«أنا أشكر الله عز وجل دائما لكني لا أرى أي زيادة.. أين وعد ربنا سبحانه وتعالى:( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)؟!».. سؤال يدور في أذهان كثيرين يظنون أن الله لا يكافئهم جزاء شكره كما وعدهم، بينما لا يفقهون كثيرًا في أن طريقة الله عز وجل في إدارة دفة الأمور، تختلف كليًا عن طريقتنا نحن.
لكن دعنا نتفق بداية على أمر هام.. طالما هناك قانون وضعه الله عز وجل في القرآن الكريم .. بمعنى أن هذه بالتأكيد وعود.. إذن ليس فيها أي نقاش .. لكن كونها لا تحدث.. إذن أنت من لم ينفذ هذا القانون أو يلتزم به.. فطالما لا تحدث أي زيادة في حياتك، إذن أنت لا تشكر بشكل صحيح.. هذه هي القاعدة، وعليك أن تقتنع بها، وتعيد حساباتك من هذا المنطلق.
كيف تشكر الله؟
في البداية يجب عليك أن تتعلم كيف تشكر الله عز وجل بشكل صحيح، حتى تحصل على الزيادة.
فأنت حينما تشكر أي شخص ما على أمر ما قدمه لك، وهذه الخدمة كنت بحاجة شديدة لها.. فهنا يجب أن تشكره على هذه الخدمة، وهذا معناه أنك بالفعل رأيت بأم عينيك هذه الخدمة، بل ولمستها وارتضيت بها جدًا، وممتن لها أيضًا.. كل هذا حدث بداخلك فترجمته لأشياء عديدة: (علامات رضا على ملامحك .. مراعاة الخدمة التي قدمت لك .. تفكير في كيف ترد هذا الجميل .. مع التعبير بكلمات امتنان لهذا الشخص).
فالشكر (شعور) قبل أن يكون (سلوك ) واختزلناه في كلمة نرددها وفقط وهي: ( الحمد لله) !.. كمية الحمد لله التي نكررها في كلامنا بعد أن نسرد كم الهم والغم والغلب ونختم بـ" يلا هنعمل إيه .. نصيبنا.. الحمد لله"!!.. شوهت المعنى تمامًا!
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟الشكر لب الإيمان
الشكر بالتأكيد هو لب الإيمان، لأن وجوده يؤكد طوال الوقت أنك واصل لمرحلة الرسوخ بينك وبين الله، وهذه أكثر وأعلى من الثقة.. الشكر يجعلك تعيش رحلة نفسية داخلك.. تراكمات مشاعر نهايتها لابد أن توصلّك للإيمان وحب الله سبحانه وتعالى.
فبالتالي عندك بصيرة لترى كم النعم التي تعيش فيها، خصوصًا إذا جاءت بعد مرحلة منع .. وبالتالي عندك صبر أن تصبر على المنع لأنك واثق في أنه لن ينساك.. فبالتالي راضي .. وبالتالي مقدّر .. وتشعر بقيمة كل شيء .. وبالتالي تحرص على المحافظة عليها .. ومن ثم ممتن .. وكل تفكيرك كيف ترد الجميل .. فتبحث بداخلك في كل حواسك ،قلبك وعقلك وروحك ونواياك وأقوالك وأفعالك.. عن طريقة تشكر بها الله عز وجل.. ومن هنا تأتي الزيادة، (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ).
إذا طبقت هذا المنهج مع الله عز وجل لابد أن تطبقه مع الناس أيضًا، لأنه أصبح منهج بداخلك… وأنه (من لم يشكر الناس لا يشكر الله) حديث شريف.