أخبار

هل سنتذكر في الجنة ما مر بنا في الدنيا من مواقف حزينة ومؤلمة؟

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

الغفلة مرض العصر.. إليك طوق النجاة

بقلم | superadmin | الاحد 13 مايو 2018 - 09:27 ص

إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، وسخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، ورغَّبهم في الجنة، ورهَّبهم من النار، وذكرهم بما هم مقبلون عليه بعد الموت من أهوال وكربات عظام، لكن الكثير من الناس ينسى هذه الحقائق ويغفل عنها: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ . مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء:1-2]. حتى إن المرء لو نظر لأحوال هؤلاء لوجد جرأة عجيبة على الله، وسَيْرًا في طريق المعاصي والشهوات، وتهاونًا بالفرائض والواجبات، فيتساءل: هل يُصدِّق هؤلاء بالجنة والنار؟ أم تراهم وعدوا بالنجاة من النار وكأنها خلقت لغيرهم؟ يقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115].


فالغفلة آفةٌ قاتلة، وداءٌ عُضال فتَّاك، وطريق يكثر فيه السالكون إلاَّ مَن رَحِم الله تعالى، دبَّ هذا الداء في جَسَد الأمَّة الإسلامية منذ عدَّة قرون


فالغفلة آفةٌ قاتلة، وداءٌ عُضال فتَّاك، وطريق يكثر فيه السالكون إلاَّ مَن رَحِم الله تعالى، دبَّ هذا الداء في جَسَد الأمَّة الإسلامية منذ عدَّة قرون


، وأقعَدها عن سبيلها، وأوْهن مِن قُواها، وشغلها أيَّما شغل عن رسالتها وغايتها في هذه الحياة الدنيا، والمتأمِّل في آيات القرآن يرى أنَّ الله - تعالى - قد أنذر وحذَّر مِن هذا الداء المهلِك، الذي أصابَ الأُمم، وأقعدَها عن السبيل الأَمَم، بل وحلَّ بها عقاب الله - تعالى – المعجَّل؛ كما قال - تعالى -: في كتابه لرسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يس: 6، 7].


قال ابن سعدي - رحمه الله تعالى - في تفسيره: "وهم العرب الأُميُّون، الذين لم يزالوا خالين مِن الكتب، عادمين الرُّسل، قد عمتْهم الجهالة، وغمرتْهم الضلالة، وأَضحكوا عليهم وعلى سفههم عقولَ العالمين، فأرسل اللَّه إليهم رسولاً مِن أنفسهم، يُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكِتاب والحِكمة، وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين، فينذر العرب الأميِّين، ومَن لحق بهم من كلِّ أُمِّي، ويذكر أهل الكتب بما عندَهم من الكتب، فنِعمة اللَّه به على العرب خصوصًا، وعلى غيرهم عمومًا، ولكن هؤلاء الذين بُعثتَ فيهم لإنذارهم بعدَما أنذرْتَهم، انقسموا قسمين: قسم ردَّ ما جئتَ به، ولم يقبلِ النذارة، وهم الذين قال اللَّه فيهم: ﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ﴾؛ أي: نفذ فيهم القضاءُ والمشيئة، أنَّهم لا يزالون في كُفْرهم وشِرْكهم، وإنما حقَّ عليهم القول بعدَ أن عرض عليهم الحق فرَفضوه، فحينئذ عُوقِبوا بالطبْع على قلوبهم"؛ "تفسير ابن سعدي".


والغفلة أشدُّ ما يُفسِد القلوب، فالقلْب الغافل قلْب مُعطَّل عن وظيفته، قال تعالى: ﴿ إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾


والغفلة أشدُّ ما يُفسِد القلوب، فالقلْب الغافل قلْب مُعطَّل عن وظيفته، قال تعالى: ﴿ إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾


[يونس: 7، 8].. قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره: "يقول الله - تعالى - مخبرًا عن حال الأشقياء الذين كفروا بلِقاء الله يومَ القيامة، ولا يرجون في لِقاء الله شيئًا، ورَضُوا بهذه الحياة الدنيا، واطمأنَّتْ إليها أنفسُهم.


وهنا تأتي آياتُ القرآن تُوحي بعاقبة الغافلين عن آيات الله ورسالاته؛ قال - تعالى -: ﴿ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 136]، وقال - تعالى -: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوا كُلَّ آيَةٍ لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146]، وقال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172].


وتأتي آياتٌ أخرى تُبصِّر الناس بطريق الهدى، وصُحْبة الصالحين المتقين، وتحذِّر من طريق الرَّدَى، وصُحْبة الأشقياء الغافلين؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].




 - مظاهر الغفلة في الحياة المعاصرة:




 إنَّ الغفلة إذا عمَّ خطرُها، أوشكتْ بالهلاك للأمم، وإنَّ اليقظة والبصيرة إذا لاح سبيلُها، فنِعم الطريق للسالكين، وإنَّ أخطر ما تمرُّ به الأمَّة اليوم هذا الداء القاتِل، الذي بدَتْ لنا مظاهرُه في كثيرٍ من مجالات الحياة الإسلامية، في الجانب الفردي، وفي الجانب الجَماعي، وهذه صُور ونماذج تدلِّل على فُشوِّ الغفلة في الأمة الإسلامية خاصَّة، بل وفي غيرها من الأمم:




1- الغفلة عن أشراط الساعة:




من مظاهر الغفلة في حياة كثيرٍ من الناس اليوم: الغفلة عن علامات الساعة وأشراطها؛ حيث إنَّ الله - تعالى - جعَل ظهور هذه العلامات دليلاً على اقتراب يومِ القِيامة


من مظاهر الغفلة في حياة كثيرٍ من الناس اليوم: الغفلة عن علامات الساعة وأشراطها؛ حيث إنَّ الله - تعالى - جعَل ظهور هذه العلامات دليلاً على اقتراب يومِ القِيامة


، ومحاسبة الله للخلائق، كلٌ يُجزَى بعمله؛ كما قال - تعالى -: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1].



وقال - تعالى -: ﴿ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾ [محمد: 18]، ومع ذلك يقع الناسُ في غفلة شديدة، حيث يرَوْن انتشارَ الرِّبا والزِّنا، وشرْب الخمور والمسكرات، وضرْب المعازف والقينات، وكثرة الفواحِش والمنكرات، ولا يلقون بالاً لمثل هذه العلامات الكبيرة، والتي تستوجب عليهم التوبة إلى الله منها، والاستعداد للدار الآخِرة.




2- الغفلة عن المهمات والأولويات:




ومنها كذلك الغفلة عن المهمَّات والأولويات، والانشغال بالتوافِه والشهوات، وما يلحق بها ممَّا يُضيع الأعمارَ والأوقات، فنجد في أمَّتنا مَن شُغِل بالنِّساء والحب والغرام، ونجد مَن شُغل بالنوادي والمباريات، بينما كان الواجبُ عليهم الانشغالَ بما هو أوْلى وأجْدى، وأنفع في الدنيا والآخرة.



3- الغفلة عن الدار الآخرة والاستعداد لها:



ومِن مظاهر الغفلة أيضًا: الغفلة عن الدار الآخرة - يوم القيامة - والاستعداد لها، والرُّكون إلى حبِّ الدنيا وزينته


ومِن مظاهر الغفلة أيضًا: الغفلة عن الدار الآخرة - يوم القيامة - والاستعداد لها، والرُّكون إلى حبِّ الدنيا وزينته


ا، والانغماس الشديد في طلبها، واستعجال التَّرَف والمُتعة، واللذَّة والراحة في دار الحياة الدنيا؛ كما قال - تعالى -: ﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾ [القيامة: 20 -21]. وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ هَؤُلاَء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً ﴾ [الإنسان: 27].



4- الاستخفاف بأوامر الله ورسوله:




ومنها الاستخفاف والاستهانة بأوامِر الله ورسوله، ومقارفة الكبائر والمحرَّمات، وترْك التورُّع عن فعْل الذنوب والسيئات، حيث دبَّ في كثير من الناس هذا الداء، فلا يكاد المرءُ يستحيي من فِعْل الفاحشة ولا مقدماتها، ولا من أكْل الرِّبا وأموال الناس بالباطل، ولا يتورَّع بنفسه عن مواطنِ الشُّبهات والمحرَّمات، كما قد يظنُّ بعضُهم أنَّ ذلك من القضاء والقَدَر، وأنه كُتِب عليه حظُّه من الزنا وأنه مدرِك ذلك لا محالة، وأنَّ ما وقع فيه ليس إلا قدرًا كُتِب في سابق الأزل، وهو فاعل لهذا القدر، ولا حولَ ولا قوَّة إلا بالله العظيم.



طوق النجاة من الغفلة:




إنَّ المخرَج لأمتنا من هذه الغفلة، وطوقَ النجاة لها، لا يكاد يغيب عنَّا في آيات القرآن المُنْزَل، ولا في وحي النبيِّ المُرْسَل - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث الاعتصامُ والاستمساك بحبْل الله ورسوله


إنَّ المخرَج لأمتنا من هذه الغفلة، وطوقَ النجاة لها، لا يكاد يغيب عنَّا في آيات القرآن المُنْزَل، ولا في وحي النبيِّ المُرْسَل - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث الاعتصامُ والاستمساك بحبْل الله ورسوله


، وتحقيق الوحْدة بالأُخوة الإيمانية؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].


وقال - تعالى -: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].




التخلص من الغفلة



يلفت الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد إلى أنه وفي أحيان كثيرة يجد الإنسان نفسه مخنوق ومتضايق بلا سبب ظاهر متعكر المزاج، موضحًا أن هذا بسبب الغفلة التي تصيب قلب الإنسان.



ويوضح في بث مباشر له منذ قليل على صفحته الرسمية على الفيس بوك أن الغفلة في أبسط معانيها أن تعيش بلا هدف أخروي.. مرض نسيان الله.. مرض تعيش فيها في دوامة الحياة في حالة التوهان والغفلة عن الله.



ويلفت انتباهنا إلى أن كثيرًا منا يعيش حياة عادية راتبة يولد ثم يكبر ويذاكر ويدخل المدرسة فالكلية ثم يبحث عن وظيفة ويعمل فيتخرج ثم يتزوج وينجب ثم يفاجأ أنه كبر ولم يستمتع بحلاوة القرب من الله ولم يذق لذة مناجاة الله تعالى.


الغفلة.. دوامة الحياة التي لا تتوقف:




ويوضح أن هذه الحياة بمراحلها السابقة طبيعية فكلنا يبحث عن الاستقرار لكن حتى لا نندم ونشعر اننا فقدنا الكثير لا بد من ألا نسهو عن الله؛ فالغفلة كما يقول هي أخطر أمراض القلوب. يقول سبحانه وتعالى: ]اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ. مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ[.



ويقول: ]وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(



ويقول: ]وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا[



ويبين خالد أنه ربما يكون أصحاب الكبائر في بعض الأحيان أفضل حالا من الغافلين عن الله على الدوام؛ فأصحاب الكبائر ربما يفيقون ويذكرون الله ويعودون له، أما الغافل الساهي فلا يستفيق فالشيطان يبعده عن المعاصي الكبيرة أحيانًا حتى لا يتذكر أنه بعيد عن الله وحتى يلزم غفلته وسهوه، مشبهًا الغفلة كالمخدر الذي لا يعرف فيه الإنسان حاله فيظل العمر كله يبحث عن أشياء حتى يسرق منه العمر ويموت وهو في غفلة، منوهًا إلى أن الإنسان قد يكون من المحافظين على الصلاة وهو غافل يصوم وهو غافل يحج ويعتمر وهو غافل حيث يؤدي هذه العبادات بلا قلب.


ويشير إلى أمر مهم وهو أن لكل عبادة آثارا معينة على الإنسان؛ فالصلاة آثارها تختلف عن آثار الصيام وتختلف عن الحج والزكاة وهكذا، موضحا أن علاج الغفلة مداومة ذكر الله، موضحا أن الذكر يعالج الغفلة التي تحيط القلب ويجعلك تصل لمقام الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه؛ فالإحسان ضد الغفلة وليس للغفلة دواء إلا ذكر الله فمن داوم على ذكر الله نجا استيقظ قلبه وشعر بحلاوة القرب من الله فمن داوم عليه كل يوم عاش في نزلة الإحسان فلا يقربه الشيطان وإن قربه فيكون من الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.


الغفلة أخطر أمراض القلوب: 



يحذر الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد من مرض هو من أشد وأخطر الأمراض ألا وهو مرض الغفلة ونسيان الله تعالى، مبينًا أن الذكر حياة الروح وشفاء القلب من الغفلة


ويوضح أن الغفلة تجعل الإنسان بعيدا عن الله فلا يصح أن نتعرف على الله في موسم الطاعة فقط مثل رمضان وغيره من مواسم العبادات ثم ننساه ونغفل عنه فيما عدا ذلك من أيام فالغافل مثل الميت يقول تعالى "أوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا.."، وفي الحديث: "مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ".


20دقيقة ذكر تغير حياتك وتقربك من الله:


ويصف روشته لعلاج هذا الداء.. داء الغفلة بعلاج مجرب هو مداومة الذكر طوال العام بان يكون لكل منا ورد ثابت لا يستغرب سوى 20دققة تقضيها مع ذكر الله بورد معين.



ويقترح الداعية أن يكون الورد :



 استغفار 100مرة.



لا إله إلا الله100 مرة.



الحمد لله 100مرة.



سبحان الله 100مرة.



الله أكبر 100مرة.



لا إله إلا الله100 مرة.



 لا حول لا قوة إلا بالله العلي العظيم 100 مرة.



 ثم تختم بالصلاة على النبي ثم الدعاء.



ويختم خالد بأن الذكر سيجعلك تعيش حياة مختلفة مع الله ومع النفس داعيًا للمحافظة على الأذكار وقراءة كتابه الجديد حياة الذاكرين الذي ذكر فيه تجربته وتجربة آخرين مع الذكر وكيف غيّر الذكر حياتهم جميعًا؛ فالذكر حياة الروح.


التخلص من الغفلة قبل رمضان:

"أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ"، هكذا وصف المولى عز وجل هذا الشهر الفضيل، فهو موسم روحاني يأتي ويذهب كضيف خفيف لا يطيل المكوث، لذا وجب الاستعداد الروحاني له من شهر شعبان حتى يدخل الشهر الفضيل وقد استيقظت النفوس وعلت الهمم واستفاق كل من أصابته الحياة بداء الغفلة الذي حذر منه الله تعالى في كتابه الكريم حين قال: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ".


في السطور التالية يخبرنا الداعية الدكتور عمرو خالد عن خطة عملية للاستفاقة والاستعداد لرمضان حتى ننعم بثوابه وفضله، ونكون من عباد الله الذين يختصون بثواب وفضل ليلة القدر...


بداية يقول الدكتور عمرو: "إن الإنسان الذي يسعى لتحقيق اليقظة من غفلته قبل رمضان لابد أن يعي أنه مكون من خمسة أوعية، ولكي يحقق التوازن والاستعداد التام لابد أن يتعرف على هذه الأوعية، ووظيفة كل منها، وكيف تتحقق يقظة كل وعاء"، موضحاً أن هذه الأوعية تتمثل في ما يلي:


1. الوعاء الأول: الجسد

وظيفة هذا الوعاء هي الحركة والسعي في الحياة، وتحقيق يقظة هذا الوعاء تكون من خلال الاهتمام بالجسد من خلال ممارسة الرياضة، والتوازن في تناول الطعام، والسعي وراء العمل سواء العمل الوظيفي أو التطوعي والخيري ومساعدة الناس.


2. الوعاء الثاني: النفس

تعتبر النفس وعاء الإرادة والاختيار بين التقوى والفجور، وتحقيق يقظة هذا الوعاء تكون من خلال مجاهدة النفس ومحاسبتها ومقاومة المعاصي، فكما أن للمعصية لذة فإن للمجاهدة لذة، كذلك مجاهدة النفس الأمارة بالسوء، والتوبة عن المعاصي والذنوب حتى تصبح نفس لوامة، ثم نفس راضية فمطمئنة، ثم نفس مرضية يرضى عنها الله تعالى.


3. الوعاء الثالث: العقل

هو وعاء الفهم، وتحقيق يقظة هذا الوعاء تكون من خلال القراءة والتدبر أو التفكر، ومن لا يقرأ أو يتفكر يعتبر غافلاً وبحاجة ليقظة حقيقية قبل رمضان.


4. الوعاء الرابع: القلب

هو وعاء الفكر مع الوجدان، لذلك يقول الله تعالى: "لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا"، ويقول الرسول الكريم: " اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ"؛ لأن القلب محل الفهم مع الشعور والوجدان غير العقل المنوط بالفكر دون وجدان، وتتحقق يقظة القلب من خلال ذكر الله، فقد قال تعالى: "ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، والذكر المحقق لليقظة ليس ذكر اللسان، بل هو ذكر القلب حين يجتمع الفهم لمعنى الذكر مع الشعور بما يقال من خلال الوجدان، فكل عمل يجتمع فيه القلب من خلال التركيز في الفهم والوجدان هو عبادة نتقرب بها إلى الله.


5. الوعاء الخامس: الروح

تعد الروح وعاء الصلة بالخالق عز وجل، حيث يقول الله تعالى: "فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي"، فالروح هي السر الإلهي، وهي سر الصلة بالله تعالى.


وتتحقق يقظة الروح من خلال القدرة على الصعود بالروح لله والتواصل معه بأن يشعر الإنسان بأنه متجرد من الدنيا وما فيها ومن فيها ومن حدود الزمان والمكان والمادة، وأنه قد صعد بروحه إلى بارئها وأصبح مظللاً بعرش الله تعالى، والإنسان حين يسعى إلى القرب من الله يفتح له الله تعالى السبل ويقربه منه.


وأضاف الدكتور عمرو خالد: "على الإنسان محاولة تحقيق اليقظة الخاصة بالأوعية الخمسة في شهر شعبان الذي يغفل عنه الناس، حتى يدخل رمضان وهو في أتم الاستعداد لاستقبال نفحات الشهر الفضيل والنيل من روحانياته العطرة".

الكلمات المفتاحية

الغفلة أخطر أمراض القلوب التخلص من الغفلة مظاهر الغفلة في الحياة المعاصرة الغفلة عن أشراط الساعة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، وسخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، ورغَّبهم في الجنة، ورهَّبهم من النار، وذكرهم بما هم مقبلون عليه بعد الموت من أهوال وكربات عظام، لكن الكثير من الناس ينسى هذه الحقائق ويغفل عنها: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ . مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأنبياء:1-2]. حتى إن المرء لو نظر لأحوال هؤلاء لوجد جرأة عجيبة على الله، وسَيْرًا في طريق المعاصي والشهوات، وتهاونًا بالفرائض والواجبات، فيتساءل: هل يُصدِّق هؤلاء بالجنة والنار؟ أم تراهم وعدوا بالنجاة من النار وكأنها خلقت لغيرهم؟ يقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115].