ليس كل ما تفعله في حياتك، يجب أن تخبره للناس، فقد تتوقف عن فعل
خير كنت تعتاده، فقط لأنك أبلغت الناس به.
لذا إياك عزيزي المسم، أن تبلغ الناس بكم حفظت من القرآن الكريم، أو أن تخبرهم بأنك ساهمت في كساء محتاج أو عارٍ، أو أنك أطعمت جائعًا، أو رحمت يتيمًا، أو سامحت مسيئًا، أو برك بوالديك، أو تبسمك في وجه البعض.. بل دعم يرون فيك وفي تصرفاتك قرآنًا يمشي على الأرض.
هكذا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، حينما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: كان قرآنا يمشي على الأرض.. والمعنى كان تطبيقاً كاملاً للمنهج الذي جاء به من الحق تبارك وتعالى.
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟العبرة ليست بالحفظ
العبرة ليست بحفظ أكبر أجزاء القرآن الكريم، لكن العبرة أن يكون ذلك في تصرفك وفي قلبك، فهكذا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فأفعاله صلى الله عليه وسلم كانت تفسيراً للقرآن، فكان القرآن الكريم ينزل على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم والكل يراه، والكل يعلمه ويشاهده.
لذا حقق عزيزي المسلم القرآن في نفسك بالعمل، وما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وكل واحدٍ من أصحابه قرآن يمشي على وجه الأرض.. وبما أنك من أتباعه صلى الله عليه وسلم، فلما تحرم نفسك من أن تكون كما كان عليه صحابته؟!.
الخير بالسر
لإخفاء الأعمال الصالحة، فضل كبير، فالحسد لا يكون إلا في اثنتين، أحدهما، رجلا أتاه الله عز وجل القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار، وأما الآخر فرجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، إذن قد تعرف الناس أن تقرأ القرآن، أو أنك تخرج ما في جيبك لله، وتتصور أن هذا يبعد عنك عيون الناس؟؟ وهو أمر ليس بحقيقة.
وإنما قد يحسدك الناس فيكون سببًا في إبعادك عن هذا الحق، وليعلم الجميع أن فعل الخير إنما هو أمر إلهي، فعلينا الالتزام به، لكن كلما كان في السر كلما كان أجمل وأفضل، قال تعالى يوضح ذلك: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (الحج: 77).