في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم أجمع، مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تأثرت الظروف المادية لدى كافة الناس، بل وربما يستمر التأثير لفترة لا يعلم مداها إلا الله.
بالتأكيد هذه أمر يقلق جدًا، خصوصًا أصحاب العمالة غير المنتظمة، والذين يكسبون قوت يومهم يومًا بيوم، فضلاً عن أن الكل بات يتابع حياته من المنزل، لا يشغله سوى القل والخوف من المستقبل.
ومع العمل على بث الشعور بالاطمئنان في نفوس الناس، إلا أنه للأسف ترى كثيرًا منهم لا يشعرون بهذا الأمر، لسببين :
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟الأول- أننا قد "نتلخبط" في فكرة السعي والأخذ بالأسباب
فتقول التقصير مني والله عز وجل لم يرزقني...
ثانيا - أن طلباتنا ليست فكرة أي رزق وفقط ..
هذا الرزق لابد أن يكون عبارة عن: «فيلا وسيارات وحسابات في البنوك »!
الأمر أصبح مجرد جملة ونرددها: « ربنا بيرزق »!.. لكن واقعيًا لا نفعّل قوانين الرزق .. لكن لو فعلتها وتثق وتصدق في كلام الله .. انتهى الأمر والقلق.. خصوصًا أنك للأسف بالتأكيد جلست في بيتك نتيجة الظروف المحيطة.. بما يعني أن مسئولية عدم السعي تقع عنك مجبرًا.
عزيزي المسلم، هناك ثلاث خطوات لتفعيل قوانين الرزق في هذه الآية الكريمة : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى».
١- آمر أهلك بالصلاة
( الصلوات الخمس لأنها مفتاح كل صلة بينك وبين الله.. واعتراف تام بألوهيته وصفاته ..واللجوء إليه ) واجب عليك أن تأمر أهلك قبل أي أمر آخر ..
٢-اصطبر عليها
ليس صبرًا عاديًا .. اصطبر .. أعلى درجات الصبر ..لأن المواظبة على الصلاة ليس أمرًا يسيرا، وتعليمه لأهلك يحتاج أيضًا لصبر خاص ..
٣- العاقبة للتقوى
اتق الله .. يعني تقي نفسك بمنهج الله وقوانينه وهذه بدايته لابد أن تتصل الأول بربك ( بالصلاة ) و من بعدها كل آليات الاتصال بالدعاء والذكر والأخلاق واليقين والثبات والتوكل.
وبمنتهى الوضوح ربنا الذي خلقك قال لك صراحة : «لا نسألك رزقاً نحن نرزقك »
النقطة الثانية ..
إن طبقت صلاة وصبر وتقوى .. بشكل بديهي ستفهم حقيقة الدنيا .. وسيتغير مفهومك للرزق .. وستعرف ماذا يعني ( الرضا ) .. ومن بعده ( الشكر ).. حينها سيظهر لك قانون جديد هو : «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ».. وحينها فقط ستستشعر الزيادة لاشك .