أخبار

لماذا من يطلب الإمارة لا يوفق في الإدارة؟

"مداراة الناس نصف العقل".. ماذا فعل الفاروق عمر عند دخول قاتل شقيقه عليه؟

كيف يتدارك الأبناء التقصير في حقوق الأم بعد وفاتها؟

اسم الله "العدل".. كيف تقتدي به لتكون عادلاً مع نفسك ومع الناس؟

مزاح زوجي ثقيل ومزاجه كئيب.. ما الحل؟

مطلقة وابني المراهق أتعبني نفسيًا لأنه "بصباص" كما أعمامه.. كيف أتصرف؟

من أسرار حسن الخاتمة.. كيف تسبق إليها؟

الحق ثمنه غال ولا يباع على الأرصفة.. كيف تقتدي بإبراهيم وتكن من أصحابه؟

هل الزواج في شهر شوال مكروه؟

غزوة حنين ..وقعت في شوال فكانت درس عدم الاغترار بالقوة واليقين في نصر الله

المجاهرة بالمعاصي.. "كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين"

بقلم | superadmin | الثلاثاء 05 يونيو 2018 - 01:10 م


لاشك أن الذنوب والمعاصي عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى مبينًا أضرارها على العباد: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40].

ما معنى المجاهرة؟


المجاهرة بالمعاصي من أعظم الذنوب، ومعناها أن يرتكب الشخص الإثم علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله عز وجل ولكنه يخبر به بعد ذلك مستهينًا بستر الله له، قال الله تعالى: {لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء:148].
و جاء في تفسيرها: "لا يحب الله تعالى أن يجهر أحد بالسوء من القول، إلا من ظُلِم، فلا يُكره له الجهر به" (تفسير القرطبي). وروى البخاري ومسلم من حديث سالم بن عبدالله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجلُ بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويُصبِح يكشف سترَ الله عنه».

معنى «كل أمتي معافى»:


أي تنالهم العافية والمغفرة والرحمة، فهم أهل لأن يعافيهم الله تعالى برحمته وكرمه وجوده، فمن أسباب العافية، أن يحرص المسلم على ستر نفسه إذا ارتكب ذنباً أو معصية، فإن الله تعالى حيي ستير، يحب الستر، ولا يحب لعبده أن يفضح نفسه، فالذي يستر نفسه مستحق لعافية الله تعالى، أما المجاهر الذين هتك ستر الله عليه، فبعيد عن العافية، ولا يستحقها، إلا إذا تاب توبة نصوحاً، فإن الله يتوب عليه.

عواقب وخيمة:


وأخبر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ المجاهرة بالمعاصي لها عقوباتٌ في الدنيا قبلَ الآخرة.
 1-روى ابن ماجه في سُننه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبل علينا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((يا معشرَ المهاجرين، خمسٌ إذا ابتُليتم بهنَّ - وأعوذ بالله أن تدركوهنَّ -: لم تظهرِ الفاحشة في قوم قطُّ حتى يُعلنوا بها، إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضتْ في أسلافهم الذين مضَوْا، ولم ينقصوا المكيالَ والميزان، إلا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّة المؤونة وجورِ السلطان عليهم، ولم يَمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنِعوا القطر من السَّماء، ولولا البهائم لم يُمطَرُوا، ولم يَنقضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله، إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعضَ ما في أيديهم، وما لم تحكُم أئمتُهم بكتاب الله ويتخيَّروا مما أَنزل الله، إلا جَعَل الله بأسَهم بينهم)).
2- روى الترمذيُّ في سننه من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((في هذه الأمَّة خَسْفٌ ومَسْخ وقذف))، فقال رجل من المسلمين: يا رسولَ الله، متى ذاك؟ قال: ((إذا ظهرتِ القَيْنات، والمعازف، وشُرِبت الخمور)).
3- من آثار المجاهرة بالمعاصي، أنها تدعو الناس إلى فعلها، والوقوع فيها، ومن ثم تكثر المنكرات في المجتمع، وينتشر الفساد، ويقل الدينُ في الناس، وتفسد أخلاقهم، وتذهبُ مروءتهم، لذا ينبغي الإنكار على هؤلاء المجاهرين، وإخبارهم بعظيم جُرْمهم، وأنهم يُعرِّضون أنفسهم لعقوبة الله تعالى في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور من الآية:19].
فينبغي على أفراد المجتمع، أن يحاربوا هذا البلاء الكبير، ويستنكروا على من يقوم به، فإن المنكر إذا انتشر في المجتمع، وسكت الناس عن إنكاره، لم يأمن أحد من عقوبة الله تعالى، وقد لُعن أقوامٌ من الأمم السابقة، بسبب سكوتهم عن إنكار المنكرات، قال الله تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾.
والتوبة من المجاهرة بالمعاصي تكون بالإقلاع عنها، والعزم على عدم العود إليها، والندم على فعلها، والندم توبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والتوبة الصادقة تمحو الذنوب، بل يبدل الله بها السيئات إلى حسنات، كما قال جل وعلا: ﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾.
فمن ابتلي بهذه البلية، فعليه بالمسارعة إلى مغفرة الله تعالى، قبل فوات الأوان، وقبل مجيء الأجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله عزّ وجلّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر).

الكلمات المفتاحية

المجاهرة بالمعصية كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين المجاهرة بالذنب

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لاشك أن الذنوب والمعاصي عاقبتها وخيمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى مبينًا أضرارها على العباد: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40].