عزيزي المسلم، من أكثر الأمور التي يصعب أن تتحكم فيها .. هو الكلام الذي يوجعك ويؤلمك من ناس كثر من حولك .. من يحبطك.. ومن يظلمك.. ومن (يستظرف) بدعوى أنه لا يقصد ، ومن يوصفك بأبعد ما يكون فيك .. ومن يهدهد فيك وفي قدراتك .. ومن يحرجك فجأة فلا تعرف كيف ترد .. ومن يقذف بكلام ( دبش ).. ومن يتعمد استفزازك، وإن رددت عليه، أو غضبت، تراه يقول لك: (أنت مخك صغير وبتكبر الأمور) ..
الخلاصة أنك طوال الوقت تختلط ببشر في الأغلب يسيطر عليك شعور بالضيق، ولا تدري لماذا .. لكن يظل هذا هو الإحساس المستمر معك، ومن ثم بالتأكيد يتغير أسلوبك بشكل عام .. وبات من الصعب أن تظهر كإنسان لطيف .. وطوال الوقت تفتقد الهدوء والسلام .. ومشغول بما يقال عنك، وما الذي من الممكن أن تفعله.
ما الحل ؟
ليس دائمًا من الأفضل أن يكون الحل هو البعد عن الناس.. لأنه ببساطة هناك البعض ممن حكمت الظروف لأن تضطر أن يكون دومًا في حياتك.. وبالتالي البعد ليس حلا على الإطلاق، لأنك لن تحصل على الراحة المنشودة جراء هذا البعد.
الله عز وجل قال على المخرج من هذه المعضلة، بل ووصّى بها الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام بها، فقال سبحانه : «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ».
إذًا الحل في أمرين :
- أن تسبح بحمد ربك .. وأن تكون من الساجدين
يعني لو تعرضت لضيق بسبب كلام أحدهم، عليك أن تقول سبحان الله وبحمده وتكون من الساجدين ..
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟لماذا؟
لأن جملة (سبحان الله وبحمده)، لا يمكن أن تقال إلا لله عز وجل فقط، ومعناها تنزيه مطلق لله .. عن أن يكون له شبيه فيما خلق من بشر من أقوال ومن أفعال .. فحينما تقولها كأنك فعلت أمرين:
الأول: أنك تستعوض بعظمته عن كل نقص عانيت منه وتسبب في وجعك .. وتذكر نفسك أن هناك فرقًا كبيرًا بين البشر الخطائين وبين إله مُنزه عن أي خطأ.. فكأنك تستنجد به لحظتها فتكون النتيجة أن يحتضنك بلطفه سبحانه.. بينما تأتي تكملة الجملة بالحمد لله الواحد القهار، ما يعني أنك موقن بأنه الوحيد القادر على أن يعوضك كل ما فاتك أو نقصك.
أما أن (تكن من الساجدين ): فالسجود لله يعني الخضوع له سبحانه.. لذاته ولأوامره ومنهجه .. والخضوع لله هو مصدر العزة مع البشر و هذا أكثر شعور أنت لاشك بحاجة إليه لأن يكون بينك وبين الناس .. ليعالج أي ضيق بداخلك.