اللحظات الاولى في الجنة كم ستكون مبهرة وخاطفة للأبصار إلى أبعد الحدود ، تسر العين وتسعد الروح سعادة لا وصف لها ، هي لحظات اشتاقت لها نفوس المؤمنين المتقين من كل الأمم وفي مقدمتها أمة خاتم النبيين والمرسلين خير أمة أخرجت للناس.
اللحظات الأولى للمؤمنين في الجنة لم يرد لها وصف مفصل ومحدد في القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية.. ولكن جاء فيها وصف عام لصور النعيم في الجنة وليس اللحظات الأولى بالتحديد.. ولكن تعالوا نتخيل معاً تلك اللحظات الرائعة في جنة الرحمن:
حين نرى الأنهار والقصور و الثمار والخيام والذهب واللؤلؤ والحرير
حين نلتقي بأحبة ماتوا منذ زمن وغابوا عن أعيننا
حين يلتقي الابن البار بأمّه، والشيخ الفان بابنته
والوالدان بابنهما الذي مات صغيرا وودع لهما الحياة
حين نرى المريض شُفي، و المهموم سُعد، والشيخ عاد شاباً، والعجوز رجعت فاتنة، حين نلتقي بالأنبياء ونسلم على الصحابة ونتعرف على علماء الامة ونشاهد مجاهديها ونرى شهداءها و نبصر الملائكة بأعيننا رأي العين
ويقال لنا هذا ابو بكر الصديق رضي الله عنه، والقادم هناك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والجالس تحت الشجرة هو سيف الله المسلول خالد ابن الوليد رضي الله عنه.
ونسمع صوتا عذبا فيهلل الجميع.. هذا نبي الله داود عليه السلام و يتبعه صوت فيقال بلال رضي الله عنه يؤذن اذن سنري النبي صلى الله عليه وسلم الان!
حين نرى أصحاب الأخدود وأهل الكهف وأصحاب السفينة ومؤمن آل فرعون ومؤمن أصحاب القرية ويقبل ذو القرنين ويروي لنا أبو هريرة ويفسر لنا ابن عباس ويقرأ علينا ابن مسعود..
حين نرى الله كرؤية البدر ليس بيننا و بينه حجاب
كيف ستكون أول لحظة وأول ليلة وأول صباح في الجنة وقد انتهى العمل والتكليف وفرغ الناس من الحساب و اختفت الهالات السوداء و غادرنا عالم النفاق و الشرور والحروب والكراهية واختفاء الشيب ووهن العظم وضيق الصدر والأدوية والأجهزة والمهدئات
كيف ستكون لحظة رؤية الله سبحانه وتعالى وهو يقول: (قد رضيت عليكم فلا أسخط عليكم أبدا)
إن الجنة تستحق فعلاً، فاللهم انا نسالك الجنة
(الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله هي الجنة).
اقرأ أيضا:
بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟اقرأ أيضا:
رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟