أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

كما تدين تدان.. ليس في الانتقام فقط بل في الخير والفضل وجبر الخاطر

بقلم | فريق التحرير | الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 02:13 م

يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: « البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت، فكما تدين تدان».

للوهلة الأولى يتصور البعض أن الحديث الشريف إنما يقصد أن الدين في الانتقام وفي الشر فقط، لكن أيضًا كما تدين تدان، حين تجبر خاطرًا ، أو تزيل همًا، أو تسعد شخصًا، سيأتي اليوم الذي يدان لك فيه جميلك.

فكما يقولون : « الدنيا دوارة»، والله عز وجل بذاته العليا جبر بخاطر نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، حينما خرج حزينا من مكة، فأنزل عليه قوله تعالى يواسيه: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

    إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

» (القصص: 85).

وإذا كان الله عز وجل يجبر الخاطر ، فكيف بنا نسينا إنسانيتنا، وتغاضينا عن جبر خواطر المحيطين بنا؟

يروي أحدهم، أنه مر يومًا على طفل صغير يبكي، فسأله عن سبب بكائه، فأخبره الطفل بأن كل أصحابه من الأطفال يلبسون حذاءً جديدا في العيد، وهو لا لأن والده لا يستطيع أن يوفر له ذلك، فذهب هذا الشاب واشترى للطفل حذاءً جديدًا، وتمر الأيام والسنوات، ويكبر الشاب، ويتعرض لمرض خطير، ولا يجد من يكفله، وإذا بطبيب شاب يخبره بأنه سيجري له العملية دون مقابل.

وهنا تذكر موقفه مع الطفل في السابق، وقال: لعلها دعوة الطفل وحققها لي ربي في هذا اليوم

    وهنا تذكر موقفه مع الطفل في السابق، وقال: لعلها دعوة الطفل وحققها لي ربي في هذا اليوم

.. نعم فالله أعاد لك دينك في أمر يخصك، لكن بطريقته، ومهما مرت السنوات، لابد أن تسترد دينك، وهذه المرة في الخير، بل في أعلى درجات الخير.

لذا عزيزي المسلم إياك أن ترد سائلاً قط، لعله يأتي اليوم ويرد الله لك جميل صنيعك، وخصوصًا في هذا الزمان تشتد حاجة الناس إلى من يواسيهم، والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم، لأن أصحاب القلوب المنكسرة أصبحوا كثيرين، نظرًا لحالة التعسف التي أصبحت منتشرة بين الناس.

فضلاً عن اللامبالاة واهتمام كلا بحاله، ومن ثم فإن أصبحنا لاشك في أمس الحاجة لمن يجبر بخاطرنا، وليكن الجميع على يقين بأنه إن جبر بخاطر أحدهم، سيجبر الله بخاطره يومًا.. فكما تدين تدان حتى في الخير والفضل وجبر الخاطر.

مثقال ذرة:

إذن لاشك الجزاء من جنس العمل، فهذا شيخًا كبيرًا ينصح ابنه المسافر، بألا يقع في أي حرام، لأن لديه أخت، فكما سيفعل في سفره، ستنال أخته أيضًا، وقال له: احفظ أختك في سفرك.. وذهب الولد وفي سفره تعرض لامرأة ما، وأراد تقبيلها فهربت منه، ولما عاد بمجرد أن دخل المنزل، إلا وأبيه يصفعه على وجهه، ويأمره بأن يروى له ما كان منه في سفره، فلما روى له إذ بالأب يفزع ويردد: «لو زدت لزاد السقا».. والقصة أن السقا حينما أتى المنزل ووجد أخته وحدها، فأراد أن يقبلها لكنه فشل، كأنه فعل مثلما فعل الابن في سفره.. لذا على الجميع أن يحذر لأن الجزاء دائمًا من جنس العمل، والله لا يظلم الإنسان مثقال ذرة.

أيضًا من خذل مسلمًا أو من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عز وجل عورته، ومن يرائي فإنما يرائى به يومًا ما، وهكذا في كل شيء، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه، قال تعالى: « مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ » (النساء: 123)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا » (الشورة: 40)، وقال تعالى: « نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ » (التوبة: 67)، وقال تعالى: « فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ » (الصف: 5)، وقال تعالى: « وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ » (النساء: 111)، وقال تعالى: « فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ » (الفتح: 10)، وقال تعالى: « وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ » (الزلزلة: 8).

معنى (كما تدين تدان):

أي كما تفعل تجازى بفعلك، وكما تفعل يفعل معك، سمى الفعل المبتدأ جزاء والجزاء هو الفعل الواقع بعده ثوابا كان أو عقابا للمشاكلة؛ كما في {وجزاء سيئة سيئة مثلها} مع أن الجزاء المماثل مأذون فيه شرعا فيكون حسنا لا سيئا. قال العلماء في ذلك: ويجوز إجراؤه على ظاهره أي كما تجازي أنت الناس على صنيعهم تجازى أنت على صنيعك..

لكن هناك بعض الأحاديث التي لا يجوز الصديق بها، ومنها، ما نسب إلى رسول الله الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته»، لأنه يؤكد وقوع الزنى في أهل الزاني، وهذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا ويفعله في بيته فربما سرى ذلك إلى أهله والعياذ بالله تعالى، ولكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا الحديث، فهو باطل، ومثله: «من زنى زني به ولو بحيطان داره».. إذن على كل إنسان أن يراجع نفسه جيدًا قبل الوقوع في أي ذنب جديد، لأن ردة الفعل يعلمها الله عز وجل، وهو لا يظلم أحدًا مثقال ذرة، وإنما يرد لكل إنسان مظلمته كما هي تمامًا.س


الكلمات المفتاحية

كما تدين تدان جبر الخواطر سنة نبوية سيرة

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: « البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا ينام، فكن كما شئت، فكما تدين تدان».