخرة لقاء الله فرص أخرى

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled تعيش البيوت أجواء توتر وقلق كبير في فترات امتحانات الأبناء وانتظار نتائجها وما يترتب على هذه النتائج من استكمال مراحل دراسية أخرى أو الالتحاق بالوظائف