مؤخرًا انتشر فيروس كوفيد 19 (كورونا) بين الملايين في شتى أنحاء العالم، ما جعل الكل يحتاط ويخشى على نفسه وآل بيته من الإصابة بهذا المرض اللعين، لكن هل هناك من فكر أن يحتاط بطرق مختلفة.. طرق تبني سورًا تعزلك عن الناس وكل من حولك، ولا يستطيع الفيروس أن يصلك مهما تكاثر وانتشر؟..
هل فكر أحدهم أن الصدقة تمنع المرض، ومن ثم فإن من أخرجها في الأيام الماضية بنية درء الوباء عنه وعن أسرته لاشك سيستجيب الله له؟.. فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : «داووا مرضاكم بالصدقة ».. وما ذلك إلا لأن الصدقة تطفئ غضب الرب.. وبما أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة.. فإنه لاشك أن الصدقة العقار القوي النافذ الذي يستطيع أن يصد كورونا وغيرها من الأوبئة التي تنتشر بين الناس بين الحين والآخر.
اقرأ أيضا:
بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟الله يربي لك صدقتك
الصدقة تقع في يد الله عز وجل، وقد كانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تعطر صدقتها قبل إخراجها، ولما سئلت قالت: لأنها تقع في يد الله أولا.. قال تعالى يؤكد ذلك: «{يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ» (البقرة: 276).
فلو أردت أن تكسب الدارين.. الدنيا والآخرة، تمنع عنك الأوبئة، ويظلك الله يوم القيامة فيمن يظله، فعليك بالصدقة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وذكر منهم: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
والصدقة قد يتصورها البعض أنها للأغنياء فقط، والحقيقة أن الله يقبل منك ولو شق تمرة، بل أنه سبحانه يربيها لك لتكبر فتكون شجرة كبيرة تظلل عليك يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتصدق أحد بتمرة من كسب طيب إلا أخذها الله بيمينه، فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه حتى تكون مثل الجبل أو أعظم».. فإياك عزيزي المسلم أن تتصور يومًا أن الصدقة قد تقلل من مالك، وإنما هي سندًا لك في مواجهة الأمراض والأوبئة في الدنيا وحصنًا لك يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».