أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

حكمه إلى الله.. لماذا لم يدرك "أبو طالب" الفرصة الأخيرة؟

بقلم | superadmin | الجمعة 24 اغسطس 2018 - 09:49 ص

هناك أمور لا يستوعبها العقل ، ولا مجال لراحة النفس فيها إلا الاستسلام والخضوع للإيمان بمواقع القدر، وهو جوهر الغإمان، ومن ذلك ما وقع لعم النبي صلى الله عليه وسلم " أبي طالب"، الذي نذر حياته كلها دفاعا عن رسول الله، ومع ذلك مات على غير الإسلام.

محبة مبكرة:


أقام رسول الله بعد وفاة جدِّه عبد المطلب مع عمِّه أبي طالب، وكان الأخير يحب ابن أخيه ويصحبه في أسفاره، وقد التقى في بعضٍ منها بعض من لديهم علم بالكتب السابقة، وأخبروه أن محمدًا سيكون له شأن عظيم، ثم لما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدأ الدعوة إلى الإسلام سرًّا.
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه -ابن عمه- ممن آمنوا برسالته، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيًا من أبيه أبي طالب، ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمْسَيَا رَجَعَا، وظلَّا على هذا النحو فترةً من الزمن.

قناعته بصدق الرسول:


عثر أبو طالب على النبي صلى الله عليه وسلم وابنه علي يومًا وهما يصليان، فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا ابن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟
 قال: «أي عم، هذا دين الله، ودين ملائكته، ودين رسله، ودين أبينا إبراهيم -أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم- بعثني الله به رسولًا إلى العباد، وأنت أي عم، أحق من بذلت له النصيحة، ودعوته إلى الهدى، وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه»، أو كما قال.
فقال أبو طالب: أي ابن أخي، إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يَخْلُصُ إليك بشيء تكرهه ما بقيتُ. أي: لا يُوصَلُ إليك بشيء تكرهه.
وذُكِرَ أنه قال لعلي رضي الله عنه: أي بني، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال: يا أبتِ، آمنتُ بالله وبرسول الله، وصدقته بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته. فزعموا أنه قال له: "أمَا إنَّه لم يَدْعُكَ إلا إلى خير فالزمه.


دفاع حتى الممات:


وحين جهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة، بعد أن كان يدعو بها سرًّا؛ وعاداه كفار مكة وأنكروا عليه، حَدِبَ عليه عمُّه أبوطالب وعطف عليه، فلما رأى كفار مكة أن أبا طالب قد حدب عليه، وقام دونه، فلم يُسْلِمْهُ لهم، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب، وطلبوا منه أكثر من مرة أن يتدخل لإيقاف الدعوة إلى الإسلام التي يقوم بها ابن أخيه، فرفض في كلِّ مرة.

ضياع الفرصة الأخيرة


وعلى الرغم من وقوفه إلى جانب ابن أخيه محبةً له وعطفًا عليه، إلا أنه لم يُسلم، وظل على دينه حتى مات، ولوفاته قصة كانت سببًا في نزول آية في القرآن الكريم.
فقد رُوِيَ أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قُبِضَ فيها، قالت له قريش: يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك، فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء، فخرج مبعوث المشركين حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر جالسًا معه، فقال: يا محمد إن عمك يقول لك إني كبير ضعيف سقيم، فأرسل إليَّ من جنَّتِكَ هذه التي تذكر من طعامها وشرابها، شيئًا يكون لي فيه شفاء، فقال أبو بكر: ﴿إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [الأعراف: 50]، فرجع إليهم المبعوث، فقال: بلَّغْتُ محمدًا الذي أرسلتموني به فلم يُحْرِ إليَّ شيئًا.
وقال أبو بكر: ﴿إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ ، فحملوا أنفسَهم عليه (أي على أبي طالب) حتى أرسل رسولًا من عنده، فوجد الرسولَ صلى الله عليه وآله وسلم في مجلسه، فقال له مثل ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْكَافِرِينَ طَعَامَهَا وَشَرَابَهَا».
وقام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب، فوجده مملوءًا رجالًا، فقال: «خَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ عَمِّي»، فقالوا: ما نحن بفاعلين، ما أنت أحقُّ به منَّا، إن كانت لك قرابة، فلنا قرابة مثل قرابتك، فجلس إليه فقال: «يَا عَمُّ، جُزِيتَ عَنِّي خَيْرًا، كَفَلْتَنِي صَغِيرًا، وَحُطْتَنِي كَبِيرًا، جُزِيتَ عَنِّي خَيْرًا، يَا عَمُّ أَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ أَشْفَعُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
قال: وما هي يا ابن أخي؟، قال: «قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ».

آخر عبارة لأبي طالب على فراش الموت:


فقال: إنك لي ناصح، والله لولا أن تُعَيِّرَنِي قريش عنه فيقال: جَزِعَ عمُّك من الموت لأقْرَرْتُ بها عينَك، فصاح القوم: يا أبا طالب أنت رأسُ الحنيفية ملة الأشياخ، فقال: لا تحدِّثُ نساءُ قريشٍ أن عمَّك جَزِعَ عند الموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي حَتَّى يَرُدَّنِي».
فاستغفر له بعد ما مات، فقال المسلمون: ما يمنعُنا أن نستغفر لآبائنا ولذي قراباتنا، قد استغفر إبراهيمُ لأبيه، وهذا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لعَمِّه، فاستغفروا للمشركين حتى نزل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 113].

الكلمات المفتاحية

آخر عبارة لأبي طالب على فراش الموت: محبة أبي طالب للنبي دفاع أبي طالب عن النبي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كان رسول الله بعد وفاة جدِّه عبد المطلب مع عمِّه أبي طالب، وكان الأخير يحب ابن أخيه ويصحبه في أسفاره، وقد التقى في بعضٍ منها بعض من لديهم علم بالكتب السابقة، وأخبروه أن محمدًا سيكون له شأن عظيم، ثم لما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدأ الدعوة إلى الإسلام سرًّا.