تعتبر معركة إبليس مع بني آدم هي أول معركة في الوجود وهي المعركة بين " الإنسان" و" الشيطان"، ودائما من ينحاز إلى معسكر الإنسانية سيكون فائزا.

معصية آدم وإبليس:

إبليس عصى وآدم أيضا عصى ، فكيف تاب الله على آدم وطرد إبليس- عليه لعنة الله-؟.
خلق الله سبحانه وتعالى الجنة درجات والنار دركات، على قدر أعمال الناس الحسنة وتنوع معاصيهم، فكما أن الحسنة درجات، فإن المعصية أيضا متفاوتة بين الناس والعقاب على قدر الجُرْم.
ولكن عصيان إبليس كان من جهة القياس وإعمال العقل فكان عصيان " شبهة"، حيث قاس عقله أنه أفضل خلقا من خلق آدم، فولّد له الاستكبار.
أما آدم عليه السلام، فكانت معصيته من جهة ضعف النفس وهو موجود في كل البشر، وليس من نوع الاستكبار الذي ذم ولعن عليه إبليس، حيث لحق عناية الله بآدم، فتاب عليه.

اقرأ أيضا:

الزهد.. تعرف على معناه وكيف تحققه والفرق بينه وبين الورع

سؤال آخر هل إبليس كافر؟

يتساءل البعض هل إبليس كافر؟ وكيف يكون كافراً وهو كان يسمع كلام الله وحديثه إلى الملائكة وكان يدرك أن الله خالق هذا الكون وإلهه؟.
والحقيقة أن كفر إبليس قد ثبت بآيات في القرآن الكريم منها قول الله عز وجل "إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"، ومن هنا فإن كفر إبليس لم يكن جحوداً بوجود الله عز وجل بل هو كفر بالربوبية، كفر بأوامر الله عز وجل وتكبر عليها، وهكذا إبليس فقد عصى ربه وكَفَر كفْر الإباء والاستكبار، واستكبر أن يسجد لآدم وهذا يدل على عظم خطر العجب بالنفس والكبر فنسأل الله العفو والعافية .
فكانت هذه المعصية والاستكبار كفرا بنص القرآن الكريم. وحتى بعدما لعنه الله وطرده ظل إبليس مؤمنا بوحدانية الله وباليوم الآخر ومؤمنا بقدرة الله عليه وأنه هو من يحييه ويميته لذا طلب من الله الإنظار إلى يوم البعث وظل مؤمنا بالجنة والنار والثواب والعقاب، بل وحتى في قسمه أقسم بعزة الله ، ولم ينفعه ذلك كله بشيء بعدما اتخذ رأيه وعقله ندا مع أوامر الله.
ولا ينفع إبليس إيمانه بوجود الله وإثباته صفة العزّة لله وحَلِفه بذلك لأنّه نقض إيمانه بكفر الإباء والاستكبار وتعالى على الله واستكبر أن ينفّذ أمره .
ومن المعلوم أن كفر الاستكبار قد وقع فيه أيضا كفار قريش، فهم كانوا يعلمون أن الله عزوجل موجود، ولكنهم لم يعبدوه وفق شريعته بل وفق هواهم، وجعلوا بينهم وبين الله وسيلة في العبادة وهي الأصنام :" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى".