ها هو شهر رمضان المبارك، يستعجل الخطى، فهلم استعد له، وشمر عن ساعديك، واملأ قلبك باليقين في الله، وانو أن تحسن العمل في هذا الشهر، وأن تخرج منه مغفور الذنب، فوالله ثم والله ما خاب عبد أحسن ظنه بالله.
مدد يا ملاذ الخائفين والمضطرين والمنكسرة قلوبهم.. فهو شهر أوصى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد فيه، فقال: «فاستكثروا فيه من أربع خصال؛ خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى لكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما فتسأَلون الله الجنة، وتعوذون به من النار».
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟كيف نستعد لرمضان؟
منحنا الله شهري رجب و شعبان للاستعداد للشهر الفضيل، نمسك لساننا عن الخوض فيما لا ينفع أو يفيد، والالتزام بمواقيت الصلاة المفروضة في وقتها، وكثرة النوافل وقيام الليل، مع زيادة أيام الصوم في هذين الشهرين، والنية بيننا وبين أنفسنا بأننا سنؤديه على ما أحسن ما يكون، من صيام وصدقات وصلاة فروض ونوافل، وغيرها من أعمال البر والإحسان.
فقد روي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء».
لماذا رمضان؟
أما لماذا
رمضان، لنختصه بهذا الاستعداد؟.. لأنه شهر اختصه الله عز وجل بخصائص عن غيره من الشهور.
ومن أعظم تلك الخصائص أن جعل الله فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها: « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، وقال عنها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
لذا من أراد أن يفوز بهذه الليلة فليحرص على أداء الصلاة المفروضة ثم النوافل وبالتأكيد أهمها صلاة التراويح في كلّ ليلة من ليالي الشهر الكريم.. وأن يزيد من صدقاته وإحسانه والكلم الطيب، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان.. حيث كان كالريح المرسلة في العطاء والمنة على الناس، ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
فمن أن أراد أن يخرج من رمضان رابحًا، عليه أن يحسن الاستعداد، وأن يستغل هذه الهدية العظيمة، وتلك الأيام التي تتنزل فيها الرحمات من رب العباد.