حثنا النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم على المداومة على صالح الأعمال وإن قلت، فهي بمثابة العهد بين العبد وربه وعليه أن يحافظ على الوفاء به، وأن يبذل قصارى جهده قدر استطاعته وأن يسدد ويقارب.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ.
أحبُّ الأعمالِ إلى الله أدوَمُها وإنْ قلَّ، كما أخبَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي هذا الحديثِ يذكُرُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجلًا لعبدِ الله بن عمرو بن العاص كان يقومُ اللَّيلَ ثمَّ ترَك القيام، ويحذِّرُه مِن الإفراطِ والتَّشديدِ على نَفْسِه؛ حتَّى لا يتركَ قيامَ اللَّيل كما ترَكه هذا الرَّجلُ؛ لأنَّ المُقبِلَ على اللهِ عزَّ وجلَّ بالعملِ إذا ترَكه مِن غيرِ عذرٍ، كان كالمُعرِضِ بعد الوصلِ؛ فهو مُعرَّضٌ للذَّمِّ، وأيضًا فإنَّ دوامَ العملِ وإيصالَه ربَّما حصَل للعبد به في عملِه الماضي ما لا يحصُلُ له فيه عند قَطعِه؛ فإنَّ اللهَ يحِبُّ مواصلةَ العمل ومداومتَه، ويَجزي على دوامِه ما لا يجزي على المنقطِعِ منه.
في الحديثِ جوازُ ذِكرِ الشَّخصِ بما فيه من عيبٍ إذا قُصِد بذلك التَّحذيرُ مِن صنيعِه.
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟اقرأ أيضا:
4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك