في زمن كثر فيه الأوبئة والأمراض والخلافات والمشاكل والأزمات سواء على المستوى العام أو الشخصي.. ينسى الناس أن هناك ربًا حين يشاء فإنه يقول كن فيكون.
لذا علينا كمسلمين، أن نتيقن أنه حين يشاء الله يستبدل أسبابًا بأسباب.. وحين يشاء الله يغلق باباً ويفتح أبواب.. فكن راضياً وكأنك تملك كل شيء، لأن كل ما يكتبه الله لنا ألطف مما نشاء.. فمشيئة الله عز وجل وعد اتخذه على نفسه سبحانه، ومن أوفى من الله؟.. بالتأكيد لا أحد.
قال تعالى: « قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ » (آل عمران: 40)، وقال أيضًا سبحانه: « وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ » (البقرة: 253)، وقوله عز وجل: « ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ » (البروج: 16).
إرادة الله هي كل الخير
من يعلم حقيقة مشيئة الله ويوقن فيها، لاشك لن يخاف ظلمًا ولا رهقًا، وإنما سيترك أمره كله لله عز وجل، وهو موقن تمامًا بأنه لن يضره شيئا، قال تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ » (البقرة: 185).
لكن قد يقول إذا كان الله عز وجل لا يريد بنا إلى الخير فماذا عن الأوبئة والأمراض؟.. كل الاختبارات في الدنيا إنما يريد الله بها أن يطهرنا بها من ذنوبنا، لأنه لا يمكن أن ينزل بلاء إلا بذنب، وبالتأكيد لن يرفع إلا بتوبة.
قال تعالى: « مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ » (المائدة: 6).
لكن كيف يحدث ذلك؟.. يحدث حينما نعلم الهدف الحقيقي من وجودنا في هذه الحياة، وهي العبادة لله الواحد القهار، حينها إذا أدينا حق الله، كيف بالله ألا يؤدي لنا ما نرجوه؟!
يقول عز وجل: « وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ » (الذاريات: 56).
اقرأ أيضا:
بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟سر في هذا الطريق
إذن الطريق واضح وضوح الشمس، تسير فيه تصل لبر الأمان، تنحرف عنه، تجد كل ما يؤذي نفسك، لأن مشيئتك وحدك بعيدًا عن طريق الله لن تكون إلا تحت رعاية الله في النهاية.
لكنه لن يوفقك طالما كان الهدف بعيدًا عنه، كما قال الله سبحانه: « لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ » (التكوير: 28-29).