ولعل من أبرز الكلمات
التي تعكس هذا البان اللغوي البديع ،الفارق الواضح بين كلمتي يبسط الرزق ويبصط
الرزق ،فالكلمتان رغم اتفاقهم في أغلب الحروف وبقاء الإختلاف بين "السين
" والصاد الإ أن الفارق اللغوي واضح رغم وجود في مساحة لغوية قريبة.
وقد تكررت كلمة
"يبسط " في القرآن تسع مرات بمعاني قريبة فيما اكتفي كتاب الله ، بذكر
كلمة "يبصط "مرة واحدة في السطور التالية ،نرصد مرات تكرار الكلمتين ونوضح الفارق بينهم .
وجاءت كلمة القرآن الكريم يبسط بحرف "س" 9مرات وذلك في الآيات الآتية
1-قال تعالي " اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ" "الرعد 26 "
2-قال تعالي " إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ" الإسراء الأية "30"
3-قال تعالي " وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ ۖ " القصص الأية 82
4- وقال تعالي وقال تعالي " للَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ العنكبوت 62
-قال تعالي " أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ الروم "37"
6-قال تعالي
" قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن
يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"سبأ 36
7- قال تعالي " قُلْ إِنَّ رَبِّي
يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم
مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ "39" سبا
8-قال تعالي " أَوَلَمْ يَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"52الزمر
9-قال تعالي " " لَهُ مَقَالِيدُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
الأية 12الشوري
ومن المهم هنا الإشارة
إلي أن هذا التقابل بين يبسط اي يوسع
الرزق وبين يقدر اي يضيق الرزق يأتي في سياق لتوضيح المعني المراد وتأكيده وهو شكل
بياني معتاد في القرآن الكريم
أما كلمة يبصط بالصاد
والطاء فقد جاءت في القرآن في آية واحدة في القرآن كله وفي سورة البقرة
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ
لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
الأية ا 245
ومن المعلوم لغويا أن حرف "ص "هو حرف استعلاء
وتفخيم وتضخيم " ويطلق عليه حرف سمين .. أي أنه له بعدا ثالثا
.
ذا يأتي معناه هنا : أن "البصط "هنا ليس فقط توسعة ،إنما هو تضخيم للتوسعة فهي زيادة في جميع الاتجاهات والسبل ونواحي الخير لهؤلاء الذين ينفقون في سبيل الله فيضاعف الله لهم الجزاء أضعافا كثيرة وهو ما يناسب "يبصط " بالتفخيم والتضخيم .
ويعد الفارق بين يبسط بالسين ، ويبصط بالطاء من صور الإعجاز في القرآن الكريم بل من عجائب الكتابة القرأنية التي تناسب المعني المراد أصدق تمثيل وترسم صورة بيانية توضح المعني بشكل جمالي رائع .