أكدّ مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوىٰ الإلكترونية مرارًا وتَكرارًا وجوب الالتزام بإرشادات الوقاية التي حددتها الجهات المختصة في مواجهة فيروس كورونا "كوفيد – 19"، وتحريم السلوكيات الخاطئة التي من شأنها أن تؤدي إلىٰ تفشي الوباء، وزيادة أعداد المصابين به؛ دفعًا للضرر، وحفظًا للنفس التي عظَّم اللهُ حُرمتها، وجعل إحياءها كإحياء الناس جميعًا،
واستدل المركز خلال في منشور له تم نشره علي الصفحة الرسمية للمركز علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " علي تحريم أرتداء الكمامة الدوارة وقيام البعض ببيع الكمامات المستخدمة سابقا علي حرمة الأمر بالأية الكريمة : "..وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.." "المائدة:113"، وعملًا بقوله سبحانه: "..وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىٰ التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" "البقرة: 195مشيرا إلي أن من ضمن هذه الإجراءات الوقائية ارتداء قِناع الوجه الطبي «الكمامة الشّخصية» في الأماكن العامة، والمصالح الحكومية، ووسائل النقل والمواصلات، وغيرها من أماكن الاختلاط.
ورفض المركز قيام بعض الناس في -تساهل واستخفاف بهذه الإجراءات الوقائية، واللجوء إلىٰ سلوكيات مُشينة تزيد انتشار الوباء، ولا تلحق الضرر به فحسب؛ بل تضر المجتمع كله- ومنهاإعارة القناع الطبي «الكمامة»، واستعارته أمام المصالح والهيئات التي تشترط ارتداءه لإتمام خدماتها وتعاملاتها فيما يُعرف بـ «الكمامة الدَّوَّارة تأجير الأقنعة الطبية «الكمامات» بعد استعمالها بمقابل أو إعطاؤها للغير دون مقابل أو تجميع الأقنعة الطبية «الكمامات» المُستخدَمة، وبيعها مرة أخرىٰ.
واعتبر المركز في منشوره هذا النهج سلوكيات محرمة شرعًا مرفوضة عُرفًا؛ لما يترتب عليها من الضّرر والإضرار، وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللهُ عَلَيْهِ».
وأشار المركز إلي أن هذه السلوكيات المحرمة -علاوة علىٰ ما بها من ضرر- من غشٍّ، وتدليس، وأكلٍ لأموال الناس بالباطل، وهي جرائم وآثام قال فيها الحقُّ سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} النساء:29، وقال ﷺ: «مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي» أخرجه مسلم.