ما حكم الاجتماع في أيام عشر ذي الحجة في المسجد وإحياء هذه الليالي بالقيام جماعة مثل تراويح رمضان ؟ وجزاكم الله كل خير
الجواب:
الجواب:
تؤكد لجنة الفتوى بــ" إسلام ويب" أن هذا العمل الذي ذكر السائل لا أصل له في الشرع، فهو من جملة البدع والمحدثات، والبدع والمحدثات لا خير فيها ولو حسنت نية صاحبها. لأن هذا العمل لو كان خيراً لسبقنا إليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وفي مثل هذه الأعمال يقول عليه الصلاة والسلام " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" وقال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي مردود على صاحبه.
وتنصح بما ورد في السنة من فضل العمل في هذه العشر. أولا: صيامها، وهذا ثابت. والثاني: ذكر الله فيها لقوله تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلوماتٍ )[ الحج : 28 ] .
وهذه الأيام هي العشر الأول من
ذي الحجة كما قاله طائفة من المفسرين. الثالث: العمل الصالح ومجاله واسع من تلاوة لكتاب الله وقيام الليل وبذل المعروف والإنفاق في سبيل الله وغير ذلك.
فضائل ذ الحجة:
يذكر أن لعشر ذي الحجة فضائل كثيرة منها:
أن هذه الأيام أيام شريفة ومفضلة، يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأن صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، و
الصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنما هو من جملة العمل الصالح الذي حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مر في حديث ابن عباس.
كما يستحب فيها التهليل والمقصود به قول: "لا إله إلا الله"، وهي شهادة الإسلام، وأول أركانه وعنوان التوحيد، وقد فسر أهل العلم أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الإكثار منها في العشر من ذي الحجة المباركة، أنها أيام الحج التي يتوجه فيها الناس إلى ربهم متجردين من الدنيا وزينتها موحدين طائعين منيبين راجين رحمته ومغفرته، خائفين من عذابه، فكان من أكثر الأذكار مناسبة في هذه الأيام التهليل.