أنا شابة عمري 40 سنة، وأنا أصغر اخوتي ولم أتزوج وبقيت في خدمة والدي المريض بعد وفاة أمي، حتى لحق بها هو أيضًا منذ 5 اشهر.
والآن منذ عزاء والدي لم تزرني ولا أخت، حتى أختي الكبيرة التي خدمتها كثيرًا أثناء ولادتها ومرضها منذ سنوات، وأختي الوسطى الأكبر مني مباشرة والأخرى المسافرة خارج البلاد أيضًا، لا تتواصل معي أيًا منهن، ولا تتم بأحوالي ولا تتفقدني.
أنا حزينة وحائرة، هل أتخيل أنهم ماتوا حتى لا أتعذب هكذا أم ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي، لا، لا تفعلي ذلك.
فمع تقديري لمشاعرك وألمك، وهذا حقك، أن تكون علاقتك بإخوتك طيبة ويتم التفقد والاهتمام بينكم وأن تنزعجي وتتألمي لعدم حدوثه، ولكن تخيلهم وقد ماتوا ليس الحل.
لقد ذكرت يا صديقتي أنك فعلت لأختك كذا وكذا، فهل كاشفت نفسك عما إذا كنت فعلته وقتها بحب أم بهدف الرد لك أم ماذا؟!
إن طاقة الحب التي تخرج مع العطاء بدون التفكير في مقابل يكون رد الفعل عليها هو الامتنان والتقدير، بينما يكون الجفاء هو رد فعل العطاءات التي تنتظر المقابل!
هكذا الأمر يا صديقتي.
فقبل اللوم عليهم، كاشفي نفسك وتبيني امرك حتى يمكننا فعل ما هو باستطاعتنا للتغيير.
اقرأ أيضا:
كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟لم نفعل ذلك؟
لأن البديل هو البقاء في أسر الشكوى، والشعور بأنك "ضحية" فأنت لم تتزوجين، وأنت الأصغر، وأنت لا تعملين، وأنت من قدمت الخدمات للجميع في السابق، وأنت، وأنت، وأنت، إلخ.
البديل هو إدمان الشكوى، والانحباس في هذا الدور، وإزمان الألم، واستمرار بقاء العلاقات سيئة وعدم الحصول على حقك فيها، وبالتالي المزيد من الشعور بالشقاء.
وللخروج من هذه الدائرة المفرغة التي لن توصل لشئ، لابد من خلق حياة لك بعيدة عن إخوتك، لابد من بذل الجهد والسعي من قبلك فيجاد دوائر اجتماعية وعلاقات مختلفة ومتنوعة من حولك، قد يكونون جيران، أصدقاء قادمى، آخرين جدد عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أصدقاء النادي، البحث عن عمل، والانشغال بتكوين علاقات جديدة عبره، الانشغال بتطوير مهاراتك واكتشاف قدراتك، وممارسة ما تحبين من هوايات وأنشطة تدخل عليك الشعور بالحياة والانجاز والامتلاء.
لابد أن تتمتلئ يا صديقتي بعيدًا عن أي أحد، سواء كانوا اخوتك أو غيرهم، فهذا الشعور بالامتلاء الذي يعني كيف تقضين أوقاتًا سعيدة مع نفسك بدون ضجر ولا شعور بالاهمال او الاستياء هو من الأمور المهمة جدَا.
وما أدعوك إليه أيضًا هو المبادرة من قبلك بالسؤال عنهم ومعرفة أحوالهم، وتذكر انهم بشر لديهم آلام ومشكلات وتحديات وانشغالات حجزتهم عنك بدون قصد.
كما أذكرك بدورك كـ "خالة"، فالخالة أم يا صديقتي ويمكنك إنشاء علاقات مع أولاد اخوتك بحسب أعمارهم، فلبعضهم ستكونين أمًا وللبعض منهم صديقة وهذا جيد، وعدم التفكير في إخوتك فقط، فهذا مهم وسيضيف أحاسيس ايجابية لك.
وهكذا فكري في حركتك في الحياة بشكل عام تجاه نفسك، ولأجلها، حركتك مهمة يا صديقتي، ودمت بخير.
اقرأ أيضا:
كيف يساعدك رمضان على ضبط النفس والشهوات؟ اقرأ أيضا:
كيف تتحكم في عصبيتك تجاه والديك خلال الصيام؟