هذا مقدارالفدية عن يوم الصيام ولهذه الحكمة شرعت

بقلم | علي الكومي | الخميس 30 ابريل 2020 - 05:57 م

السؤال :ما مقدارفدية الصيام عن اليوم ؟

الجواب :

لجنة الفتوي بمجمع البحوث الإسلامية ردت علي هذا السؤال بالقول : إن من رحمة الله بعباده المؤمنين في الصيام أنه لم يفرضه على كل المكلفين ؛ بل فرضه على الصحيح المقيم القادر عليه؛ والذي لا تلحقه به مشقة غير محتملة , ومن ثم أسقطه الله عن المريض والمسافر والشيخ الهرم صاحب السن المتقدم في العمر ، كما أعفى الشرع الحكيم الحامل والمرضع إن تضررتا أو تضرر الجنين والطفل بسبب صوم الأم.
اللجنةاستدلت خلال الفتوي المنشورة علي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " بقوله تعالي :: " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ " وقال الحكيم الخبير : "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"

الفدية تجب علي المريض مرضا مزمنا

وأشارت اللجنة إلي أن المريض الذي يرجى برؤه والمسافر ومثلهما المرضع والحامل ويلحق بهمكل من كان عذره مؤقتا لا يجب عليه إلا القضاء فقط .
فتوي مجمع البحوث الإسلامية أشارت كذلك إلي أن أصحاب الأعذار الدائمة غير المنقطعة لا في رمضان ولا غيره ؛ مثل الشيخ الكبير الذي أعجزه كبر عمره عن الصوم، وأصحاب الأمراض المزمنة الميئوس من شفائها؛ فهؤلاء يفطرون وليس عليهم إلا الفدية .
خلصت اللجنةفي نهاية الفتوي إلي القول : إن مقدار ها عن اليوم الواحد ما تتكلفه وجبتا الإفطاروالسحور بحسب المعتاد في كل بلد
يأتي هذا في الوقت الذي قالت لجنة الفتوى إن زكاة الفطر قد نصت عليها وعلى مقدراها السنةالنبوية المطهرة كما في الصحيحين وغيرهما فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْصَاعًا مِنْ شَعِيرٍ على كل ذكَر وأنثىصغيرًا وكبيرًا مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ» " صحيح البخاري.

صاع من أرز أو 15جنيها

اللجنة تابعت في بيان لها أن مقدار زكاة الفطر يكون منغالب قوت أهل البلد لما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ»، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ:«وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ... وَالتَّمْرُ» صحيح البخاري، ولفظ(كان) يدل على أن إخراج زكاة الفطر في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد كانمن غالب قوت أهل البلد.
وبيّنت اللجنة أنه بالاتفاق مع دار الإفتاء المصرية، وبناءً على ما سبق من نصوص يكون غالب قوت أهل مصر الأرز، والقمح، وهو ما عليه الفتوى، ولا يجزئ عن الفرد إخراج أقل من صاع، وتقدير الصاع من القمح والأرز، كالآتي: تقدير الصاع بالكيلو (تقريبا) الدقيق2 كيلو وتقدر هذه القيمة بنحو 15 جنيهًا كحد أدنى للبدل النقدي، أما الأرز 2.25كيلو وتقدر هذه القيمة بنحو 20 جنيها تقريبًا،

اللجنةأشارت إلي أنه ويُندب للقادر إخراج أكثر من هذه القيمة، فمن زاد فهو خير له، كماأنه يجوز إخراجها من أول يوم في رمضان وحتى قُبيل صلاة عيد الفطر المبارك، و من أخرجها بعد صلاة العيد فهي صدقة تطوع.
اللجنة مضت في تفصيل الأمر قائلة : أنه لما كانت الأصناف التي تُخرَج منها زكاة الفطر متفاوتةالقيمة في زمن التشريع، وفي زماننا، وفي كل الأزمنة، جاز للمكلف أن يخرجها من أقوات الناس وطعامهم سواء في ذلك أخرجها من أدنى الأصناف كالقمح، أم من أعلاها حسب قدرته المالية، وسخاء نفسه، وما يرجوه من ثواب الله، قال تعالى {وَمَا تُقَدِّمُوالِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَأَجْرًا}، ومن هنا فالحد الأدنى لزكاة الفطر هذا العام 15 جنيهًا.

القيمة نقدا سؤال كل عام

أما فيما يتعلق بجواز إخراج القيمة نقدًا وهو السؤال الذيي ثار في كل عام، قالت اللجنة إنه يجوز دفع القيمة في زكاة الفطر، وإليه ذهب الحنفية وبه قال معاوية رضي الله عنه، وعمر بن عبد العزيز والحسن البصري، بل هوأولى ليتيسر للفقير أن يشتري ما يقضي حاجته في يوم العيد؛ لأنه قد لا يكون محتاجاإلى الحبوب بل هو محتاج إلى ملابس أولحم أو غير ذلك.
اللجنة رغم تشديدها علي أن الأولي شرعا اتباع السنة النبوية في إخراجها من قوت الناس وطعامهم الإ أنها أجازت إمكانية إخراجها نقد في ظل اختلاف حاجة الفقراءوالمحتاجين لاسيماإذ كانت الأوضاع كما نراه حاليا من انتشارجائحة كورونا وتعطل مصالح قطاعات واسعة بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي المفروضةعالميا .