أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

عابد يشتري حمارًا وليس معه ثمنه (قصة أغرب من الخيال)

بقلم | عامر عبدالحميد | الاربعاء 29 ابريل 2020 - 11:01 ص

حكى أبو يوسف عبيد الله بن أبي نوح، وكان من العابدين، قال: صحبت شيخا في بعض طريق مكة فأعجبتني هيئته.
فقلت: إني أحب أن أصحبك،  قال: أنت وما أحببت.
وأضاف أنه كان يمشي بالنهار فإذا أمسى أقام في منزل، يقوم الليل يصلي، وكان يصوم في شد ذلك الحر فإذا أمسى عمد إلى جريب معه فأخرج منه شيئا فألقاه إلى فمه مرتين أو ثلاثا.
وتابع قائلا :  وكان يدعوني فيقول هلم فأصب من هذا فأقول في نفسي والله إنه لا يكفيك أنت، فكيف أشركك فيه؟
واستطرد العابد في حديثه عن الشيخ الزاهد: فلم يزل على ذلك ودخلت له في قلبي هيبة عندما رأيت من اجتهاده وصبره.
يقول: فبينما نحن في بعض المنازل إذ نظر إلى رجل يسوق حمارا فقال لي: انطلق فاشتر ذلك الحمار، فانطلقت وأنا أقول في نفسي: والله ما معي ثمنه ولا أعلم معه ثمنه فكيف أشتريه؟
 قال: فأتيت صاحب الحمار فساومته به فأبى أن ينقصه من ثلاثين دينارا.
 قال: فجئت إليه وقلت: قد أبى أن ينقصه من ثلاثين دينارا قال خذه، واستخر الله قلت: الثمن؟ قال: سم الله ثم أدخل يدك في الجراب فخذ الثمن فأعطه.
 قال: فأخذت الجراب ثم قلت: بسم الله وأدخلت يدي فيه فإذا صرة فيها ثلاثون دينارا لا تزيد ولا تنقص.

اقرأ أيضا:

"تركك ما لا يعنيك".. من أفضل العبادات والمجاهدة في رمضان
يقول العابد: فدفعتها إلى الرجل وأخذت الحمار وجئت به فقال لي: اركب فقلت له: أنت أضعف مني فاركب أنت.
قال فلم يبادلني الكلام، وركب فكنت أمشي مع حماره فحيث أدركه الليل أقام. فإنما هو راكع وساجد حتى أتينا قريبا من مكة، فلقيه شيخ فسلم عليه ثم خلوا فجعلا يبكيان.
 فلما أراد أن يتفرقا قال صاحبي للشيخ: أوصني، قال: نعم، ألزم التقوى قلبك وانصب ذكر المعاد أمامك.
 قال: زدني. قال: استقبل الآخرة بالحسنى من عملك، وباشر عوارض الدنيا بالزهد من قلبك، واعلم أن الأكياس الفطنة هم الذين عرفوا عيب الدنيا حين عمي على أهلها والسلام عليكم ورحمة الله.
وتابع العابد في حديثه: ثم افترقا فقلت لصاحبي: من هذا الشيخ رحمك الله، فما رأيت أحسن كلاما منه؟ فقال: عبد من عبيد الله.
 قال فخرجنا من عسفان حتى أتينا مكة فنزل عن حماره وقال لي: اثبت مكانك حتى أنظر إلى بيت الله نظرة ثم أعود إليك إن شاء الله.
 قال: فانطلق وعرض لي رجل فقال: تبيع الحمار؟ قلت: نعم.
 قال: بكم؟ قلت: بثلاثين دينارا، قال: قد أخذته منك. قلت: يا هذا والله ما هو لي وإنما هو لرفيق لي وقد ذهب إلى المسجد ولعله أن يجيء الآن.
 قال: فإني لأكلمه إذ طلع الشيخ فقمت إليه فقلت: إني قد بعت الحمار بثلاثين دينارا.
 فقال الشيخ صاحب الحمار: أما إنك لو كنت استزدته لزادك إن شاء الله فأما إذا بعت فأوجز.
 فأخذت من الرجل ثلاثين دينارا ودفعت الحمار إليه وجئت بالدنانير.
 فقلت: ما أصنع بها؟ قال: هي لك فأنفقها،  قلت: لا حاجة لي بها، قال: فألقها في الجراب.
 قال: فألقيتها في الجراب،  قال: فطلبنا منزلا بالأبطح فنزلناه فقال أبغني دواة وقرطاسا.
 فأتيته بدواة وقرطاس قال: فكتب كتابين ثم شدهما إلي وقال: انطلق به إلى عبّاد بن عبّاد وهو نازل في موضع كذا وكذا فادفعه إليه وأقرئه مني السلام ومن المسلمين. ثم دفع الآخر إلي وقال: ليكن هذا معك فإذا كان يوم النحر فاقرأه إن شاء الله.
 يقول العابد: فأخذت الكتاب فأتيت به عباد بن عباد وهو قاعد يحدث وعنده خلق كثير، فسلمت ثم قلت: رحمك الله، كتاب بعض إخوانك إليك، فأخذ الكتاب فإذا فيه، بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد يا عبّاد فإني أحذرك الفقر يوم يحتاج الناس إلى الذخر، فإن فقر الآخرة لا يسده غنى وإن مصاب الآخرة لا تجبر مصيبته أبدا، وأنا رجل من إخوانك وأنا ميت الساعة إن شاء الله فاحضرني لتليني وتول الصلاة علي وإدخالي حفرتي وأستودعك الله وجميع المسلمين، واقرأ السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليكم جميعا السلام ورحمة الله.
 قال فلما قرأ عبّاد الكتاب قال: يا هذا أين هذا الرجل؟ قلت: بالأبطح.
قال: فمريض هو؟ قلت: لا، تركته الساعة صحيحا قال: فقام وقام الناس معه حتى دخل عليه فإذا هو مستقبل القبلة ميت مسجى، عليه عباءة.
 فقال لي عبّاد: وهذا صاحبك؟ قلت: نعم، تركته الساعة صحيحا؟
 قال: فجلس يبكي عند رأسه ثم أخذ في جهازه وصلى عليه ودفنه.
 قال: واحتشد الناس في جنازته، فلما كان يوم النحر قلت: والله لأقرأن الكتاب كما أمرني ففتحته فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: وأنت يا أخي فنفعك الله بمعروفك يوم يحتاج الناس إلى صالح أعمالهم، وجزاك عن صحبتنا خيرا فإن صاحب المعروف تجده لجنبه يوم القيامة مضطجعا وأن حاجتي إليك إذا قضى الله نسكك أن تنطلق إلى بيت المقدس فتدفع ميراثي إلى وارثي والسلام عليك ورحمة الله.
يقول العابد: فقلت في نفسي كل أمرك رحمك الله عجب وهذا من أعجب أمرك.
وتساءل العابد بعد وفاة الشيخ :  كيف آتي بيت المقدس ولم تسم لي أحدا ولم تصف لي موضعا، ولا أدري إلى من أدفعه؟
 قال: وخلف قدحا وجرابه ذلك وعصا كان يتوكأ عليها، قال: وكفناه في ثوبي إحرامه ولففنا العباءة فوق ذلك. قال: فلما انقضى الحج قلت: والله لأنطلقن حتى أتيت بيت المقدس، فدخلت المسجد، وثم حلق قوم فقراء مساكين.
وتابع قائلا بعد وصوله بيت المقدس:  فبينا أنا أدور لأتصفح الناس، لا أدري عمن أسأل، إذ ناداني رجل من بعض تلك الحلق باسمي: يا فلان.
 فالتفت إليه فإذا شيخ كأنه صاحبي قال: هات ميراث فلان.
 قال: فدفعت إليه العصا والقدح والجراب ثم وليت قال: فوالله ما خرجت من المسجد حتى قلت لنفسي: تضرب من مكة إلى بيت المقدس وقد رأيت من الشيخ الأول ما رأيت، ورأيت من هذا الشيخ الثاني ما رأيت، ولا تسأل هؤلاء القوم أي شيء قصتهم وتسألهم عن أمرهم ومن هم؟ قال: فرجعت ومن رأيي أن لا أفارق هذا الشيخ الآخر حتى يموت أو أموت. قال: فجعلت أدور الحلق وأجهد على أن أعرفه أو أقع عليه فلم أقع عليه.
 

الكلمات المفتاحية

أبو يوسف عبيد الله بن أبي نوح عابد شراء حمار

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حكى أبو يوسف عبيد الله بن أبي نوح، وكان من العابدين، قال: صحبت شيخا في بعض طريق مكة فأعجبتني هيئته.