أخبار

أرتدي أحدث الموضات ولا أرغب في التقيد بالعباءة.. يصفونني بالمتمردة؟

6 علامات لسرطان الجلد تظهر في القدمين

نصائح نبوية لا تفوتك.. كيف تقضي حاجتك ومسألتك دون أن تخدش حياءك؟

الزهد.. تعرف على معناه وكيف تحققه والفرق بينه وبين الورع

تسجيل المكالمات والإسكرين شوت.. من خيانة أمانة المجلس التي نهى عنها الإسلام

نفسي أذوق حلاوة الإيمان.. هذا هو الطريق

ما العلاقة بين النوم والمشي؟.. دراسة تكشف نتائج مثيرة

يوسف عليه السلام أعطي شطر الحسن.. ما معنى هذا.. وماذا عن جمال النبي محمد؟

هل يشترك الشيطان في جماع الزوجة؟.. لا تتجاهل هذا الدعاء قبل المعاشرة

هل يشعر الميت بالأحياء ويسمع كلامهم.. تعرف على آراء العلماء في هذه المسألة

"إلا قوم يونس".. كيف كانت توبتهم؟

بقلم | فريق التحرير | الثلاثاء 15 اكتوبر 2019 - 01:09 م
كانت الأمم السابقة يبعث إليهم النبي فإن آمنوا به نجوا معه، وإن كذّبوه، حاق بهم العذاب في النهاية، لكن كان لقوم يونس حكاية أخرى.

عن ابن عباس قال: لما أيس يونس - عليه السلام - من إيمان قومه دعا ربه عليهم فقال: يا رب إن قومي أبوا إلا الكفر فأنزل عليهم نقمتك، فأوحى الله - عز وجل - إليه: إني أنزل بقومك العذاب.

 قال: فخرج عنهم يونس وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام وأخرج أهله ومع ابناه صغيران فانطلق حتى خرج عنهم فصعد جبلا ينظر إلى أهل نينوى ويترقب العذاب.

وبعث الله - عز وجل - جبريل فقال: انطلق إلى مالك خازن النار فقل له يخرج من سموم جهنم على قدر مثقال: شعيرة ثم انطلق به فأحط به أهل مدينة نينوى.

قال: فانطلق جبريل ففعل ما أمره ربه - عز وجل - وعاين قوم يونس العذاب لما هبط للوقت الذي وقت لهم يونس.

قال ابن عباس: فلما استيقنوا بالعذاب سقط في أيديهم وعلموا أن يونس قد صدقهم فطلبوه فلم يقدروا عليه فقالوا: نجتمع إلى الله ونتوب إليه، قال: فخرجوا إلى موضع يقال له: تل الرماد وتل التوبة.

وإنما سمي: تل الرماد لأنهم خرجوا جميعًا الرجال والنساء والعواتق وأخرجوا معهم أنعامهم وبهائمهم فميزوا بعض المراضع وأولادها والبهائم وأولادها وجعلوا الرماد على رؤوسهم ووضعوا الشوك من تحت أرجلهم ولبسوا المسوح والصوف ثم استجاروا بالله ورفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء فعلم الله - عز وجل - منهم الصدق.

فقالت الملائكة : يا رب رحمتك وسعت كل شيء فهؤلاء الأكابر من ولد آدم تعذبهم فما بال الأصاغر والبهائم؟ فقال الله - عز وجل - يا جبريل: ارفع عنهم العذاب فقد قبلت توبتهم يقول الله - عز وجل -: "فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين".

وقد قيل: إن العذاب لما هبط على قوم يونس فجعل يحوم على رؤوسهم مثل قطع الليل المظلم فمشى ذوو العقول منهم إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا: إنا قد نزل بنا ما ترى فعلمنا دعاء ندعو به عسى الله أن يرفع عنا العقوبة.

فقال: قولوا: يا حي حين لا حي ويا حي محيي الموتى ويا حي لا إله إلا أنت، قال: فكشف الله - عز وجل - عنهم.

وعن الحسن أن يونس - عليه السلام - بعد ما أنجاه الله من بطن الحوت رجع فمر براع من رعاة قومه وهو في برية يرعى غنما فقال يونس للراعي: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا من قوم يونس بن متى قال يونس: فما فعل يونس؟ قال: لا ندري ما حاله غير أنه كان خير الناس وأصدق الناس أخبرنا عن العذاب فجاءنا على ما قال: فتبنا إلى الله فرحمنا فنحن نطلب يونس ولا ندري أين هو ولا نسمع له بذكر.

قال يونس: هل عندك من لبن؟ قال: لا والذي أكرم يونس ما مطرت السماء ولا أعشبت الأرض منذ فارقنا يونس قال: ألا أراكم تحلفون بإله يونس؟ قال: لا نحلف بغير إله يونس من فعل في مدينتنا فحلف بغير إله يونس نزع لسانه من قفاه فقال له: يونس: متى استحدثتم هذا؟ قال: لما كشف الله عنا العذاب.

قال يونس: ائتني بنعجة قال: فأتاه بنعجة مسلوبة فمسح يده على بطنها ثم قال لها: دري بإذن الله فدرّت فاحتلبها يونس فشرب يونس والراعي.

فقال الراعي: إن كان يونس حيًا فأنت هو.

قال: أنا يونس فأت قومك فأقرئهم مني السلام قال: إن الملك قال: من أتاني فأعلمني أنه رأى يونس وجاءني ذلك ببرهان خلعت له ملكي وجعلته مكاني ولحقت بيونس فلا أستطيع أن أبلغه ذلك إلا بحجة فإني أخاف أن يقال لي: إنما قلت هذا لقول الملك وطمعت في ملكه وكذبت وليس أحد منا يكذب اليوم كذبة إلا قتلوه وأنت أعظم في أعينهم من ذلك أن أجيئهم بما يكذبوني ويقتلوني.

قال يونس: تشهد لك الشاة التي شربنا منها لبنا وهو مستند إلى صخرة فقال للصخرة: اشهدي له.

قال ابن سمعان: إن يونس قال: للراعي انطلق إلى قومك فبلغهم عني السلام وأخبرهم أنك قد رأيتني قال: فانطلق الراعي فأخبرهم فكذبوه فلما شهدت الصخرة والشاة اجتمعوا فبكوا على ذكر يونس ولم يروه.

 وقالوا للراعي: أنت خيرنا وسيدنا حين رأيت يونس فملكوه عليهم وقالوا: لا ينبغي أن يكون فينا أحد أرفع منك ولا نعصي لك أمرًا بعدما رأيت يونس رسول الله فكان ذلك آخر العهد بيونس.

قال: وملكهم الراعي أربعين سنة.


نبي الله يونس.. هكذا تعلمنا منه


لم تأت قصص الأنبياء في القرآن الكريم لمجرد الحكي، وإنما للخروج بتعاليم نستنبط منها أساليب الحياة اليومية، وبالطبع كيفية الوصول إلى عباده الله عز وجل، وأن كل الأمم بالأصل كانت مدعوة لعبادته وحده سبحانه.

 ومن أهم القصص المليئة بالعبر، قصة نبي الله يونس عليه السلام، ومنها نتعلم عدم الإركان إلى الدنيا والتحذير من تقلباتها حتى مع الأنبياء ذاتهم، فهو كان قد أرسل لقوم يدعوهم لعبادة الله وحده فلما يأس منهم قرر الخروج من بلدتهم دون أن يحصل على موافقة من العزيز الحميد، فكان أن عاقبه الله بإلقائه في بطن الحوت.

ومما نتعلم من قصة نبي الله يونس عليه السلام، أن قدر الله نافذ لا محالة، إذ أنه لما ركب في السفينة وأرادوا الخلاص من أحدهم لإلقائه في اليم ليأكله الحوت، قرراوا عمل قرعة وفي كل مرة يقع عليه الاختيار، إذ كان أهل السفينة يرفضون إلقائه لما رأوا فيه من وقار وصلاح، ولكن كأن الله عز وجل لم يأب إلا أن يكون هو من يلقى في بطن الحوت.

فلاشك أنه من أهم الدروس والعبر التي تؤخذ من قصة نبي الله يونس عليه السلام، ألا نيأس من هداية أحد، فقد كان نبي الله يونس يدعو قومه ليلا نهارا، فما آمنوا، فلما تركهم وذهب آمنوا، وهو درس للنبي ذاته بأن الله قادر على أن يهدي دون أنبياء ولكنه سبحانه جعل لكل شيء سببًا.

كما نتعلم من قصة نبي الله يونس، أن البلاء ينزله الله بأحبابه تطهراً وليس انتقاماً، فسبحان من يبتلي ليرفع حتى يلقاه عبده وما عليه من خطيئة، كما نتعلم أنه رغم نبوته إلا أن الله عز وجل ابتلاه بعد أن رحل بعيدا عن قومه دون أن يكمل رسالته في دعوتهم، رغم أنه آلمه أنهم لم يؤمنوا.

وأهم ما نتعلم من قصة نبي الله يونس عليه السلام، أننا سنسأل عن الأسباب لا عن النتائج، وهذا من رحمة الله عز وجل بنا، فسبحانه لن يسألنا لماذا لم يتبعكم الناس بل سيسأل أي دعوة قدمتموها للناس، كما تعلمنا القصة أن الدعاء يسمعه أهل السماء، فكما سمعت الملائكة نداء نبي الله إبراهيم عليه السلام وهو في النار، سمعت نبي الله يونس وهو بطن الحوت يقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، لترد الملائكة: "يا رب صوت معروف من عبد معروف"، كما تعملنا أنه في عز المصاعب لابد أن نتأكد أنه لن ينجينا من أي كرب مهما كان إلا الله سبحانه وتعالى، فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون.

كما تعلمنا قصة نبي الله يونس عليه السلام أن الإقرار بالذنب من شيم الأنبياء، بينما الغطرسة والغرور والكبِر من شيم الشياطين، فما أجمل نبي الله وهو يردد: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، كما تعلمنا القصة أن أهل التسبيح لا يطول شقاؤهم، وأهل الذكر لا تستمر كروبهم، فسبحان من إذا ذكر اسمه العظيم على صعب لان، وعلى عسير تيسر، وعلى أي مستحيل صار ممكناً.


الكلمات المفتاحية

نبي الله يونس إلا قوم يونس لما آمنوا قصص الأنبياء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كانت الأمم السابقة يبعث إليهم النبي فإن آمنوا به نجوا معه، وإن كذّبوه، حاق بهم العذاب في النهاية، لكن كان لقوم يونس حكاية أخرى.