أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟

"جنة المحاربين ولجام المتقين".. هل سمعت هذه المعاني من قبل عن الصوم؟

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصوم؟

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

لا تسب الأموات فينالك هذا الجزاء من الله

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 11 يوليو 2023 - 06:59 ص



 لا يستطيع بعض البشر أن يخرج من دائرة الانتقام والحقد الدفينة في قلبه تجاه بعض خصومه لمجرد الخلاف في الرأي، فتراه لا يرحم المختلفين معه في الدنيا فقط، ولكن يستمر في لعنهم وسبهم بعد موتهم، مبررا ذلك بتشفيه منهم لظلمهم المزعوم له، رافضًا أن يتحلى بذكر الله تعالى في معاملة الخصوم وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد عَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – أّنَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: "لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا".

وظاهرة التشفي في الأموات وسبهم ظاهرة جاهلية، حيث كان العرب في الجاهلية يتفاخرون بالأنساب والأحساب، فيؤدي بهم التفاخر إلى هجاء الأحياء وسب الأموات، ويتفننون في ذلك، ويغرون شعراءهم بذكر محاسنهم ومساوئ غيرهم؛ فتزيد في قلوبهم الأحقاد من مكامنها، وتدق طبول الحرب بين عشية وضحاها؛ فلا تكاد الحرب تضع أوزارها حتى تنشب من جديد.

حتى جاء الإسلام فنهى عن تلك الحمية الجاهلية والعصبية وحد من خطرها كثيراً، وظل رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يعلم الناس مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، بالنهي عن حرمة سب الأموات.

 وقد جمع الله أنواع السب كلها في آيتين اثنتين من سورة الحجرات.


قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } (آية: 11-12).


 فهاتان الآيتان جمعتا في طياتهما القواعد الكلية للسب بالأقوال والأفعال، وحذرتا منها تحذيراً شديداً بأبلغ أسلوب وأعذب بيان.

 وقد بدأت كل آية منهما بخطاب يهيبُ بالمؤمنين أن يضعوا ما بعده موضع التنفيذ، وأن يدركوا خطورة ما يترتب على عدم التزامه من ويلات وأهوال.

 فنهى ربنا عز وجل عن السخرية، وهي: الاستهزاء والاحتقار والغض من شأن الناس، وما إلى ذلك مما يدل على الكبر والتعالي والعجب والغرور، وباسم الإيمان نهي عن اللمز، وهو: الخدش في الأعراض والأنساب، وإيقاع الفتنة بين الأفراد والأسر والمجتمعات.

كما نهى عن التنابز بالألقاب، وهو: التنادي بالألقاب القبيحة، التي يكره المرء أن ينادي بها، واعتبر ذلك كله فسوقاً، أي: خروجاً عن صفات المؤمنين.ونهى عن سوء الظن والتجسس والغيبة، وكلها داخلة تحت السب.

ماهو سب الأموات؟


المراد بالسب كل ما يؤذي الأموات والأحياء معاً؛ فإن سب الأموات يؤذي أقاربهم وجيرانهم، وأصدقاءهم، وغيرهم من أصحاب المروءات والقلوب الرحيمة.

 روى الترمذي في سننه عن المغيرة بن شعبة – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قال: "لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ".

 والمراد بالأموات في الحديث: أموات المسلمين، أما أموات الكفار فقد قال المناوي في فيض القدير: سبهم قربة.

 وسب الأموات من المسلمين عدوان عليهم وعلى أهليهم وذوي قرباهم، وهو يدل على أن فاعله جبان؛ لأنه يعلم أن من سبه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ولو كان حياً لكان له معه شأن.

ويدل أيضاً على أنه عديم المروءة قليل الحياء؛ إذ لو كان ذا مروءة وحياء ما أقدم على سب من حبسه الموت على أن ينال منه مثل ما نال منه.

فالمؤمن الحق من يعظم أمر الموت، فيرحم الأموات من شره وشر لسانه بالذات؛ فلا يذكر مساويهم التي وقعت منهم في الدنيا، إلا إذا كان مضطراً لذلك في إحقاق حق وإبطال باطل، ويكون ذلك بالقدر الذي تدعو إليه الضرورة.

اقرأ أيضا:

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

اذكروا محاسن موتاكم 


وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذكر محاسن الموتى وهو أمر مرغب فيه شرعاً؛ لما رواه أبو داود في سننه عن ابن عمر – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – أن رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: "اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ".

 وعلى المسلم أن يراقب ربه في أمره كله، ويستحضر قلبه إذا هم بمعصيته، ويستعيذ بالله كلما أصابه من الشيطان نزغ، وليذكر أنه صائر إلى ما صار إليه هؤلاء الأموات، وملاق ما يلاقونه، وأن أعماله ستعرض عليه كما عرضت عليهم، فإن كانت خيراً فخير وإن كانت شراً فشر.

 ولقد علل النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – النهي عن سب الأموات بقوله: "فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا".

 وكأن النبي صلى الله عليه سولم يقول لنا: اهتموا بأموركم، وعالجوا أنفسكم من وساوسها، وطهروا قلوبكم من الغل والحقد والحسد، والكبر والعجب والغرور، وصونوا ألسنتكم عن القيل والقال، وقدموا لأنفسكم من الخير مثل ما قدم الأخيار لأنفسهم، وليكن كل واحد منكم مشغولاً بإصلاح شأنه وترك ما سواه لله.



الكلمات المفتاحية

سب الأموات أنواع السب ماهو سب الأموات؟

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled لا يستطيع بعض البشر أن يخرج من دائرة الانتقام والحقد الدفينة في قلبه تجاه بعض خصومه لمجرد الخلاف في الرأي، فتراه لا يرحم المختلفين معه في الدنيا فقط،