أخبار

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

5طاعات اغتنمها لتكون من أحباب رسول الله وتفوق في الأجر صحابة النبي .. داوم عليها لتفوز بالجائزة الكبري

فطائر بحشوة البيض لوجبة سحور شهية غير تقليدية

نفحات العشرة الأواخر.. كيف تكون من أهلها وتتعرض لها؟

ما حكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ومكانه ومدته؟.. الإفتاء ترد

ما هو "الأكحل" الذي تسبب في استشهاد "سعد بن معاذ"؟

بقلم | superadmin | الخميس 18 يوليو 2019 - 03:31 م

نسمع كثيرًا أن سبب وفاة الصحابي الجليل سعد بن معاذ في غزوة الأحزاب أنه رمي بسهم في "الأكحل"، فمات بسبب هذه الإصابة، لكن ما هو الأكحل.

العرب كانت تسمي الأوردة والشرايين بمسمياتها على قدر علمهم، ولكنهم كانوا يخشون ثلاثة مواضع في اليد وهو موضع الأكحل، الذي أصيب فيه الصحابي سعد بن معاذ في يده.

والثاني النّسا وهو "عرق النسا"، وقد أصيب به الصحابي سعد بن أبي وقاص في فتح القادسية، حيث أدار المعركة منبطحًا على بطنه من شرفة القصر بسبب عرق النَّسا والدمامل التي كانت بجسده.

أما الثالث فهو " الأَبْهر"، وهو في الظهر.

وكانت العرب تسمي "الأكحل "نهر الحياة في كل عضو منه شعبة لها اسم على حدة.

قال أبو حاتم: هو عرق في اليد، وفي الفخذ النسا، وفي الظهر الأبهر.

وقد كانت وفاة سعد بن معاذ- رضي الله تعالى عنه- في ذي الحجة، بعد منصرف الأحزاب بخمس وعشرين ليلة، وكان قدوم الأحزاب في شوال سنة خمس من الهجرة.

وقد أصيب سعد رضي الله عنه يوم الخندق رماه حبّان بن العَرِقة- لعنه الله- رماه في الأكحل فقطعه، فضرب النبي- صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد ليعوده من قريب، وحسمه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالنار فانتفخت يده، فتركه فنزفه الدم، فحسمه أخرى فانتفخت يده.

 فلما رأى ذلك سعد قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقرَّ عيني من بني قريظة، فاستمسك عرقه فما قطر منه قطرة حتى نزلوا على حكمه، فأرسل إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فحكم أن تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم، يستعين بهم المسلمون، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لسعد: أصبت حكم الله فيهم.

 ثم دعا سعد فقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي من أن أجاهد فيك، من قوم كذبوا رسولك، وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حي أجاهدهم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب فافجرها – أي الجرح- واجعل موتي فيها، فانفجرت من ليلته فلم ترعهم ومعهم في المسجد أهل خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم، فقال: يا أهل الخيمة: ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه يغذو فمات منها- رحمه الله تعالى ورضي عنه-.

وعن أسماء بنت يزيد قالت: لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «ليرقأ دمعك، وليذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله له، واهتز له عرش الرحمن» .

وعن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: لما مات سعد بن معاذ بكى أبو بكر وبكى عمر حتى عرفت بكاء أبي بكر من بكاء عمر وبكاء عمر من بكاء أبي بكر فقلت لعائشة: هل كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يبكي؟ قالت: لا، ولكنه كان يقبض دمعه على لحيته.

وقالت: رجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من جنازة سعد بن معاذ ودموعه تحادر على لحيته.


قصة الصحابي سعد بن معاذ



هو سعد بن معاذ بن النعمان الأوسي الأنصاري، أبو عمرو من خيار صحابة رسول الله، وكل الصحابة خيار، لأنهم خير الأمة، السابقون وخير القرون المفضَّلة أسلم على يد مصعب بن عمير، لما أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، يعلِّم المسلمين أمور دينهم ويقرئهم القرآن.


فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى يسلموا، فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وشَهِدَ بدراً ولم يتخلّف من جماعته أحد، وشَهِدَ أحداً والخندق (أسد الغابة 2: 373).


آخى رسول الله بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح بعد الهجرة، قال ابن هشام: سأل سعد بن معاذ أخو بني الأشهل ونفر من الصحابة بعضاً من أحبار يهود، عن بعض ما في التوراة فكتموهم إياها، وأبوا أن يخبروهم عنها فأنزل الله تعالى فيهم: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» (159 سورة البقرة) السيرة لابن هشام 2: 200.


وقد سرّ رسول الله بمقالة سعد في بدر، ونشّطه جوابه عندما قال عليه الصلاة والسلام أشيروا علي أيها الناس، قال ابن هشام: وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم عدد الناس وأنهم حين بايعوه في العقبة، قالوا: يا رسول الله، إنا براء من ذمامك، حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا، نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا فكان رسول الله يتخوّف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصرة، ما دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم على عدو من بلادهم، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل. قال سعد: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر، فخضته لخضناه معك، ما تخلّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنّا لصبرٌ في الحرب، صدقٌ في اللقاء، لعل الله يريك ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله.


فسرَّ رسول الله بقول سعد، ونشّطه ذلك، ثم قال: سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم الآن (السيرة لابن هشام 2: 267).


رُمي رضي الله عنه في الخندق بسهم في أكحله، رماه حباب بن العَرِقَة، سُمي بذلك لأن أمه، وهي امرأة من بني سهم كانت طيبة الريح، واسم أبيه عبد مناف بن عمرو بن معيض بن عامر، بن لؤي فقطع أكحله فلما رماه قال: خذها وأنا ابن العَرِقَة، قال سعد: عرَّق الله وجهك في النار، اللّهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذّبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتى تقرَّ عيني في بني قريظة.


ولما أذعن يهود قريظة، ونزلوا على حكم سعد بن معاذ، أرسل رسول الله ليحكم في قريظة، فأقبل على حمار، فلما دنا من رسول الله، قال: قوموا لسيدكم، أو قال خيركم، أحكم فيهم، قال: إني أحكم أن تقتل مقاتلتهم، وتُسبي ذراريهم، فقال رسول الله: حكمت بحكم الملك، وفي رواية ابن اسحاق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوموا إلى سيدكم فقاموا إليه، فقالوا: يا أبا عمرو قد ولاَّك رسول الله أمر مواليك لتحكم فيهم، فقال سعد: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه، قالوا: نعم وعلى من ها هنا؟ من الناحية التي فيها رسول الله ومن معه، وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالاً له.


فقال رسول الله: نعم: فقال سعد أحكم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبي الذراري.


وكان سعد لما جرح ودعا بما تقدّم ذكره، انقطع الدم، فلما حكم في قريظة، انفجر عرقه، وكان رسول الله يعوده، وأبوبكر وعمر والمسلمون.


وأخرج ابن سعد في طبقاته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما قال سعد في قريظة: لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به سعد من فوق سبع سموات.


وفي موته رُوي أن جبريل عليه السلام، نزل إلى النبي عليه الصلاة والسلام، معتجراً بعمامة من إستبرق، فقال: يا نبي الله، من هذا الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ فخرج رسول الله يجر ثوبه فوجد سعداً قد قُبض.


وفي هذا أورد الذهبي بإسناد صحيح من رواية عبد الله بن إدريس قال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله: هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت أبواب السماء، وشهده سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك، لقد ضم ضمة ثم أفرج: يعني سعداً.. وقد علّل الذهبي الضم هذا بقوله: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء، بل هو أمر يجده المؤمنون، كما يجد ألم فقد ولده، وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نفسه، وألم سؤاله في قبره وامتحانه، وألم الورود على النار، ونحو ذلك.


وفي قصة خيانة بني قريظة، وحكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فيهم، دليل على رجاحة عقله، وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم، حيث حكم فيهم بعد أن رضوا حكمه، وتوثّق من ذلك بقوله: فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبي الذراري والنساء.


ويكفي مكانة لعلم وفقه سعد: أن حكمه فيهم، وافق حكم الله عزَّ وجلَّ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد حكمت يا سعد فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقمة (ابن هشام 3: 251).


ولما مات أتى جبريل عليه السلام، رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل معتجراً بعمامة من إستبرق، فقال: يا محمد من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش.. قال الراوي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً يجرّ ثوبه إلى سعد، وهو في خيمة بطرف المسجد، فوجده قد مات، رضي الله عنه (سيرة ابن هشام 3: 262).

الكلمات المفتاحية

الصحابي سعد بن معاذ غزوة الأحزاب ما هو الأكحل الذي تسبب في استشهاد سعد بن معاذ؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled نسمع كثيرًا أن سبب وفاة الصحابي الجليل سعد بن معاذ في غزوة الأحزاب أنه رمي بسهم في "الأكحل"، فمات بسبب هذه الإصابة، لكن ما هو الأكحل.