أخبار

وصفة رائعة لإزالة أثر السحر باستعمال ورق السدر.. تعرف عليها

من هو النبي الذي أضاعه قومه؟

أصحاب القرية .. جاءتهم ثلاثة رسل وأصروا على الكفر وهذه كانت نهايتهم

هل الملائكة تلعن من يتأخر في الاغتسال من الجنابة؟ (المفتي يجيب)

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟

تعلم من النبي كيف تكون حاسمًا ومتى تكون لينًا سهلاً؟

أفضل ما ورد في الدعاء للميت خلال صلاة الجنازة عليه

بكاء الميت في المنام؟!

أسماء الله الحسنى.. كنوز من الفضائل من أعظمها دخول الجنة وإجابة الدعاء وتفريج الكروب

أستغفر ولا أقلع عن المعصية.. هل هناك دعاء يساعدني على التوبة؟

سيد التابعين أمره عجيب .. بشر به الرسول ..والصحابة والمبشرون بالجنة يطلبون منه الاستغفار لهم

بقلم | خالد يونس | السبت 06 يونيو 2020 - 10:09 م

التابعون هم الصالحون الذين لم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتيه، ولكنهم رأوا الصحابة رضوا الله عليهم وعايشوهم، وقد بلغ بعض هؤلاء التابعين مراتب عظيمة  في الفقه والعبادة والزهد فكانوا أئمة للهداية والصلاح.

ومن هؤلاء التابعين أويس بن عامر القَرَنيّ – بفتح القاف والراء وتشديد الياء-،  الذي لقب بسيد التابعين، وهو أحد الزهاد الثمانية الذين تركوا الدنيا، ملذات الدنيا، فحفظهم الله وآتهم من فضله ورضوانه، هو من الذين قال الله فيهم: “والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا”. ولد في اليمن، بلدة قرن، من قبيلة عربية تسمى مراد، ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يلتقي به، ولو أنه نظر إليه نظره لَعُدَ من الصحابة، لكنه من لم يلقاه بعين البصيرة كما أسلفنا ولكن إلتقاه الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالروح، فصار من التابعين.

وصف الرسول لأويس القرني


بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه، قال لهم: “إن خير التابعين رجل يقال له أويس، له والدة، وكان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدرهم، ثم استغفر الرسول -صلى الله عله وسلم- لإويس، ثم أكمل حديثه وقال: يا أبا هريرة إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء، الشعث رُؤوسهم المغبرة وجوههم (المغبرة وجوههم أي من كترة السجود ) ، الخَمصة بطونهم إلا من كسب الحلال (الخمصة بطونهم أي لا يأكلون إلا القليل) ، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يُؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يُدعوا، وإن طلعوا لم يُفرح لطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يُشهدوا.
 قالوا يا رسول الله: كيف لنا برجل منهم ؟! (أي ليس موجود بيينا مثله)فقال صلى الله عليه وسلم: ذاك أويس القرني.
 قالوا يا رسول الله: وما أويس القرني؟
 قال -عليه الصلاة والسلام- : أشهل ذا صهوة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، أسمر شديد السمار، ضارب بذقنه إلى صدره، رامي بذقنه إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلوا القرآن يبكي على نفسه، متزر بإزار صوف و رداء صوف، مجهول من أهل الأرض معروف من أهل السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه، ألا وتحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء -أي برص-، ألا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد أدخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع، فيشفع الله -عز وجل- من مثل عدد ربيعة وَمُضَر -أكبر قبيلتين في العرب- ثم التفت وقال: يا عمر ويا علي، إذا لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما يغفر الله تعالى لكما.!

ذاك أويس الذي يطلب منه أصحاب رسول الله وخيرة خلق الله أن يستغفر لهم، علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه- الذي يطول الحديث عنه، وعمر الذين قال عنه الرسول – صلى الله عليه وسلم- لو كان بعدي نبي لكان عمر، بحسب "تبيان".

فاروق الأمة وأويس


بعد عدة سنوات وبعد أن انقطع الوحي عن أهل الأرض بانتقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، وأظلمت الدنيا برحيله، خلفه من بعده “أبي بكر الصديق” – رضي الله عنه-، وبعد وفاته – رضي الله عنه-، خلف من بعده أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” – رضي الله عنه-. وفي خلافته، كان كلما جاءه وفد من اليمن يسألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ وفي ذاكرته حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتمر الأيام والسنين ومازال صاحب رسول الله يبحث عن أويس بين وفود المسافرين الوافدين من اليمن لينفذ وصية حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءه وفد من اليمن بيوم من الأيام، فسأل كعادته: أفيكم أويس بن عامر؟ قالوا نعم، فترك سيدنا عمر المسجد وذهب يبحث عنه، فوجده ينظف الرواحل ويطعم الرواحل أي المسافرين.
 فقال له: ما اسمك؟
 قال: عبد الله.
 قال -رضي الله عنه-: كلنا عبيد لله، ما اسمك الذي سمتك به أمك؟
 قال: أويس.
 قال: أويس بن عامر؟
 قال: نعم.
 قال: من مراد ثم من قرن؟
 قال: نعم.
 قال: فكان بك برص فَبَرَأك الله منه إلا موضع درهم.
 قال: نعم.
 قال: ألك والدة؟
 قال: نعم.
 قال له أمير المؤمنين: سمعت رسول الله يقول يأتي عليكم “أويس ابن عامر” مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص ثم برأ منه إلا موضع درهم، له والده هو بَرٌ بها لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي يا أويس، فاستغفر له.
 وفي رواية أن علي وعمر – رضي الله عنهم- عندما سمعا بخبر وجوده في المدينة خرجا إليه وسألاه عن اسمه، وطلبا أن يدعوَ لهما فدعا للمسلمين، قالوا: خصنا بالدعاء والاستغفار، قال: ما خصصت أحد في حياتي.
 أصحاب رسول الله وخلفائه والمبشرون بالجنة يطلبون من تابعي أن يستغفر لهم، وكل هذه السنين يبحث عمر -رضي الله عنه- عن أويس القرني فقط ليعمل بما أوصاه به النبي صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا:

"العظماء الخمسة".. قرّاء أبدعوا في تلاوة القرآن وأعجزوا مَن بَعدَهُم

أويس يبكي أمير المؤمنين


بعد أن فرح أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب” – رضي الله عنه- بلقاء أويس بعد كل هذه السنين، أراد أن يبقيه بجانبه ويأنس بصحبته، خاطبه وسأله عمن ترك من أهله في اليمن، فقال له: أمي، ثم سأله إلى أين تريد؟ قال: أريد الكوفة. قال: ألا أكتب لك إلى عاملها -واليها-. قال: أكون في غبرات الناس أحب إليّ -أراد أن يبقى مع بقايا الناس وليس المشهورين المتقدمين.


 ثم طمع أمير المؤمنين في أن يستغفر له مرة أخرى، فألح عليه وقال له استغفر لي، قال سيدنا أويس: أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال له سيدنا عمر – رضي الله عنه-: استحلفك بالله أن تستغفر لي؟ قال أويس: اللهم اغفر لعمر أمير المؤمنين. فأمن أمير المؤمنين على دعائه وقال له: من اليوم أنت أخي لا تفارقني، لكن أويس رفض ذلك، ورغب في الرحيل ترك الشهرة وأراد أن يبقى مجهولاً في الأرض، فلما رأى منه ذلك أمير المؤمنين طلب منه أن ينتظره ليأتي إليه بنفقة وكسوة وقال له: هذا موعد بيني وبينك لا تخالفه، طلب منه ألا يرحل حتى يأتي له بذلك، لكن أويس قال له: لا ميعاد بيني وبينك لا تراني بعد اليوم ولا أراك، ثم قال: ما اصنع بالنفقة وماذا أصنع بالكسوة، إكتفى بردائه الصوف ونعاله وبعض دراهم أجرة عمله.

ذلك أويس يزهد في الدنيا ولا يريد منها شيء، كان يستطيع أن يصبح واليا ويملك من الدنيا ما يملك لكنه زهد وترك كل ذلك ما أراد شيئاً من الدنيا، باع الدنيا لأجل رضى ربه، لأجل شراء الجنة. ثم قال أويس: يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كئودا -أي أن الطريق للآخرة صعبة للوصول- لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول -أي لا يصلها أحد نظيفاً خالياً صافياً إلا الضامر الضعيف المخف المهزول الذي لا يحمل شيئا ليس له ولا عليه- فأخف يا عمر!
 وما إن سمع عمر كلامه الذي يتفطر منه القلب، فرمى ما بيده ونادى بأعلى صوته: ألا ليت أم عمر لم تلده، يا ليتها كانت عاقراً لم تعالج حملها، ألا من يأخذ الدنيا بما فيها ولها. فلما رآه أويس على هذا الحال هدأ من روعه وقال: يرحمك الله يا أمير المؤمنين خذ أنت ها هنا حتى آخذ أنا من ها هنا.


 على كل ما فيه عمر رضي الله عنه من زهد أيوجد من أزهد منه؟ إنها نظرة النبي – عليه الصلاة والسلام- الثاقبة لإدراكه لمخاطبة عمر لأويس والاستفادة منه بالرغم من مكانة عمر -رضي الله عنه- وقيمته أفضل من سيد التابعين أويس، إلا أن في ذلك عبرة لعدم وجود مانع أن يأخذ الأفضل من المفضول، أن يأخذ الأحسن من الحسن.. دروس من العلم دروس في الزهد.

اقرأ أيضا:

رأت زوجها في المنام بأبشع صورة.. فجاءتها البشرى من النبي

اقرأ أيضا:

"مداراة الناس نصف العقل".. ماذا فعل الفاروق عمر عند دخول قاتل شقيقه عليه؟

الكلمات المفتاحية

سيد التابعين أويس بن عامر القَرَنيّ عمر بن الخطاب المبشرون بالجنة الزهد العلم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled التابعون هم الصالحون الذين لم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتيه، ولكنهم رأوا الصحابة رضوا الله عليهم وعايشوهم، وقد بلغ بعض هؤلاء التابعين مر