أخبار

هل فكرت يومًا أن تكون في هذه السعادة أمام جميع الخلائق؟!

من أراد راحة البال وطمأنينة القلب فليتعامل مع الله بهذه الطريقة الرائعة

مستوى أهلي المرتفع ماديًا يجعل العرسان يهربون.. ما العمل؟

أفضل ما تدعو به ليرزقك الله توبة نصوحًا

ثق واطمئن..الله يزرقنا ما نحتاج ولا يعطينا ما نتمنى

النبي أخبر ابن عباس بذهاب بصره قبل موته.. لن تتخيل السبب؟!

"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين".. إذ اشتد الكرب هان.. ومع الضيق يأتي الفرج (الشعراوي)

يقولون المرأة وراء كل مصيبة ويستدلون بأن حواء هي التى أغوت آدم.. فما الصواب؟

٣ وصفات مجربة لإزالة الهم والغم والحزن وتفريج الكروب.. يكشفها عمرو خالد

عبيدة بن الحارث.. ماذا تعرف عن أول شهداء بدر؟

غزوة حنين ..وقعت في شوال فكانت درس عدم الاغترار بالقوة واليقين في نصر الله

بقلم | خالد يونس | الثلاثاء 16 ابريل 2024 - 08:37 ص

من أهم الأحداث في السيرة النبوية التي وقعت  في شهر شوال غزوة حنين، التي خلد القرآن الكريم ذكرها في قول الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾.


 وكانت تلك الغزوة درسًا عظيمًا للمسلمين لكي يستقر في يقينهم أن النصر من عند الله وليس بكثرة العدد والعتاد، وأن الله ينصر الحق على الباطل ما دامت الفئة المؤمنة ثابتة مرابطة مستعينة بالله عز وجل مهما كان وضعها في ميزان القوى العسكرية.


بداية أحداث غزوة حنين 


ما إن فتح الله على يد رسوله الكريم محمد ( صلَّى الله عليه و سلم ) مكة ، و هو بعدُ لم يمكُث فيها إلا خمسة عشر يوماً حتى بلغه أن قبيلة هوازن  و ثقيف قد جمعت بحُنين جمعاً كثيراً و رئيسهم مالك بن عوف النصري يريدون مقاتلة المسلمين ، فعزم النبي ( صلَّى الله عليه وسلم ) على الخروج إليهم ، فخرج إليهم في يوم الأحد  النصف من شهر شوال  عام الفتح أي العام الثامن بعد الهجرة .

أما سبب تسمية هذه الغزوة بغزوة حنين فيعود إلى أن الكثير من الغزوات و الحروب سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب ، و منها هذه الغزوة ، و حنين وادٍ إلى جنب ذي المجاز ، كما ذكره الطبري  دارت عليها رحى الحرب في هذه الغزوة .

استعدّ النبي ( صلَّى الله عليه وسلم ) لهذه الغزوة ، فأخذ من صفوان بن أمية مائة درع ، و قال عارية مضمونة ، و خرج في جيش عظيم قوامه اثنا عشر ألفاً ، عشرة آلاف من أصحابه الذين فتح بهم مكة ، و ألفان من أهل مكة ممن أسلم طوعاً أو كرهاً .

أما بعض المسلمين فقد أخذه العُجب لماّ رأى هذا الجيش العظيم ، فأعجبت المسلمين كثرتهم ، و قال بعضهم : ما نؤتي من قلة ، فكَرِه رسول الله ( صلَّى الله عليه ووسلم) ذلك من قولهم  ، و إلى هذا يُشير الله عَزَّ و جَلَّ في قوله : ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴾  .

كمين قبيلة هوازن


كانت هوازن قد كَمِنت في الوادي و استقرت فيه قبل طلوع الفجر ، و استعدت بما لديها من القوة و العتاد لمفاجأة المسلمين و مواجهتهم على حين غفلة و من حيث لا يتوقعون .

أما النبي فقد ركب بغلته البيضاء التي يقال لها دلدل  و استعد لقتال المشركين ، و انحدر المسلمون نحو وادي حنين ، فخرجت هوازن و ثقيف من مخابئها وأحاطوا بالمسلمين دفعة واحدة و هم يرمونهم بالسهام ويرشقونهم بالحجارة و يحملون عليهم من جميع الجهات ، فكان يوماً عظيم الخطب ، و تفرق المسلمون عن رسول الله ( صلَّى الله عليه وسلم ) ، فلم يبق مع الرسول إلا نفر من المهاجرين و الأنصار و أهل بيته  ، حتى بقي في عشرة من بني هاشم ، و قيل تسعة ، منهم علي بن أبي طالب ، و العباس بن عبد المطلب  .

فرار وبوادر هزيمة 


و أبدى بعض قريش ـ رغم كونهم في جيش المسلمين ـ ما كان في نفسه ، فقال أبو سفيان : لا تنتهي والله هزيمتهم دون البحر ، و قال كلدة بن حنبل : اليوم بطل السحر ، و قال شيبة بن عثمان : اليوم أقتل محمداً ، و قصد النبيَ ليقتله ، فأخذ النبي ( صلَّى الله عليه وسلم ) الحربة منه فأشعرها فؤاده  .

و فرّ المسلمون و ظهرت بوادر الهزيمة ، إلا أن الرسول ( صلَّى الله عليه وسلم ) قال للعباس : صِح يا للأنصار ، و صِح يا أهل بيعة الرضوان ، و صِح يا أصحاب سورة البقرة ، يا أصحاب السمرة .

و كان النبي ( صلَّى الله عليه و سلم ) ينادي : " أين ! أيها الناس هلمّ إليّ أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله "  .

و كان ( صلَّى الله عليه وسلم ) ينادي المسلمين و يقول : " يا أنصار الله و أنصار رسوله ، أنا عبد الله و رسوله ".."انا النبي لا كذب ..أنا النبي بن عبد المطلب" .

و هكذا تمكّن الرسول ( صلَّى الله عليه وسلم ) من بثّ روح الجهاد في نفوس المسلمين من جديد ، و قد كان أصابهم الخوف و الذعر و أوشكوا على الفرار الكامل و تسجيل الهزيمة النكراء ، فاجتمع المسلمون ثانية و هجموا هجمة واحدة على المشركين ، ومضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى صاحب راية هوازن فقتله ، و بعد مقتله كانت الهزيمة للمشركين .

و هكذا كتب الله النصر لرسوله الكريم و نصرهم بجنود من الملائكة ، و إلى هذا النصر يشير القرآن الكريم : ﴿ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ﴾  .

اقرأ أيضا:

أمثلة النبوة.. كيف شبّه النبي الدنيا بنبات الربيع؟

مقتل إمام من أئمة الكفر


قتل من هوازن في ذلك اليوم خلق عظيم ، و قتل دريد بن الصمة فأعظم الناس ذلك ، فقال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " إلى النار و بئس المصير ، إمام من أئمة الكفر ، إن لم يُعِنْ بيده فإنه أعان برأيه " .

و استشهد في ذلك اليوم من المسلمين أربعة 10 نفر هم :

1. أيمن بن عبيد 11 ، من بني هاشم .

2. يزيد بن زمعة بن الأسود ، من بني أسد .

3. سراقة بن الحارث بن عدي ، من الأنصار .

4. أبو عامر الأشعري ، من الأشعريين .

و سبى المسلمون من المشركين في ذلك اليوم سبايا كثيرة ، بلغت عدّتهم ألف فارس ، و بلغت الغنائم أثنى عشر ألف ناقة سوى الأسلاب .

ثم جمعت إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه وسلم ) سبايا حنين و أموالها ، و كان على المغانم مسعود بن عمرو القاري ، فأمر النبي ( صلَّى الله عليه وسلم) بالسبايا و الأموال إلى الجعرانة فحُبست بها 12 ، ثم توجّه ( صلَّى الله عليه و سلم ) إلى الطائف .

و بعدما رجع النبي ( صلَّى الله عليه وسلم ) من غزوة الطائف ، نزل بالجعرانة فقَدِمت عليه وفود هوازن و قد أسلموا ، ثم أعتنق أبناؤهم و نساؤهم الإسلام كلهم  .

ثم أهلّ النبي ( صلَّى الله عليه وسلم) بالعمرة من الجُعرانة ، و ذلك في ذي القعدة .

اقرأ أيضا:

الصحابي أبو الدرداء الأنصاري ..هكذا وعد الله رسوله بأن يسلم ولهذا لقب بحكيم الأمة

اقرأ أيضا:

ضحكت السيدة عائشة من دعاء النبي.. فزفّ لها بشرى عظيمة للأمة


الكلمات المفتاحية

غزوة حنين شهر شوال عام 8 هجرية عدم الغرور النصر من عند الله

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من أهم الأحداث في السيرة النبوية التي وقعت في شهر شوال غزوة حنين، التي خلد القرآن الكريم ذكرها في قول الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَ