أخبار

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

5طاعات اغتنمها لتكون من أحباب رسول الله وتفوق في الأجر صحابة النبي .. داوم عليها لتفوز بالجائزة الكبري

فطائر بحشوة البيض لوجبة سحور شهية غير تقليدية

نفحات العشرة الأواخر.. كيف تكون من أهلها وتتعرض لها؟

معجزات الأنبياء..لها دلالات تصلح المجتمعات.. تعرف عليها

بقلم | superadmin | الخميس 30 يناير 2020 - 08:15 م

يونس عليه السلام

لم تكن معجزات الأنبياء دروسا لوقتهم فقط وإن كان الأساس أنها جاءت لإثبات صدق الرسول فإنها أيضا تحتوي على عدد من المعاني التي تصلح لإصلاح حاضرنا ومستقبلنا.

فلقد صدرت معجزات خارقات لقانون العادة والعرف السائد من الأنبياء عليهم السلام، تعجب منها العقل البشري، بحكم المألوف المعروف لديه، ولكنها أحوال استثنائية، خالدة على ممر الزمان، بتقدير الله تعالى وتدبيره، وإجرائه إياها على أيدي الأنبياء، لتكون معجزة مصدقة لدعوتهم، وادعائهم النبوة.

معجزة يونس عليه السلام


وتعدّ مأساة ذي النون يونس عليه السلام من أغرب المعجزات حيث ابتلعه الحوت، لعدم استئذان ربه في هجر قومه وتركهم، ولكن الله حماه من أن تهضمه معدة الحوت الضخم، فقذفه على الشاطئ، بعد أن سبح في بطن الحوت وأقر بخطئه، وأعاده الله إلى قومه الذين ألهمهم الله الإيمان، ليكون النبي وغيره على جانب عظيم من التأدب، أمام جلال الله وعظمته، وتفويض الأمر له وحده، قال الله تعالى واصفا حدث يونس عليه السلام الغريب: قال تعالى:" وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ"(الأنبياء: 88)


صاحب الحوت


ذو النون، أي ذو الحوت، وصاحبه يونس بن متّى عليه السلام، التقمه الحوت على الحالة المعروفة، وهو نبي من أهل نينوى، وهو الذي قال فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم- فيما أخرجه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه-: «من قال: أنا خير من يونس بن متّى، فقد كذب» . وفي حديث آخر لدى البخاري ومسلم وأبي داود وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما: «لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى». ومعنى الآيات: واذكر أيها الرسول محمد قصة يونس بن متى ذي النون: أي صاحب الحوت، حين بعثه الله إلى أهل قرية نينوى بأرض الموصل، فدعاهم إلى الله تعالى وإلى توحيده وطاعته، فأبوا، وعاندوه، وتمادوا في كفرهم، فخرج من بينهم غضبان، وتوعدهم بالعذاب بعد ثلاث ليال.فلما تحقق القوم منه ذلك، وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء، وتضرعوا إلى الله عز وجل، فرفع الله عنهم العذاب، كما جاء في آية أخرى:" فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ " [يونس: 98].

وأما يونس عليه السلام، فإنه ذهب، وركب في سفينة، فاضطربت بهم، وخافوا الغرق، فأجروا قرعة بينهم لتخفيف الحمولة، فوقعت القرعة على يونس، في المرات الثلاث، كما قال تعالى:" فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ" [الصافات: 141] . فألقوا يونس في البحر، فالتقمه على الفور حوت كبير. لقد ذهب يونس تاركا قومه، وظانا أن لن يضيّق الله عليه في بطن الحوت، وأن لن يقضي الله عليه بالعقوبة، فنادى من خلال الظلمات الثلاث الكثيفة: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل: «لا إِلهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحانَكَ، إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» أي تنزيها لك يا رب، أنزهك عن كل نقص وعيب، أنت الإله وحدك لا شريك لك، تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، إني كنت من الظالمين نفسي، بالخروج دون إذن منك. وهذا تصرف يعدّ خلاف الأولى من الأنبياء. فأجاب الله دعاءه الذي أظهر به الندم والتوبة، ونجاه الله وأخرجه من بطن الحوت وتلك الظلمات، وكما أنجاه الله من الكرب والشدة المطبقة، ينجّي الله أيضا كل المؤمنين الصادقين إذا استغاثوا بربهم، وطلبوا إنزال الرحمة الإلهية عليهم.روى البيهقي وغيره عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «دعوة ذي النون في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين) لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط، إلا استجاب له».

الحق أن العبد إذا صدق في مناجاة ربه بخشوع وخضوع، وأدب وإخلاص، صدق الله معه، ونجاه من الكروب العظام في الدنيا والآخرة، وكذلك يتبين لنا فضيلة دعوة ذي النون:{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. إذ ورد أنه ما دعا بها مؤمن إلا استجيب له، وقوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} يقوي هذا الخبر.

الشعراوي يرد على شبهة بقاء يونس في بطن الحوت


وقد رد العلامة الراحل، الشيخ محمد متولي الشعراوي على شبهة في قصة يونس عليها السلام، في تفسير لقوله تعالى: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87] إذ يقول إن البعض ينظر في الآية نظرةً سطحية، فيقولون: كيف يظن يونس أن الله لن يقدر عليه؟ وهذا الفَهْم ناشئ عن جَهْل باستعمالات اللغة، فليس المعنى هنا من القدرة على الشيء والسيطرة، ولو استوعبتَ هذه المادة في القرآن قَدَرَ لوجدت لها معنى آخر، كما في قوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَا آتَاهُ الله} [الطلاق: 7] معنى قُدِر عليه رزقه يعني: ضُيِّق عليه.
ومنها قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الإسراء: 30] وقوله سبحانه تعالى: {فَأَمَا الإنسان إِذَا مَا ابتلاه رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ ربي أَكْرَمَنِ وَأَمَا إِذَا مَا ابتلاه فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ ربي أَهَانَنِ} [الفجر: 15- 16].
إذن: فقوله: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87] أي: أن يونس لما خرج من بلده مُغاضبًا لقومه ظنَّ أن الله لن يُضيِّق عليه، بل سيُوسِّع عليه ويُبدله مكانًا أفضل منها، بدليل أنه قال بعدها {فنادى فِي الظلمات أَن لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين} [الأنبياء: 87] يريد منه سبحانه تنفيس كربته، وتنفيس الكربة لا يكون إلا بصفة القدرة له.
فكيف يستقيم المعنى لو قلنا: لن يقدر عليه بمعنى: أن الله لا يقدر على يونس؟ إذن: المعنى: لن يُضيِّق عليه؛ لأنه يعلم أنه رسول من الله، وأن ربه لن يُسلْمه، ولن يخذله، ولن يتركه في هذا الكرب.
وقد وُجدَتْ شبهة في قصة يونس- عليه السلام- في قوله تعالى: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات: 143- 144].
فكيف يلبث في بطن الحوت إلى يوم يُبعثون، مع أن يونس سيموت، وسيأتي أجَل الحوت ويموت هو أيضًا، أم أن الحوت سيظل إلى يوم القيامة يحمل يونس في بطنه؟
وفات هؤلاء نظرية الاحتواء في المزيجات، كما لو أذبتَ قالبًا من السكر في كوب ماء، فسوف تحتوي جزئيات الماء جزئيات السكر، والأكثر يحتوي الأقل، فقالب السكر لا يحتوي الماء، إنما الماء يحتوي السكر.
فلو مات الحوت، ومات في بطنه يونس- عليه السلام- وتفاعلت ذراتهما وتداخلتْ، فقد احتوى الحوتُ يونسَ إلى أن تقوم الساعة، وعلى هذا يظل المعنى صحيحًا، فهو في بطنه رغم تناثر ذراتهما. {فاستجبنا لَهُ}.
استجاب الله نداء يونس- عليه السلام- ونجَّاه من الكرب {وكذلك نُنجِي المؤمنين} [الأنبياء: 88] إذن: فهذه ليست خاصة بيونس، بل بكل مؤمن يدعو الله بهذا الدعاء {وكذلك} [الأنبياء: 88] أي: مثل هذا الإنجاء نُنْجي المؤمنين الذين يفزعون إلى الله بهذه الكلمة: {لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين} [الأنبياء: 87] فيُذهِب الله غَمَّه، ويُفرِّج كَرْبه.

بشرى النبي صلى الله عليه وسلم لـ "عداس"


لما جاء الرسول الله صلى الله عليه وسلّم من الطائف حزيناً لما لقيه من أذى منهم و قد ضربوه بالحجارة وجرحوه، عاد رسول الله الى مكة حزيناً منكسِر البال فأبى الله عز و جلّ .. إلّا أن يفتح له نصراً لم يعهده من قبل، وأن يرفع معنوياته بإسلام شخصٍ من أُمّةٍ أخرى و هو "عدّاس" رضي الله عنه.
جلس رسول الله تحتَ الظلِّ متألماً حزيناً مِمّا جرى له فلما رآه ابنا ربيعة ، "عُتْبة و شَيْبة" ، وما لقي ، تحركت له رَحِمُهما، ، فدعوا غلاماً لهما نصرانياً ، يقال له عدّاس ، فقالا له : خذ قطفاً ( من هذا ) العنب ، فضعه في هذا الطبق ، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ، فقل له يأكل منه . ففعل عداس ، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال له : كل ، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يَدَه ، قال : باسم الله ، ثم أَكَل ، فنظر عداس في وجهه، ثم قال : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد.
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس ، وما دينك ؟
قال : نصراني ، وأنا رجل من أهل نينوى.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن متى.. فقال له عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ ( قالها مستنكراً ... وما يُدريك ما يونس بن متى ؟.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أخي ، كان نبياً وأنا نبي.
فأكبَّ عدّاس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبّل رأسه ويديه وقدميه، ولما جاء عداس إلى عتبة وشيبة، قالا له : ويلك يا عداس مَاَلك تقبّل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟.. قال : يا سيدي ما في الأرض شيءٌ خيرٌ من هذا ، لقد أخبرني بأمرٍ ما يعلمه إلا نبي.




الكلمات المفتاحية

معجزة يونس عليه السلام صاحب الحوت الشعراوي يرد على شبهة بقاء يونس في بطن الحوت

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وأما يونس عليه السلام، فإنه ذهب، وركب في سفينة، فاضطربت بهم، وخافوا الغرق، فأجروا قرعة بينهم لتخفيف الحمولة، فوقعت القرعة على يونس، في المرات الثلاث، كما قال تعالى:" فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ" [الصافات: 141] . فألقوا يونس في البحر، فالتقمه على الفور حوت كبير. لقد ذهب يونس تاركا قومه، وظانا أن لن يضيّق الله عليه في بطن الحوت، وأن لن يقضي الله عليه بالعقوبة، فنادى من خلال الظلمات الثلاث الكثيفة: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل: «لا إِلهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحانَكَ، إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» أي تنزيها لك يا رب، أنزهك عن كل نقص وعيب، أنت الإله وحدك لا شريك لك، تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، إني كنت من الظالمين نفسي، بالخروج دون إذن منك. وهذا تصرف يعدّ خلاف الأولى من الأنبياء. فأجاب الله دعاءه الذي أظهر به الندم والتوبة، ونجاه الله وأخرجه من بطن الحوت وتلك الظلمات، وكما أنجاه الله من الكرب والشدة المطبقة، ينجّي الله أيضا كل المؤمنين الصادقين إذا استغاثوا بربهم، وطلبوا إنزال الرحمة الإلهية عليهم.